أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف الصادق - إسرائيل تتأوسط ... قولوا مبروك!














المزيد.....

إسرائيل تتأوسط ... قولوا مبروك!


عارف الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عارف الصادق: إسرائيل تتأوسط ... قولوا مبروك!

إسرائيل تعرّف نفسها، في وثيقة الاستقلال، أنّها دولة "صهيونيّة ديمقراطيّة". واضح ما في ذلك من تناقض صارخ يلازمها، في سياستها الداخليّة، والخارجيّة تبعا لذلك، منذ ولادتها حتّى أيّامنا هذه بالذات. "الصهيونيّة الديمقراطيّة"، رغم تناقضها المبيّت، هي عقدة جورديّة؛ يقف حيالها حتى الإسكندر المكدوني عاجزا !
في فقرة معترضة، علينا الاعتراف أنّ إسرائيل تعتبر ديمقراطيّة، إذا قارنّاها بالأنظمة العربيّة من حولها في الشرق الأوسط. حتّى الأقليّة العربيّة، ولم تكن هذه مقصودة بإنشاء إسرائيل أصلا، لا تلقى من الاستبداد والإفقار ما يلاقيه العربي تحت حكم العربي، في البلاد العربيّة المجاورة. رغم التمييز الصارخ ضدّ العرب في إسرائيل، يظلّ وضعهم خيرا منه في الأقطار العربيّة حيث العربي يحكم العربي. كلّ شيء نسبي في هذه الدنيا. نحن مظلومون، ما في ذلك شكّ، وعلينا أن نناضل دونما هوادة في سبيل حقوق متساوية، قوميّة ومدنيّة. لكنّا لا نعاني ما يعانيه الإخوة العرب حولنا، سياسيّا واقتصاديّا، تحت حكم "إخوتهم" العرب.
هذا التناقض المبيّت في ماهيّة الدولة موّهه حزب المباي، بأسمائه الكثيرة الخادعة وخبث قادته من جيل المؤسّسين، بلباقة وبهلوانيّة فائقة حتّى أواسط السبعينات. حتّى اليهود الشرقيّون / السفارديم، يهود أولاد عرب يعني، اكتشفوا بعد سنين قليلة زيف هذه الديمقراطيّة، فثاروا عليها. في الشوارع أوّل الأمر مرّات، وفي صناديق الاقتراع حين صعدوا بالليكود وبيجن إلى الحكم لأوّل مرّة.
بكلمة أخرى: في أواسط السبعينات أخذ نظام الحكم في إسرائيل، يلائم ذاته للمحيط السائد من حوله. بيجن من جيل الغربيّين الأوائل، ويحمل بلا شكّ قيمهم السياسيّة و"الديمقراطيّة" أيضا. لكنّ القاعدة تحته أخذت تقترب من المحيط حولها شيئا فشيئا. سياسيّا وفكريّا واجتماعيّا. باختصار أخذ المناخ الشرق أوسطي يزحف على "واحة الديمقراطيّة" تدريجيّا، لكن في اطّراد واضح.
في "العهد الجديد"، في ظلّ نيتنياهو بوجه خاصّ، غدت الديمقراطيّة مذمّة. والاستقامة، فكرا وجيبا، غدت غشمنة وقصر ذيل. حتّى السلطة القضائيّة، والمحكمة العليا في ظهرها، غدت مؤسّسات مقبولة على مضض. من باب شرّ لا بدّ منه. انظروا إلى رؤساء الحكومات كلّهم، بعد بيغن وشامير، تجدوهم انغمسوا جميعهم في "العهد الجديد" فكرا ومسلكا. عدّوا معي كم من "القادة"، في السياسة والاقتصاد، والجيش حتّى، دخلوا غرفة التحقيق. كثيرون لم يدخلوا السجن طبعا. لكن هل جميع من تبرّئهم المحكمة أبرياء فعلا؟ التهمة في القانون يجب إثباتها، وإلا فالمرء بريء، أو لم تثبت تهمته في أحيان كثيرة فيدخل السجن !
في ظلّ الليكود في العقود الأخيرة، تحت حكم نيتنياهو بوجه خاصّ، يمكن القول إنّ إسرائيل تتأقلم في الشرق الأوسط بخطى جبّارة. وضع الصحافيّين والأدباء والفنّانين، بقايا إسرائيل الأولى، يثير الشفقة فعلا. يريدون مواصلة تقاليد إسرائيل الأولى، في السياسة والأدب والفنّ والصحافة، جاهلين أو متجاهلين أنّ الدنيا تغيّرت من حولهم. إسرائيل الأولى، القطعة من الغرب، غدت من زمان دولة شرق أوسطيّة، منسجمة في بيئتها أحسن انسجام. انظروا ما يحدث في جهاز الشرطة. مثل صارخ للتحوّل النوعي في تركيبة النظام بكلّ أشكاله ومؤسّساته .
تسألون طبعا: لكنّ نيتنياهو، زوج سارة، أميركي النشأة والثقافة. لا يشعر بالحريّة التامة إلا حين يأخذ في الحديث في الإنجليزيّة الأميركيّة. مثل السمكة يلقى بها في الماء، بعد أن قذفها الموج إلى الشاطئ. كيف يمكن لابن الثقافة الأميركيّة الانسجام في البيئة الجديدة هذه ؟
لكنّه أميركي يحكم إسرائيل الجديدة أيضا. لا بدّ له من ملاءمة ذاته للبيئة من حوله. تماما مثل الملك الحكيم في الحكاية المعروفة. لا بدّ من شرب ماء البئر إذا رغب في بقائه على الكرسي. ما دامت غايته البقاء على الكرسي فلا بدّ له من التكيّف لمحيطه من "المتنوّرين". انظروا نشاطه المحموم ضدّ المؤسّسات الديمقراطيّة القديمة: المحاكم، الصحافة، الجامعات، الأدباء والشعراء. وأخيرا: سلوكه الفظّ بشأن جائزة إسرائيل. سيادته مصرّ على تقويض المؤسّسات القديمة كلّها. يريد لإسرائيل، نظاما وقيما، أن تنسجم في بيئتها الشرق أوسطيّة خير انسجام. قولوا معي الله يوفّقه. سدّد الله خطاه. ولا تنسوا بعد إنهائه مشروعه التاريخي أن تهنّئوه: مبروك، أهلا بك عضوا كامل الحقوق والواجبات في الشرق الأوسط العريق !!



#عارف_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية... حتى في الأسماء!
- الإصرار على الخطأ.. تياسة !!
- الربيع العربي وصل ... الجبهه!!
- هل العرب في حاجة إلى أحزاب -عربيّة- في الكنيست ؟!
- عاشت الوحدة العربيّة!
- السقوط المنشود!!
- كلّ الحقّ على كيري!!
- ليست الأمور بهذه السهولة يا أستاذ!
- هل أصوّت؟ لن أصوّت!!!


المزيد.....




- رأسه يحمل ألوان -الكوفية- الفلسطينية.. الحوثيون ينشرون فيديو ...
- مقتل 4 أشخاص في حرائق غابات اجتاحت مناطق سكنية في لوغانسك
- الدفاعات الروسية تسقط 16 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- واشنطن تعاقب شركة تنتج برمجيات تجسسية يديرها ضابط إسرائيلي س ...
- طبق طائر يناور في أحد الأنهار الفيتنامية.. ما القصة؟ (فيديو) ...
- طريق رسائل السنوار .. كيف تخرج وتصل إلى المتلقي؟
- الاتحاد الأوروبي يعلن إجلاء ناقلة نفط أحرقها الحوثيون في الب ...
- كيف قنصت مصر أغلى طائرة تملكها إسرائيل؟
- الأردن يؤكد استلامه جثمان المواطن ماهر الجازي
- السنوار يقول إن حماس مستعدة لخوض -معركة استنزاف طويلة- ضد إس ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف الصادق - إسرائيل تتأوسط ... قولوا مبروك!