أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل قرقطي - الوجع المقدس














المزيد.....

الوجع المقدس


فيصل قرقطي

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


أنا المَنْسيُّ / بين الليلِ والنجوى /
يزغردُ في دمي إرثُ القبائلِ /
يصطفيني الشعرُ والوجعُ المعتَّقُ في الردى /
سهماً لإيقاعِ الضحى بين الرمادِ وضحكةِ الميلادِ في رَجْفِ الولادةْ.

غارت الصحراءُ من رجفِ احتضاري /
أرَّخَ المتسكِّعونَ ضياعَهم في خطوتي /
ولِدَ السوادُ على انتظاري / وانتهى فجرُ الخليقةِ في مداري /
حطَّت الأنواءُ في رجفِ الرياحِ على غباري / وانثنى برقٌ وعاصفةٌ /
تفتَّتَ في دجايَ الظلُّ شمعاً للهدايةْ .

أنا المنسيُّ /
حاكمني الصدى في الليلِ/
أرَّخَني ذبولُ الحلمِ /
حطَّتْ فوقَ كفيَّ السنونو:

خطايَ نهرٌ عاشقٌ
ويداي ظلُ الله في نهرِ الرمادِ
وقلبيَ العاري سماءُ المغفرةْ
وحدادُ صيفِ الأولينَ /
ضراعةُ التسآلِ في صلواتِ من ماتوا/
بكاءٌ في ممرٍّ ضيِّقٍ لليلِ /
طفلٌ رضيعٌ في العراءْ
صوتٌ بلا لغةٍ /
وحرفٌ دونما إيقاعْ
لونٌ في مهبِّ الريحِ
ساقَتْهُ العيونُ إلى الردى .

أنا المنسيُّ / بين الريحِ والمأوى ،
ولامأوى يزيِّنُ ما تبقَّى من نشيجِ خطاي /
فاتحتي كتابُ الريحِ /
ضرعُ الظلِّ في الوجعِ المقدَّسِ /
برقُ حُمَّى في المفاصل /
والدروبُ عروقُ روحي في العراء.

جنازةُ الميناءِ تشرقُ في الصدى ..
والمدى نَوْحُ الغبارِ إلى الهدى
ضاعَ الذينَ مررْتُ في كلماتِهمْ ،
ونسجْتُ أحلامي سدى /
كفَّ المصلونَ الحيارى / أبَّنو صوتَ السماءْ
وهرعْتُ من نجمٍ إلى نجمٍ / أؤرِّخُ ما تبقَّى من ضياءِ /
لعلَّ خاتمتي بكاء الأنبياءْ .

أنا المنسيُّ / يعترفُ الغيابُ /
وتصمتُ الدنيا على تعبِ الحضورِ /
وتنزفُ الأصواتُ في رئتيَّ ، تُخْتَزَلُ العصورُ /
وتنبري الريحُ الغريرة في تشظِّي السحرِ/
وشوشةُ القبورِ .. فأعترفْ
أن المسافةَ بين بابلَ واللغهْ
مثلُ المسافةِ بين أحلامِ الحمامِ وبين صورْ .
وأعترفْ
إني على مرمىً من القتلِ الشهيِّ
بينَ عينِ الأزمنةْ ..
ونواحِ مأساةِ العصورْ .

أنا المنسيُّ بينَ الله .. والهضباتِ /
رامُ الله تنفتحُ ……
الطريقُ الى الصليبِ معلَّقٌ في الريحِ /
والروحُ امحاءُ الصمتِ في نهدينِ أرضعتا جياعَ الأزمنةْ .

أنا المنسيُّ أعترفُ
الطحينُ يضيءُ كابوساً من النجوى ..
وتختمرُ الدلالةُ في اللغةْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ السريرَ /
وزنِّري الميلادَ بالتقوى /
فللموتِ احتضارٌ في العراءِ /
وجثَّتي وطنُ المدى والماءْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ الكفنْ /
فالبحرُ يغرقُ في شراعِ العينِ /
والموتُ اشتعالُ الروحِ في نزفِ المحنْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ الجنازةْ
فالأرضُ مالَتْ عن حياءِ نَجيِّها
والدهرُ قالَ هباءَه /
وامتدَّ في النسيانِ تيهاً لا يصلْ
بل قد وصلْ .

للأربعينَ نبوَّةٌ
والنزفُ من كفِّ الزمنْ .

للأربعينَ وصيَّةٌ ؛
والسحرُ قادَ الأرضَ من يدِها الى بيتِ المحنْ

للأربعينَ جنازةٌ ؛
قد عبأتْ وطناً بأحشاءِ الكفنْ .

يا أرضَ كنعانَ التي في شجوِها
كتبتْ عصافيرُ التمنِّي /
ما يلذُّ وما يُميتُ ومايُمَنِّي /
كيفَ أعرفُ أنني في خصرِكِ العسليِّ
برقٌ يستحيلُ على اللغةْ ؟!

ويشاطرُ السحرَ المقدَّسَ في طراوةِ أبجديَّتِكِ
الطليقةِ والطريدةِ في لهاثِ العمرِ /
يكبرُ السحرُ المجفَّفُ /
يُشْرِقُ المعنى لأنَّا /
كالعناءِ بلا نهايةْ /
يا أرضَ كنعانَ البداية .

تائِهاً " موسى " وتُهْتُ
وضائِعاً " موسى " وضِعْتُ
وجائعاً " موسى " وجعتُ
ومائِتاً " موسى " ولِدْتُ

أنا المصلوبُ كالجدثِ المقدَّسِ بين فاصلتين /
أعشَقُ ما يُرى وأحبُّ قبلَ الموتِ / بعد الظلِّ في تابوتِها يمشي …. وأمشي للعراءِ المخمليِّ /
وحاملاً زمني ونعشي والترابَ /
يحفُّني سيلُ الحرابِ /
وكانَ مثلي تائها " موسى " / ونجواها ترتِّلُ ما تبقَّى من عصورْ /
وكان " عيسى " مثلما يمشي ، وأمشي فوقَ نبضِ الماءِ /
تحتفلُ البدايةُ في الطريقِ /
وأستقيمُ إلى النهايةِ مثل سهمٍ في الحريقِ /
لعلَّ بابلَ تستفيقُ على/ نداءات العصورْ
أنا المنسيُّ بينَ النيلِ … والذكرى / فأختصرُ المحيطَ
ليأتلقَ الشبقْ
على أجراسِ أوغاريت.

جلدُ ضبعٍ لفَّني …
وبكَتْ مساماتي حروفَ الأبجديَّةِ
والخلاءُ لهُ ضجيجٌ في اللغةْ.
كانسحابِ الجيشِ من معنى البلاغةِ في انتصارِ المعركةْ.

أنا المنسيُّ بين الأرضِ والنسيانِ أُورَثُ كالعطايا
يحتلُّني الغبشُ الرخيصُ
لإحتلالٍ لا يعي معنى البداهةَ في اللغةْ.

أنا المنسيُّ أكتملُ
الفراشةُ في يدي
وصدري للرصاصةْ
وروحي عند عاشقتي
وأهربُ للقيامةْ .
29 / 5 / ---- 5 / 8 / 1997



#فيصل_قرقطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو ان بركانا سجد
- كوني أنت .. كي أفهم معناه !!
- القصيدة .. القاريء .. والناقد
- اللغة .. الثقافة .. والانسان
- اللغه .. الثقافة .. والانسان
- الحداثة والوطنية :تخيفنا ونغرق في افرازاتها ليل نهار
- الواقع الثقافي الانتقالي : أسئلة صريحة لأجوبة مغلقة
- السوريالية : شبان دافعوا عن انفسهم .. وهم انبل الخداع الانسا ...
- نيتشه بين الشعر والفلسفة : وحده الألم العظيم هو المحرر النها ...
- رامبو : رحلة الشعر والشقاء / أجلست الجمال على ركبتي
- قصيدة النثر بين رفض التسمية وضياع المصطلح
- حركة النقد العربي : بين فقد المصطلح .. وتمجيد الرموز
- بين الاصالة والحداثة
- النص والأيديولوجيا
- يسار فريد .. كيقضة حلم مؤكد
- النص .. والبنية الابداعية
- الخطاب الروائي محاكاة.. أم تجريب كلاسيكي؟!
- في اللغة والتفكير


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل قرقطي - الوجع المقدس