ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 02:39
المحور:
الادب والفن
من «عصفورة حريتي» - أريدُ حريتي
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
بغداد أو هامبُرڠ-;- 03/01/2008 (فلسفيا: عقيدة التنزيه | سياسيا: الديمقراطية العلمانية)
أريدُ حريتي
أرجِعوا إليَّ حريتي
مَن؟ .. مَن سرقَها؟
مَن سرقَ حريتي؟
مَن؟ .. من صادرَها؟
مَن صادرَ حريتي؟
مَن صادرَ جزئيَ الذي لا أتجزّأ وإياه؟
مَن؟ .. من سجنَها؟
مَن سجنَ حريتي؟
مَن أصدرَ على حريتي حُكمَ الإعدام؟
مَن يُريدُ أن يقتادَ حريتي إلى المشنقة؟
مَن يُريدُ أن يقتلَ حريتي؟
أعيدوها إليّ
فمن غيرِ حريتي لن أكون
لأن لا معنى لأن أكون
إلا أن أكونَ مالكاً لحريتي
فلا معنى لأن أكون
إلا أن أكونَ مالكا لكينونتي
فحريتي وكينونتي نعتان
لكن لمعنى واحد
أريد حريتي
أريد حريةَ أن أُفكِّر
أن أُفصِحَ عن فكري
دون أن أُسَفَّه
أُريدُ حريةَ أن أُعارض .. أو أُؤيِّد
أن أُفصِحَ عن معارضتي
دون أن أُسجَنَ أو أُغتال
أريدُ حريةَ أن أَكفر .. أو أؤمن
وأن أُفصِح عن ديني
دون أن يَصدر عليَّ حكم الردّة
أُريدُ حريةَ أن أعبدَ اللهَ بطريقتي
أن أعبدَ اللهَ على ديني
لأني إن لم أعبدْهُ على ديني
لم أُخلصْ لهُ العبادة
بل أكونُ عَبدتُّ الناس
لأني أكون أطعتُهم من دون الله
فعبدتُّ ربي على دينِهم الذي يريدون
بينما يدعوني رسولي من لدن عقلي
ويأمرُني نبيي من لدن فطرتي
أن أُخلِصَ للهِ بخالصةِ توحيدي لعبوديتي له
أُريدُ حريتي
لأن أمي عندما ولدتْني
ولدت معي توأمي .. حريتي
أُريدُ حريتي
لأن خالقي عندما عجنَ طينتي
عجنَها من جوهرِ الحرية
وصاغَها بيدِه
بعد ما ركَّبَها
مع عناصر العقل .. والحب .. والجمال
والعقلُ يأبى
إلا أن يملكَ حرية أن يُفكِّر
ويتأمّل .. ويُبدِع
ويُصيب .. ويخطئ
ويوقِن .. ويشكّ
والحب يأبى
إلا أن يملكَ حريةَ أن يُحلِّق
يحلق مع من يحب
فوقَ السحاب
وأن يُعبِّر عن جنونه
فالحب حرية .. وجنون
والجمال يأبى
إلا أن يُسفِر بحريةٍ عن نفسِه
من غير نقاب .. أو حجاب
أُريدُ أن نسافر
إلى جزيرة الحرية
في بحر الشمس
فوق السحاب
أُريدُ أن نُسافر .. نحن الأربعة
هي وأنا والحرية والفكر
هناك سنفرش سجادةَ صلاتِنا
المنسوجة من نسيج الشمس الذهبي
والمطرَّزة بزرقة السماء
ونعبدُ الله
بأن نعزفَ سيمفونيةَ الحب
ونُسبِّحَ بترنيمات الجمال
وبين صلاةٍ وصلاة
نُحب .. نَسبحُ في بحرِ الحب
نطيرُ في سماءِ الجمال
نتنفّسُ الحرية ..
وينبض قلبانا .. بأجمل إيقاع
وتَتَشكّل من نَسَماتِ حبِّنا .. لوحةُ الحياة
مُنسابَةً على سطحِها .. تلاوينُ الخلود
وكلُّ لونٍ عليها
عندما يتلامَس مع لونٍ آخر
مُنعطِفا بِرقةٍ عليه
أو مُتوغِّلاً في ثناياه
مُتدفِّئاً به
كأنهما يذوبان في بعضهما
يتماهيان .. كالحبيب يذوب في حبيبه
مستوحيين كل ذلك
من لمسات اللقاء الأول
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟