أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موريس رمسيس - شادى فى الجنة - قصة صغيرة















المزيد.....

شادى فى الجنة - قصة صغيرة


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 02:39
المحور: الادب والفن
    


شادى شاب يافع فى مقتبل حياته تخطى الثلاثين من عمره ، يعتبر الأخ الأصغر على اخواته البنات العشرة ، تزوج والده خمسة مرات لكى ينجب الولد ، لذا حاز على كثير من الرعاية و العناية و التدليل من قِبل والدته و زوجات والده
عاش شادى طوال الوقت لا يبعد عن نظر اخوته البنات لا يفارق عيونهن ، خوفا عليه من الوقوع على الأرض أو من الخدش ، فبادلهن نفس الشعور و اكتسب منهم الكثير
تنبه شادى مبكرا عند بلوغه بانجذابه العاطفي الى الأولاد اكثر من البنات ، عندما يكون خارج البيت ، لم يستهويه كثيرا الالتفات إلى البنات المنقبات خلسة و لم يكن يتخيلهن فى رأسه بدون نقاب ، اثناء اصطحاب والديه له من اجل التسوق بالمجمعات الكبرى ، اكتشف فيما بعد عندما كبر فى العمر قليلا انه يميل إلى مصاحبه الأولاد و يفضلهم على البنات و لا يتهافت للحديث معهن اثناء فترات الدردشة على برامج النت مثلما يفعل الشباب الآخرين

تعرف شادى اثناء فترة دراسته الجامعية على شباب كثيرين شاركوه نفس الأحاسيس و المشاعر و أصبح عنده القدرة لبوح عن مشاعره و أطلاق العنان لها و معهم و أستطاع تفريع رغباته المكبوتة و ممارستها مع بعض المقربين إليه
انخدع شادى كثيرا و انصدم فى اصدقاء كثيرا و تم ابتزازه عاطفيا و ماديا و اخلاقيا بقسوة من البعض منهم ، فتكونت لديه خبرات كثيرة افادته فى أسلوب حياته
كون شادى شله صغيرة من الأصدقاء و أختارهم بعناية فائقة ، تعرف على أغلبهم فى الجامعة و فى النت و لم يتعدى عددهم عن الأربعة و عشرين عضو .. منهم الفاعل و منهم المفعول بيه و منهم المشترك و منهم المختلط ، توافقوا جميعا على ممارسة بعض التصرفات فلا يتخطوها لضمان سلامتهم معا و سلامة و سرية الشلة فى المستقبل

اتخذت الشلة أحدى برامج الدردشة على النت كنقطة تلاقى مغلقة عليهم ، يتم خلالها الاتفاق على التلاقى فرادى فى أقل عدد ممكن بالمجمعات التجارية الكبري و النوادى و الفنادق الكبرى ، امعانا فى السرية و الأمان و خوفا من ملاحقة المارة و اعتراض رجال الشرطة أو مضايقات الغرباء لهم ، كانوا يتحدثون فى علاقتهم الشخصية خارج الشلة مع الأهل و الأقارب و الزملاء فى العمل و فى الجامعة و يتناقلون فيما بينهم الخبرات المكتسبة الجديدة
اتخذ كل عضو بالشلة اسم مستعار له ، يشتق عن اسمه الفعلى أو عن اسم غيره الذى دائما ما يعبر عن الشخصية المحببة لديه التى يريد ان يكون فيها على أرض الواقع .. اتخذ شادى لنفسه أسم - شوشو - و اخذ فارس لنفسه - فرفر – هكذا ..

فى احدى المقابلات على برنامج الدردشة ، تطرقوا إلى موضوع ساخن جديد ، بعضهم اختلفوا فيه و البعض الأخر اتفقوا عليه ، لكن بلا شك كان له الأثر الكبير عليهم ..ألتقط شادى الميكروفون و اخذ يتكلم و يقود المناقشه الجديدة بالغرفة المغلقة عليهم ، ابتدأ حديثه الساخن مفاجئ بيه الجميع قائلا:
شوشو: عندكم فكرة - فينا من سيدخل الجنة رغم علاقتنا الجنسية
فرفر (كَتَب): احنا و الله حلوين و طيبين قوى // لينا و الله الجنة // هههههههه
سوسن (كَتَب): أى والله حلوين قوى // لول لللللللللللللل
موزه (كَتَب): واو وووووووووو
شوشو : بلاش تهريج بقى - أنا بتكلم بجد
نونو (كتب): احنا ذى انجشى // اكيد هو فى الجنة مع الرسول
فرفر (كتب): انجشى مين ده // فرفر برده // ههههههههههه
نونو (كتب): واحد مثلنا تماما اخرجه الرسول من بيته
فرفر (كَتَب): يا حرام // هههههههه
شوشو : المثلية ليست حرام و لا حلال فى القرآن
فرفر (كَتَب): واو وووو // يحى العدل // هههههههههه
نونو (كَتَب): آيات القرآن بتقول // اللذان يأتيانها منكم آذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما // غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ //
موزه (كَتَب): كمان ليه الغلمان المخلدون فى الجنة و عشان ايه لا ينزفون // ههههههههه
شوشو: بالضبط كده يا نونو - يعنى ذنب صغير يغفره الله لنا بالصلاة و الصوم و كمان عملية الحج دى هيا بتشيل الذنوب كلها و تخليك ابيض يا وردى - واااااااو
فرفر (كتب): واو ووو // حج كمان // انا عاوز احج اعملى لفة حول الحجر الأسود
سوسن (كتب): // فرفر // انت عاوز تتزَنَق هناك و بس يا حبيبى // هههههههههه
موزه (كَتَب): شوية جد بقى // احنا لازم نحج فعلا كل عام // نشيل ما علينا اول بأول
شوشو: بالضبط ده يا موزه - انا اقصدى كده - لازم نحج يا شباب كل عام

اتفقت اغلبية الشلة على القيام بالحج فى أقرب فرصة ممكنه .. لم يمضى شهور قليلة حتى حان ميعاد الحج و استعدوا له سويا .. قاموا بتأجير اتوبيس كبير مجهز بدورة مياه و مطبخ و مراتب لنوم لكى يكونوا على راحتهم اثناء الذهاب و العودة و النوم ايضا
عندما انتهى الجميع من تأدية مناسك الحج ، سافروا ساويا عائدين سعداء بمحو ذنوبهم القديمة عنهم ، اخذوا و هم فى الطريق يتراقصون و يتمايلون و يتغنون فرحا لكى يتفادوا التعب و الملل اثناء السفرة الطويلة الشاقة على الطريق الصحراوي
شاهد البعض من سائقى الأتوبيسات المجاورة على الطريق ما يحدث بين اعضاء الشلة من مسخرة و رقص و غناء و خلافه ، فلم يعجبهم الأمر و استفزهم كثيرا ، فاتفقوا بينهم على التضييق عليهم اثناء السير و معاكستهم
انحرف اتوبيس الشلة نتيجة التضييق المستمر عليه إلى احدى الوديان العميقة على جانب الطريق و سقط و أنقلب اكثر من مرة و شب فيه النار و أتت عليه بالكامل ، فلم ينجوا من الموت أحد من اعضاء الشلة و اعتبرتهم الدولة جميعا محتسبين عند الله شهداء و احتسبهم الله اكبر ايضا شهداء و اخذهم عنده إلى الجنة

وجد كل عضو فى الشلة قصره مُعد و مُجهز بالحوريات و الغلمان فى الجنة .. استطاع شوشو بعد فترة وجيزة من اعادة التواصل مع باقية افراد الشلة و اكتشاف اماكنهم ، اتفقوا جميعا على تفويضه يتكلم باسمهم و يشرح امرهم عند رسول الله ، فهم لا يريدون الحوريات و لا حتى الغلمان المخلدين و يريدون ذكور فقط و ليس إناث .. خرج شوشو من قصره و اخذ ينادى على الرسول فقال:
- يا رسول الله
- ايوه .. عاوز ايه؟
- أحنا عايزين حل لمشكلتنا؟
- انتم مين؟
- احنا شلة الأتوبيس الشهداء
- طيب عاوزين ايه
- احنا مالناش فى الحوريات و الغلمان
- عاوزين رجاله بتقصد يعنى؟
- ايوه .. بالضبط كده يا رسول الله
- حدث خطأ .. المفروض انتم فى حى الشواذ
- ايوه .. ده تمام و يناسبنا كويس قوى
- انتم هناك احرار كمان فى اختيار زبائنكم
- ده عدل و كرم منك كتير قوى يا رسول الله

حى الشواذ فى الجنة يخترقه شارع كبير طويل للغاية يقع على جانبية قصور الجاى و اللزبيان و المختلط .. شارع عريض يمتلئ بالمارة و الزبائن الجدد و فيه تُعلق الزينات و اليافطات الملونه بالصور المُجسمة المُرفقة بالعناوين على شرفات القصور على الجانبين ، كإعلانات عن مواهب الساكنين الشخصية و كوسيلة منافسة شريفة للاستحواذ على النصيب الأكبر من الزبائن و الزائرين الجدد زبائن المستقبل



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبة فى الجنة - قصة صغيرة
- القرآن المبسط (الطبعة الثانية)
- انا الفرعون
- الهروب إلى النار - قصة قصيرة
- الفوضى و الأضعاف و التفكيك مشروع إنسانى
- لعبة الجن و العفريت - قصة قصيرة
- مؤامرات الربيع العربى
- غزوة السجون و الأقسام
- فوضى الهوية و الحرب الأهلية
- نعتوا ناعوت
- الله أكبر الرجيم
- أنا الفاعل
- أمة
- أبو خارى
- داعش الإيمان
- عار عليك
- بَدَور عليه – (ترنيمة)
- ما المقصود ب فرج الله؟
- العبقرية اليهودية و القبة الحديدة
- الحب المحرم – قصة قصيرة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موريس رمسيس - شادى فى الجنة - قصة صغيرة