بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 18:01
المحور:
الادب والفن
وليم شكسبير خار ج الأنماط حلقة " 2 " (( عندما ترى الغيوم ، يرتدي العقلاء معاطفهم)) ريتشارد الثالث . الغيوم والمعاطف مفردتان متقابلتان ومتلازمتان . وفي نفس اللحظة التي تلفّ الغيوم مدينة لندن ، المعاطف تلفّ العقلاء بعيداً عن موج المياه والدماء . الغيوم في قاموس شكسبير لا تُمثّل رمزاً تفاؤليّاً بل رمزاً مُرْعِباً . إنّها ملامح مجزرة قادمة تمسح غدداً من النبلاء المتهورين من خارطة الحياة وتبطحهم أرضاً مضرّجين بدمائهم . أمّا العُقلاء من النبلاء فيهرولون على رؤوسهم ولا يدخلون اللعبة بل يتمعطفون . ويرحلون . ويهاجرون خوفاً من المجازر.(( اذهب ، أسرع ، اسرع بعيداً عن المجزرة لئلا تُضيف واحداً إلى عدد الموتى )) ريتشارد الثالث . عبر مظلّة من الغيوم فوق سماء لندن تتعانق المجازر مع المقابر ويتقاطع الجزّارون مع حفّار القبور في انتظار مزيد من الاضاحي البشرية (( وإذا كان الله ضدي . وانا بلا صديق بدعم مطلبي إلا الشيطان وحده والنظريات المرائية وأغنم بها رُغم ذلك والعالم كلّه لا شيء، فاسدة هذه الدنيا . وكلّ آيل إلى العدم حين ترى بالفكر خسّة هذا التعامل )) ريتشارد الثالث.البارون " الامير " المخلوع يعيش وحيداً في عالمه ، وينتظر زائراً . ولا يأتي ورغم الاختلاطات بين مفردتي الخير والشرّ تنتصر مفردات ادب المدن والآلات على منظومة مفردات ادب العقا رات والارياف . وحيث لم يعد الفصل ممكناً بينهما تسود الولاءات الشخصية . وتسود الآلة الشريرة والصداقات الشيطانية. وتتعدد الوجوه. وتنعدم الروابط والعلائق الاجتماعية .لأنّ الوسائل والاهداف اكانت شيطانيّة ام نبيلة في أدب شكسبير تنتهي بالعدمية .إنّها السوداوية القاتلة في عالم ابطال شكسبير . إنّه عالم الخلدان ينقّب وينقّب دون ان يرى ضوء الشمس او وجه الارض لحظة في حياته .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟