أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1














المزيد.....

الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلة الإنسان مع الرب لا تبدو في طريقها للحل ولا أظن أن في الأفق من يستطيع أن يقنع الناس أن ما يتصورونه في المخيلة البشرية عن ربهم مجرد إنعكاس عن صورية شكل العلاقة الحياتية بينهم وبين حكامهم أو آبائهم أسلافهم لا أكثر ,الرب الذي يعبدونه أو ينكرونه لا يمت لكل عقليات البشر بأي صورة لا إيجابية غارقة في الضبابية ولا سلبية سطحية مثلية يمكن تشبيهها بأي شي , إنه الحقيقة التي لا مطلق قبلها ولا بعدها ولا فوفها مطلق , فمن الأعقل لنا أن ندعه هو يتكلم عن نفسه وكفى وأن لا ندخل من ما يخصنا في ما يخصه ولا خلط ما يخصه فيما يخصنا كي نسلم في النهاية من توهم أننا نفهم الله أكثر مما هو الواقع وهم كبير .
من هذا كلما غرق الإنسان في تخيلاته عن صورة الرب وأقترب أكثر في بحثه الدءوب عن ما لا يلزم شط عن فهم ما يريد الله منه وما لا يريد , لأن هذا القرب القريب يوحي له أنه أصبح القريب والقريب أولى بفهم ما يوجب وبالتالي يعطي لنفسه الحق أن يكون ناطقا مباشرا بين الله والناس وتتحول أمنياته الدفينة ورؤيته المكتنزة في ذهنياته الشعورية هي الهدف الذي يحب ان يكون ,هنا جسد من حيث لا يعلم شخصية الله بشخصيته .
وهم التوحد مع الله والإنابة والوكالة والتمثيل لم تقتصر على فترة محددة بزمانها ولا تتجسد في مكان دون مكان لذا أطلقنا عليها إشكالية الإنسان مع الرب ,قديما عندما لم يكن الدين إلا علاقة أفتراضية مبتدعة تصورية بشريه خالية من روحية الوحي ,نشط رجال المعبد في تمثيل الله بغياب نص سماوي مكتوب وموثوق في النقل وواضح وفكر ناضج يفضح هذه العلاقة مع سطوة شرسة لرجال الدين محاطة بهالة من القداسة الذاتية المفتعلة تحولت فيما بعد هذه الشخصيات إلى رموز ربانية طوطمية لا تنتهي من ممارسة سطوتها حتى بعد رحيلها الأبدي.
لم تنتهي إشكالية الإنسان مع الرب عند الطوطمية برغم أن مفاعيل هذه الإنابة والتوحد بسيطة لأنها محدودة في حالية غير قادرة على التوسع مكانيا وزمانا لأنها في الأصل تتعلق بذوات والذوات جزء من خصيصة شعب أو مكان , هنا كان دور الطوطميات محدود في صياغة رؤية أعمق وأوسع وأكبر في حدود تأثيرات ما تركت على سيرورة الفكر عند الإنسان وبالذات الفكر الديني , وأمكن للإنسان مع تطور ونضج فكرة الرب مع نزول الرسالات وتطور التأويل وتعدد مصادر المعرفة الحسية والتجربة .
لم تنقطع محاولات الإنسان تلبس ثوب الله حتى مع الرسالات المدونة والمكتوبة والتي رافقها وجود بشري حقيقي يبين ويفسر ويتأول ما يريد الله وفق ضوابط الرسالة وتعدى الأمر عند بعض الرسالات أن تحول الأنبياء والرسل إلى ملوك وقادة للهرم الأجتماعي في مسعى من الرب لقطع وقمع ظاهرة التمثيل ,خابت النتيجة وعاد الإنسان يبحث بين طوطميات العقل عن صور للرب .
مع الرسالات ومع النصوص وبإشراف من الرسل أو نوابهم كان الذي يجب أن تنقطع أي محاولة لخرق الصورة الرسالية أو تعديلها ولربما وضع صورة بديلة , من المحتمل أن الإنسان المهووس بالتجسيد والتمثيل لا يجد مبرر عقلي عند الغير أن يطرح فكرته خارج الإطار المتعارف والمتداول أما خشية أو عجز , هنا تفتق ذهنه لأمر أخر أتخذ منحى تعبريا خاليا من التجريد الموضوعي وهو الغوص في النص غوص متعدد الأبعاد مرة للبحث عن طريق قصير للرب ومرة لكيفية التصرف بالنص لمصبحة الفكرة الطوطمية التي يحملها نتيجة فطرته الأول المؤلفة من جزأين السماء الرب مقابل الأرض الإنسان .
لقد تعرضت النصوص في هذه المرحلة لخروق فكرية ومقياسية وبأساليب أكثرها يرجع للقراءة لتنشأ من هذه الحالة مجموعة صور وتصورات مدروسة وممنهجة ووفق نمطية في الأصل لم تغادر عقلية الإنسان الملتصق بذاته أكثر مما ملتصق بموضوع الدين كأنه مسحور بفكرة أنه جزء من عالم الرب وجزء من إرادته هذا الجزء له أحقية استثنائية أنه يمثل ما يريد الله بل جعل البعض أنه عين الله التي تقسم العالم بين مؤمن بها وبين غير مصدق ومن لم يصدق طبيعيا ان يكون خارج رضا الله الذي لم يصرح به بل صاغه المهووس بالتمثيلية والإنابة والحق الرباني .
رب سائل يسأل هل من مانع من أن يتعرض النص القدسي للدراسة والتأويل والتفسير وأستخراج المعاني واحتمالات النص القصدية ,فهل هو حق حصري أم حد منهي عنه بأي صورة كانت ,فإن كان الجواب نعم فنحن أمام تعسف حقيقي من قبل الرب أولا كونه أرسل نصوصا جزمية حتمية لا تقبل الموائمة ولا تتناسب مع عقلية الإنسان اللجوجة في معرفة كل شيء عنه وعن الماحول الذي هو في التركيب جزء من الأنا ,وثانيا تعسف وديكتاتورية ناقل النص الذي أمنا به من خلال ذات النص فعدم التعرف ودراسة وجرح النص إنما يريد في الحقيقة أخفاء وطمر حقائق كثيرة فيه , أما لو قلنا لا فلم التقريع هذا والتحسس من وظيفة عقلية أساسية بأمتياز .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2
- ثورة المؤمنين ح1
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة ح2
- متى نسترد الله ح1
- متى نسترد الله ح2
- الإنسان المجهول ح2
- الإنسان المجهول ح1
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق ح2
- طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة
- الوفاق الاسلامي في ضيافة................. الاديب الدكتور عبا ...
- أنعام في عراضة ترحل للسماء


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1