أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - في انتظار رد الأزهر الشريف














المزيد.....

في انتظار رد الأزهر الشريف


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 22:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"تنظيم داعش الإرهابي المجرم". ولن أسميه "الدولة الإسلامية" إلى آخر قطرة من دمي، لأن أولئك الضالين المُضلَّلين المضلِّلين لا يمثلون دولةً، ولا دين، ولا ينتمون لفصيل الإنسان. ولن أسميه كما صحف الغرب ISIS. اختصارًا لـ Islamic State in Iraq and Syria . لأنني أرفض اختلاط اسمهم المجرم باسم مثقف عزيز على حضارتنا المصرية: "إيزيس ISIS" ربّة الفضيلة في الميثولوجيا المصرية القديمة، التي علّمت أسلافنا المصريين قيم الحب والتحضر والسموّ فشيّدوا في ظلّ تعاليمها الرفيعة أولى حضارات الأرض وأرقاها.
هذا التنظيم المجرم يتفنن كلَّ يوم في ابتداع أسلوب جديد في الفتك بالبشرية وإظهار ألوان غير مسبوقة من القبح لم يفعلها أساطين الدمويين في التاريخين: الواقعي الذي حدث، أو الأسطوري المؤلَف الذي أبدعته أذهان الروائيينن.
بعد قطع الرؤوس وركلها بالقدم ودحرجتها على الأرض كما الكرة، وتزيين مقدمات سياراتهم المسروقة بالجماجم، وبعد رجم النساء بالحجارة حتى تتمزق الأجساد وتوئد، وصلوا مؤخرًا إلى أسلوب أكثر بشاعة في تعذيب النفس البشرية التي أعزّها الله ونفخ فيها من روحه، والتنكيل بالجسد الإنساني الذي كرّمه اللهُ بعبقرية صنعه التي حيّرت العلماء والطب.
وصلوا أخيرًا للنار التي حرّمها الله. حرقوا طيارًا أردنيًّا شابًّا، اسمه معاذ الكسسابة، ترك أسرته ليؤدي دوره كجندي شريف، ضمن غارات التحالف الدولي على معاقل "داعش". فحبسه الإرهابيون المجرمون في قفص حديدي وأشعلوا فيه النيران حتى صدعت روحه إلى السماء وقد فازت بعزّة الشهادة والقربى من الله الذي أثق في أن ردّه على المجرمين سوف يكون عسيرًا. عادوا على الله ليبرّروا فعلتهم باسم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، الذين يزعمون أنه قدوتهم وأنهم ما فعلوا إلا ما فعل، وبالتالي فلم يخرجوا عن شرع الإسلام.
وأصدروا فتوى مكتوبة، نشرتها مواقعهم الجهادية، ممهورة بخاتم ما أسموه "الدولة الإسلامية" هذا نصُّها:
[ "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:
فلقد ذهب الأحنافُ والشافعية إلى جواز التحريق مطلقًا، وحملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وأن النار لا يُعذّب بها إلا الله) على التواضع. قال المهلب: “ ليس هذا النهي على التحريم، بل على سبيل التواضع".
قال "الحافظ ابن حجر"- رحمه الله: "يدل على جواز التحريق فعلُ الصحابة، وقد سمل النبي أعين العرنيين بالحديد المحمي.. وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسًا من أهل الردة".
وذهب بعضُ أهل العلم إلى أن التحريق بالنار محرّم في الأصل، غير أنه يجوز عند المماثلة، كما فعل النبي بالعرنيين حيث سمل أعينهم بالنار- مماثلة- كما في الصحيح، وهذا أظهرُ الأقوال جمعًا بين الأدلة.
واللهُ أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.” الدولة الإسلامية. ]
والآن أصبح الوضعُ خطيرًا لا على الأرواح المهددة بالإزهاق نحرًا ورجمًا وحرقًا، بل على الإسلام كخاتمة الأديان السماوية. لن نجادل الأزهر الشريف في رفضه تكفير داعش لأن لا تكفير لناطق الشهادتين. لكننا بحاجة ماسّة وعاجلة لكي يوضح الأزهر للعالم مدى صحّة ما ذهب إليه المجرمون في استنادهم إلى الرسول والصحابة في تبرير أفعالهم اقتداءً بالسلف. هل هم صادقون، فما يكون علينا إلا الصمت؟ أم كذبة يفتئتون على الرسول وصحبه، عليهم رضوان الله، فيكون للأزهر معهم وقفة فكرية على الأقل؟
أنتم يا رجال الأزهر الشريف، حصنُنا الأخير وملاذُنا الآمن حين تختلط الأمور أما عيوننا. فلا تتركوا الناس يخرجون من الإسلام كل يوم حين يرون أولئك الأشرار يؤكدون أن هذا هو صحيح دين الرحمة ومكارم الأخلاق.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي
- تنّورة ميم
- مصرُ تُقبّل جبينَ السعودية
- الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)
- (تحيّة للمناضلة المصريّة فاطمة ناعُوت)
- اسمُها -حسناء-
- شكرًا لطبق السوشي


المزيد.....




- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- هاري وميغان يقطعان الدعم عن منظمة إسلامية لسبب صادم!
- يهود بريطانيون يدينون حرب غزة ومنظمة أميركية تطالب بوقف تسلي ...
- عراقجي يسلم بوتين رسالة قائد الثورة الاسلامية
- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - في انتظار رد الأزهر الشريف