إبراهيم رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 14:25
المحور:
كتابات ساخرة
كان المتحدثُ في الهاتف يجري اتصالاتٍ باسْم هيئته - التي تعتزم تنظيم ملتقى صحيّ للتعريف بوباء (إيبولا) وطرق الوقاية منه -. وأعد لذلك لائحة لمجموعة من الأطباء والباحثين. وكانت ردودهم متماثلة:
- آسف يا سيدي، فأنا جراح .....، ويلزمكم طبيب متخصص في علم الأوبئة.
ونفس الرد – تقريبا – تلقاه من: طبيب أسنان، وطبيب نساء، وطبيب باطني، وطبيب حنجرة، وطبيب بيطري ... وطبيب ... وطبيب ...
كاد يصاب بخيبة أمل من إحجام كل هؤلاء عن تلبية دعوته. ولم ييأس، واستمر في اتصالاته الهاتفية. نظر في لائحته، وركب رقم الدكتور فهمان. تهلل وجهه فرحا حين قال محدثه:
- أنا رهن الإشارة. زودني بتاريخ الملتقى ومكانه، وفكرة عن الإقامة والتعويضات.
- قبل ذلك اسمح لي أن أسألك: ما تخصصك؟
- أنا .. عالم دين. (قالها بلهجة المعتد بنفسه، الواثق بمعرفته).
- ماذا؟ لعلك أيضا تفهم في كل العلوم بأصنافها وتشعباتها، واختلاف تخصصاتها ... ما أروع زهوك بنفسك.
قطع المكالمة. كان يرتعد من الانفعال. وبعد أن هدأ، قال – وهو يصوب نظره نحو الهاتف -: الذين يحترمون أنفسهم يميزون بين: الاختصاص، والاهتمام، والتطاول .. علينا تغيير موضوع اللقاء إلى: كيفية الوقاية من هذا الوباء المعشعش بيننا.
#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟