أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل














المزيد.....

أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


الحروف المسافرة

تعرفين أيتها البعيدة أن الحروف يمكنها أن تسافر مثل اللقالق مسافات طويلة دون أن تتعب ,لكنها عادة عندما تصل للهدف تكون قد ذاقت المرارة في تحمل العبء الثقيل ,لذا لا يمكنها أن تكون لذيذة ودافئة مثلما تعودت أن ترتشفي كلماتي المعسلة مع فنجان قهوتك الصباحي وأنت تتلمسين أصابعي , تخافين عليها من برد الصباح , لم تعد أصابعي تشعر بالبرد ولا بالحر إن جسدي يتفكك شيئا فشيئا دون أن أشعر أنا به ,,, صدقيني يا ملاكي لولا خوفي أن يسلب خبر رحيلي عن الدنيا بعضا من راحتك لأعلنتها من زمن ... هكذا أبقى أعان كي لا تعاني أنت من تأنيب الضمير...وأنت تجلسين قبالة البحر وتستمعين بالشمس والهواء وزرقته الممتد بلا أفق أمامك ,وأنا أجتر ذكرياتي القليلة التي بقت لم تفارقني وأمارس هلوسة الأحلام حتى بت أكلم الحيطان عنك .... ولا من جواب أسمع .

محاولة تطهير

فنجانك القديم لم أتركه أبدا ..ما زلت أشرب قهوتي المرة فيه ومع كل رشفة أستحضر حلاوة شفتيك المرسومة على جدرانه , مجنون أنا هكذا سمعتك تقولين مرة , كيف لي أن أشفى منه وأنت تزرعين في عقلي وروحي كل أسباب الجنون , تتذكرين رحلتنا الأخيرة إلى النهر المقدس , الفرات... وكيف أنك لم تنجحي أن تطهريني من داء العشق المزمن كما كنت تصرحين , عمديني طهري حتى مسامات الروح من كل أثر للعشق ... كان ندائي لك , ولم تقصري بشي ولكن حينما خرجت من الماء بانت على كل ذرة من جسدي صورتك وأنت تستوين على عرش الحب وأنا كاهن معبدك وحامل أختام الجنون ... كان زمنا جميلا ذاك الذي كنا فيها لا نفرق بين الحب وبين الموت ... كما قال الصياد الذي أنقذني من الغرق في النهر حينما أردت أن أغوص لأستخرج لك جوهر الطين من قاع النهر ,أتذكر أنه قال لا دواء لكم إلا أن تكونا نخلتين متقابلتين على ضفتي النهر حتى تناجيا كل من يمر يبحث عن حلم أبيض ليعيش بسلام .

لا تبك أيها الرقيق

في ذلك الصباح تأنقت ... رششت العطر فوق جسدي المهتز من تحت ثيابي , أشعر أن الأرض لا تدور كما ينبغي ولا الشمس مشرقة اليوم كما العادة أراها خجولة جدا بل وتريد الإنسحاب مبكرة , حتى عصافير حديقتنا لم يعد لهن وجود , زهرة بيضاء وحيدة وسط الحديقة أشاحت بوجهها عني لتقابل الجدار ,أظنها تكلمه عن خيباتي الكثيرة معك ..من عادة الفرسان القدماء حينما يذهبون للموت يذهبون كمقاتل أنيق فأما أن ينتصر على السيف فيعود مزهوا بجمال ما فيه أو يموت ميتة جميلة تليق به , هكذا أنا في هذا الصباح وأنا ذاهب للوداع الأخير , فلبي يلح علي بصوت مسموع يريد أن يبكيها وأنا أزجره في كل مرة , لا تكن بكاءَ أيها الرقيق ...إننا في لحظة الاحتضار لا يمكننا أن نعط فرصة لأحد كي يشمت بنا تصبر لعلها تكسر إرادة القدر وتعود مرة أخرى إلى حضن حلم كان بالأمس يسكن الذاكرة .

أحلام دافئة
كلما أتذكر سنيني الأولى حيث كنت أعشق كل ما يكون لك ..منك ,بك ..خصامك ,دلالك ,جبروتك ,ضعفك ...وحتى عندما تمارسين معي لعبة الهجر ..كنت أعشق هذا الجنون المتوارث في أصلك ..أنت من سلالة لا تملك إلا الجنون النبيل طريقا للحياة ...كنت أرى في تفاصيل ما أحب فيك براءة الطفولة وشقاوتها بالرغم من أنك كما يقال سيدة عذراء أعرف لم يطمثك من قبل كائن سوى أحلامي التي تتساقط على جسدك كالأمطار المجنونة في ليلة شتائية لتتخلص سمائنا من حمل ثقيل ..كل سماء ما أن تنفض حمولتها إلا لكي تبتسم ...قوس قزح الجميل كان من أختراع أجدادك الأوائل هم من فلسفوا الحب ونظروا للعشق ... سومرية أنت أيتها المجنونة جنون الملكات ..عظمة الجنون أن تجعلي من حولك مفتونا به ...هكذا أنا مذ عرفتك قبل سبعة ألاف عام أمتهن تعليم الحروف لغة المجانين ...وأعطيت كل الكلمات التي تتداول اليوم بين البشر نكهة الطين بطعم الحياة ....عملت كل ذلك لأجلك أنت حتى ترضي وحتى نحلم معا في ليلة دافئة لا ينقصها قمر منير .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2
- ثورة المؤمنين ح1
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة ح2
- متى نسترد الله ح1
- متى نسترد الله ح2
- الإنسان المجهول ح2
- الإنسان المجهول ح1
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق ح2
- طيران بلا أجنحة _ قصة قصيرة
- الوفاق الاسلامي في ضيافة................. الاديب الدكتور عبا ...
- أنعام في عراضة ترحل للسماء
- المطلوب ....قرار وطني عراقي
- أنسنة الدين أم أنسنة الأخلاق
- اللحظة الحاسمة
- التسنن العربي والتشيع الصفوي .... فكر الإنحراف العنصري


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل