|
الإرهاب الأمريكي ضد كوبا (موجز تاريخي)
فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 08:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا حدثاً ذا أهمية تاريخية لذلك تمت الإشادة به على نطاق واسع . لخص المراسل John Lee Anderson ، الذي كتب بفهم عميق حول المنطقة، رد فعل المثقفين الليبراليين عندما كتب، في New Yorker ، الآتي: "وقد أظهر باراك أوباما أنه يستطيع التصرف كرجل دولة له ثقل تاريخي. وكذلك أيضاً Raú-;-l Castro ، ستكون هذه اللحظة بالنسبة للكوبيين نقطة شافية عاطفياً ونقطة تحول تاريخي. بقيت علاقتهم مع جيرانهم في الشمال الأغنياء، الأقوياء مجمدة لمدة خمسين عاماً، علاقة جمدت مصائرهم كذلك إلى درجة سريالية،. ويُعيد السلام مع كوبا للأمريكيين، وهذا مهم أيضاً لحظات الزمن الذهبي عندما كان شعب الولايات المتحدة محبوب في جميع أنحاء العالم، عندما كان جون كنيدي الشاب الوسيم في البيت الأبيض ، قبل فيتنام، قبل الليندي، قبل العراق وقبل جميع المآسي الأخرى – وهذا يسمح لنا أن نفخر بأنفسنا لأننا قمنا أخيراً بالشيء الصحيح. " الماضي ليس مثالياً تماماً كما يتم تصويره باستمرار بأنه (Camelot ). لم يكن جون كنيدي "قبل فيتنام" - أو حتى قبل الليندي والعراق، ولكن دعونا نضع ذلك جانباً. عندما دخل كينيدي مكتبه كانت وحشية نظام Diem الذي فرضته الولايات المتحدة في فيتنام، قد أثار أخيراً مقاومة داخلية لا يمكن السيطرة عليها. لذا واجه كينيدي ما وصفه بأنه "العدوان الداخلي" وهي عبارة مثيرة للاهتمام يفضلها سفيره في الأمم المتحدة Adlai Stevenson . صعّد كينيدي حالاً التدخل الأمريكي في كوريا الجنوبية لعدوان صريح، وطلب من سلاح الجو الأمريكي قصف فيتنام الجنوبية (حملت الطائرات شعار فيتنام الجنوبية، وهذا لا يخدع أحداً)، أُستخدم النابالم والسلاح الكيماوي لتدمير المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، وأُطلقت برامج لدفع الفلاحين إلى معسكرات اعتقال ل"حمايتهم" من المقاتلين الذين تعرف واشنطن أن معظمهم يدعمهم . بحلول عام 1963، بدأت تقارير من أرض الواقع تًشير إلى أن حرب كنيدي قد نجحت، ولكن مشكلة خطيرة نشأت. علمت الادارة الأمريكية في شهر آب أن حكومة Diemتسعى لبدء مفاوضات مع كوريا الشمالية لإنهاء الصراع. لوكان لدى إدارة كينيدي أدنى نية للانسحاب، لكانت فرصة مثالية للقيام بذلك بأمان، دون أي تكلفة سياسية، بل تستطيع الادعاء ، وكالمعتاد، أن الثبات والدفاع الأمريكي المبدئي عن الحرية أجبر الفيتناميين الشماليين على الاستسلام. وبدلاً من ذلك، أيّدت واشنطن انقلاباً عسكرياً لتثبيت الجنرالات الصقور الأكثر انسجاماً مع التزامات كينيدي الفعلية. قًتل الرئيس Diem وشقيقه في هذه العملية. ومع اقتراب النصر على ما يبدو ، قبل كينيدي على مضض اقتراح وزير الدفاع روبرت ماكنمارا لبدء سحب القوات الأمريكية ، ولكن مع شرط حاسم فقط: بعد النصر. حافظ كينيدي على مطلبه بإصرار حتى اغتياله بعد بضعة أسابيع. تم تلفيق أوهام كثيرة حول هذه الأحداث، لكنها انهارت بسرعة تحت وطأة السجل الوثائقي الغني. كانت القصص في أماكن أخرى أيضاً ليست مثالية تماماً كما هو الحال في أساطير Camelot . كان لأحد قرارات كينيدي في عام 1962 أثراً مستقبلياً ، عندما حوّل بشكل فعال مهمة القوة العسكرية اللاتينية من "الدفاع في نصف الكرة الغربي" - المستمر من الحرب العالمية الثانية – إلى "الأمن الداخلي"، وهو كناية عن الحرب ضد العدو الداخلي، والسكان. وقد وصف Charles Maechling ، الذي قاد قوة مكافحة التمرد والتخطيط الدفاعي الداخلي في الولايات المتحدة في الفترة من 1961 إلى 1966، نتائج قرار كنيدي، " تحوّلت سياسة الولايات المتحدة من التسامح "مع الجشع والقسوة للجيوش الأميركية اللاتينية " إلى "التواطؤ المباشر" في جرائمهم، وإلى دعم الولايات المتحدة ل "أساليب فرق الإبادة ( Heinrich Himmler) ". أولئك الذين لا يفضلون ما يسميه اختصاصي العلاقات الدولية Michael Glennon "التجاهل المتعمد" يمكن بسهولة أن يعرفوا التفاصيل. ورث كينيدي في كوبا سياسة أيزنهاور (الحصار والخطط الرسمية لقلب نظام الحكم)، وسرعان ما تصاعد الأمر وغزا خليج الخنازير. تسبب فشل الغزو بهستيريا في واشنطن. كان الجو "وحشياً تقريباً "، في اجتماع مجلس الوزراء الأول بعد فشل الغزو ، وأشار وكيل وزارة الدولة Chester Bowles : "كان هناك رد فعل محموم تقريباً لبرنامج العمل" ، كانت الهستيريا واضحة في تصريحات كينيدي العامة: "إن الرضا عن النفس، والتسامح ، والمجتمعات الناعمة على وشك أن يجرفها التاريخ فقط المجتمعات القوية ... ربما يمكنها البقاء على قيد الحياة" ، على الرغم من قوله بشكل خاص، أن الحلفاء "يعتقدون أن جنوننا بخصوص كوبا، ليس بدون سبب. كانت الإجراءات الحقيقية لكلمات كينيدي إطلاق حملة إرهابية قاتلة مصممة لتحويل كوبا إلى " أرض الأهوال " وهي العبارة التي استخدمها المؤرخ و مستشار كينيدي Arthur Schlesinger في الاشارة الى تعيين الرئيس لأخيه روبرت كينيدي كأولوية قصوى، وبغض النظر عن قتل الآلاف من الناس إلى جانب الدمار واسع النطاق، وكانت (أرض الأهوال ) عاملاً رئيسياً في وضع العالم على حافة حرب نووية ، كما تكشّف في دراسة أخيرة. استؤنفت ادارة الهجمات الإرهابية في أقرب وقت هدأت فيه أزمة الصواريخ. وهناك طريقة معيارية للتهرب من الموضوع غير السار وهي الحفاظ على مؤامرات اغتيال وكالة المخابرات المركزية السرية ضد كاسترو، ( سخافتهم مضحكة) ، فعلوا ذلك ، ولكنها كانت بصمة طفيفة من الحرب الإرهابية التي شنها الإخوة كنيدي بعد فشل غزو خليج الخنازير، الحرب التي لا يتم الإشارة لها في تاريخ الإرهاب الدولي. وهناك الآن الكثير من الجدل حول شطب كوبا من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. ويمكن أن نتذكر كلمات Tacitus " عندما تُكشف الجريمة ذات مرة لن يكون لها ملجأ الا الوقاحة ". إلا أنه لن يتم كشفها، وذلك بفضل "خيانة المثقفين". خفف الرئيس جونسون بعد توليه منصبه الإرهاب على كوبا ،وأًعيد في التسعينيات . لكنه لم يسمح لكوبا أن تعيش في سلام. وأوضح جونسون ذلك للسيناتور فولبرايت "أنا لن أعود إلى خليج الخنازير ،" وأراد المشورة حول "ما يتعين علينا القيام به لكسر شوكة كوبا أكثر مما نقوم به." ولاحظ المؤرخ Lars Schoultz أصبح " كسر الشوكة " سياسة الولايات المتحدة منذ ذلك الحين." ولكن البعض، لم يشعر أن هذه الوسائل كافية، على سبيل المثال، طلب عضو مجلس الوزراء الكسندر هيج، في عهد نيكسون من الرئيس "فقط أعطني كلمة وأنا سوف أحوّل الجزيرة " العا.... " إلى موقف سيارات لا أكثر ". أوضحت بلاغته الشعور بالإحباط عند قادة الولايات المتحدة حول "تلك الجمهورية الكوبية الجهنمية الصغيرة"، التي طال أمدها . العبارة التي أطلقها عليها تيودور روزفلت وهو في حالة غضب شديد بسبب عدم رغبة كوبا بقبول مكرمة الغزو الامريكي عام 1898 لمنع تحررها من إسبانيا وتحويلها إلى مستعمرة افتراضية. بالتأكيد كانت شجاعته في تسلق مرتفعات San Juan قضية نبيلة (وبالعادة إغفال أن الكتائب الأفريقية - الأمريكية كانت مسؤولة الى حد كبير عن قهر المرتفعات). كتب المؤرخ الكوبي Louis Pérez " تم تسويق تدخل الولايات المتحدة ، وكأنه تدخل إنساني لتحرير كوبا، وقد حقق أهدافه الفعلية: "تحولت حرب التحرير الكوبية إلى احتلال أمريكي أسمته الامبريالية "الحرب الاسبانية -الامريكية" وهي مصممة لإخفاء النصر الكوبي الذي تم إحباطه بسرعة عن طريق الغزو. خففت النتائج القلق الأمريكي بشأن "ما كان لعنة على كل صناع القرار في أمريكا الشمالية منذ توماس جيفرسون - استقلال كوبا". كيف تغيرت الأمور في قرنين من الزمان. كانت هناك جهود مبدئية لتحسين العلاقات في السنوات ال 50 الماضية، تم استعراضها بالتفصيل من قبل William LeoGrande and Peter Kornbluh في دراستهم الشاملة الأخيرة، (قناة العودة إلى كوبا) . إذا كان علينا أن نشعر "بالفخر " للخطوات التي اتخذها أوباما والتي يمكن مناقشتها، لكنها "الشيء الصحيح" ، على الرغم من استمرار الحظر المفروض على كوبا في تحد للعالم بأسره (ما عدا إسرائيل) ولا زالت السياحة ممنوعة. أعلن اوباما في خطابه إلى الأمة عن سياسة جديدة وأوضح في نواح أخرى : أن معاقبة كوبا لرفضها الانحناء للولايات المتحدة سوف تستمر وسوف يستمر الأذى ، بتكرار الذرائع السخيفة التي لا تستحق التعليق. وتُثير كلمات الرئيس الآتية الاهتمام : " دعمت الولايات المتحدة في كوبا وبكل فخر الديمقراطية وحقوق الإنسان ، خلال هذه العقود الخمسة. لقد فعلنا ذلك في المقام الأول من خلال السياسات التي تهدف إلى عزل الجزيرة، ومنع السفر والتجارة إليها عندما يستطيع الأمريكيون القيام بذلك في أي مكان آخر. وقد تأصلت هذه السياسة ، لم تنضم أي دولة أخرى إلينا في فرض هذه العقوبات مما وفّر للحكومة الكوبية الأساس المنطقي لفرض قيود على شعبها ... واليوم، وأنا صادق معكم. لا يمكننا أن نمحو التاريخ بيننا ". وعلى المرء أن يعجب من الوقاحة المذهلة في هذه الكلمات، التي تًشير مرة أخرى إلى كلمات Tacitus. لا يجهل أوباما بالتأكيد التاريخ الفعلي، والذي يتضمن ليس فقط الحرب القاتلة الإرهابية والحصار الاقتصادي الفاضح، ولكن أيضاً الاحتلال العسكري لجنوب شرق كوبا منذ أكثر من قرن، بما في ذلك الميناء الرئيسي لها، على الرغم من مطالبة الحكومة الكوبية منذ الاستقلال للانسحاب من المناطق التي سُرقت تحت تهديد السلاح - سياسة لا مبرر لها سوى الالتزام المتشدد بمنع التنمية الاقتصادية في كوبا. وعلى سبيل المقارنة، تبدو سيطرة بوتين غير المشروعة على القرم لطيفة تقريباً. وكان التفاني في الانتقام الوقح من الكوبيين الذين يقاومون هيمنة الولايات المتحدة الشديدة بمنع رغبات قطاعات قوية لمجتمع الأعمال التطبيع - المستحضرات الصيدلانية، والصناعات الزراعية والطاقة - وهو تطور غير عادي في السياسة الخارجية الأمريكية. عزلت سياسات واشنطن القاسية والرغبة في الانتقام الولايات المتحدة في نصف الكرة الأرضية وأثارت الاحتقار والسخرية في جميع أنحاء العالم. ترغب واشنطن ومعاونيها في التظاهر بأنهم قد "عزلوا " كوبا، كما رتّل أوباما، ولكن التاريخ يُظهر بوضوح أن الولايات المتحدة هي التي تم عزلها، وربما كان السبب الرئيسي للتغيير الجزئي بالطبع. لا شك أن الرأي العام عامل في "الخطوة التاريخية" لأوباما أيضاَ - على الرغم من أن الجمهور يفضل التطبيع من فترة طويلة. أظهر استطلاع للرأي اجرته CNN في عام 2014 أن ربع الأميركيين فقط يعتبرون الآن كوبا تهديداً خطيراً للولايات المتحدة، بالمقارنة مع أكثر من الثلثين قبل ثلاثين عاماً، عندما كان الرئيس ريغان يحذر من تهديد خطير لحياتنا تشكله عاصمة جوزة الطيب في العالم (غرينادا) والجيش النيكاراغوي، على مسافة سير يومين فقط من ولاية تكساس. بعد أن خفت المخاوف الآن إلى حد ما، ربما يمكننا الاسترخاء قليلاً. كان موضوع التعليقات واسعة النطاق الرئيسي على قرار أوباما :جهود واشنطن اللطيفة لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان ورفع المعاناة عن الكوبيين، لوثتها فقط الاشكالات الصبيانية لوكالة المخابرات المركزية، سياساتنا في كوبا كانت فاشلة. لم تتحقق أهدافنا السامية، ولذلك التغيير مطلوب. كانت سياساتنا فاشلة؟ يعتمد ذلك على هدف هذه السياسات. الجواب واضح جداً في السجل الوثائقي. كان التهديد الكوبي مألوف عبر تاريخ الحرب الباردة، مع العديد من التهديدات السالفة . وقد وردت بشكل واضح في إدارة كينيدي. كان الشغل الشاغل أن كوبا قد تكون "الفيروس" الذي من شأنه "نشر العدوى"، استعرنا تعبير كيسنجر للموضوع ، مشيراً إلى الليندي تشيلي.. أنشأ كينيدي قبل توليه منصبه بعثة أمريكا اللاتينية لنيته تركيز الاهتمام على أمريكا اللاتينية،، برئاسة Arthur Schlesinger ، الذي كتب استنتاجاته للرئيس المقبل، محذراً من قابلية أمريكا اللاتينية ل "فكرة كاسترو في وضع المرء للأمور في يديه "،وأن ذلك يشكل خطراً جدياً ، عندما يتم "توزيع الأراضي وغيرها من أشكال الثروة الوطنية التي تفضله الآن الطبقات المالكة ..... تحفز الثورة الكوبية الفقراء والمحرومين، ويطالبون الآن بفرص العيش الكريم ". أكد Schlesinger من جديد على مرثية وزير الخارجية جون فوستر ، الذي اشتكى للرئيس أيزنهاور حول الأخطار التي يشكلها "الشيوعيون" القادرون على "السيطرة على الحركات الجماهيرية،" وهي ميزة غير عادلة لهم والسبب هو أن "الفقراء يُريدون دائماً نهب وسرقة الأغنياء". ومن الصعب إقناع الناس المتخلفة والجاهلة متابعة مبدأنا وهو أن الأغنياء يُريدون نهب الفقراء. وجاءت تأكيدات أخرى لاستنتاجات Schlesinger في تموز 1961، حيث ذكرت وكالة المخابرات المركزية أن "تأثير (الكاستروية ) واسع النطاق ليس من عمل السلطة الكوبية ... يلوح ظل كاسترو بشكل كبير لأن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية تدعو المعارضة للسيطرة على الحكم وتشجع الانفعالات من أجل التغيير الجذري، "الذي يوفر كاسترو كوبا نموذجاً لها ". وأوضحت لجنة التخطيط في وزارة الخارجية إلى أن "الخطر الأساسي الذي نواجهه في كاسترو هو ... تأثير مجرد وجود نظامه على الحركة اليسارية في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية ... والحقيقة البسيطة هي أن كاسترو يمثل التحدي الناجح للولايات المتحدة، وهو إبطال سياستنا في نصف الكرة الأرضية كلها تقريباً من قرن ونصف، "منذ إعلان عقيدة (Monroe) عن نية الولايات المتحدة السيطرة على نصف الكرة الغربي. وببساطة، لاحظ المؤرخ Thomas Paterson أن كوبا، كرمز وواقع، تحدت هيمنة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية." وعلى طريقة التعامل مع الفيروس الذي انتشر ولمنع انتشار العدوى تُقتل الفيروسات ويتم تطعيم الضحايا المحتملين. وكانت السياسة التي اتبعتها واشنطن، من حيث أهدافها الرئيسية، سياسة ناجحة تماماً. وقد نجت كوبا، ولكن دون القدرة على تحقيق طاقاتها ، تم "تطعيم (تلقيح)" المنطقة بالديكتاتوريات العسكرية الشرسة لمنع انتشار العدوى، بدءاً من انقلاب عسكري حفّزه كينيدي أنشأ نظام الإرهاب والتعذيب في البرازيل بعد وقت قصير من اغتيال كينيدي ، وتم استقباله بالكثير من الحماس في واشنطن. أبرق السفير Lincoln Gordon لواشنطن" نفذ الجنرالات "الثورة الديمقراطية"، كانت الثورة "انتصاراً كبيراً للعالم الحر"، والتي منعت "خسارة الغرب الكلية" لجميع جمهوريات أمريكا الجنوبية" .و "خلقت تحسناً كبيراً لمناخ الاستثمارات الخاصة". قال Gordon " كانت هذه الثورة الديمقراطية "أحد انتصارات العالم الحر الأكثر حسماً في منتصف القرن العشرين،" ونقطة تحول كبرى في تاريخ العالم" في هذه الفترة، والتي أبعدت ما رأته واشنطن استنساخ كاسترو. ثم انتشر وباء الطاعون في جميع أنحاء القارة، وبلغت ذروتها في حروب ريغان الإرهابية في أمريكا الوسطى وأخيراً اغتيال ستة من كبار المثقفين في أمريكا اللاتينية، الآباء اليسوعيون، من قبل كتيبة النخبة السلفادورية ، التي تخرجت حديثاً من كلية جون كنيدي الحربية الخاصة في فورت براج، بعد أوامر من القيادة العليا لقتلهم جنباً إلى جنب مع أي شهود، بمن فيهم مدبرة منزل، وابنتها. مرت الذكرى ال25 لاغتيالهم للتو، واحتفلنا بها بما يناسب جرائمنا ، الصمت المعتاد. وانطبق الشيء نفسه على حرب فيتنام، التي تعتبر أيضاً رمزاً للفشل والهزيمة. لم تكن فيتنام نفسها مصدر قلق للولايات المتحدة ، ولكن كما يكشف السجل الوثائقي، كانت واشنطن تشعر بالقلق من انتشار العدوى في جميع أنحاء المنطقة إن نجحت التجربة في فيتنام ، وبلغت اندونيسيا، بمواردها الغنية، وربما اليابان – اللاعب السوبر - "كما وصفها المؤرخ الاسيوي John Dower – يُخلق "شرق آسيا" مستقل، ويصبح مركزاً صناعياً وتكنولوجياً، مستقلاً عن سيطرة الولايات المتحدة، وفي الواقع يُبنى نظام جديد في آسيا. لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لفقدان الحالة في منطقة المحيط الهادئ بعد الحرب العالمية الثانية في أوائل الخمسينيات ، لذلك سرعان ما دعمت فرنسا في الحرب لاستعادة مستعمرتها السابقة، ومن ثم إلى الفظائع التي تلت ذلك، وتصاعدت بشكل حاد عندما تولى كينيدي الحكم ، وفي وقت لاحق من قبل خلفائه. فيتنام المدمرة تقريباً: لن تكون نموذجاً لأحد. وتم تركيب الأنظمة الديكتاتورية القاتلة لحماية المنطقة ، كما هو الحال في أمريكا اللاتينية في السنوات نفسها - السياسة الإمبريالية تتبع الخطط المتماثلة في أنحاء مختلفة من العالم. وكانت القضية الأكثر أهمية اندونيسيا، وحمايتها من العدوى بانقلاب سوهارتو عام 1965، وصفت نيويورك تايمز "المذابح الجماعية المذهلة"، بدقة، منضمة في النشوة العامة عن "بصيص الضوء في آسيا" (الكاتب الليبرالي James Reston ). وفي وقت لاحق، اعترف مستشار الأمن القومي للرئيس كينيدي McGeorge Bundy ان "جهودنا" في فيتنام كان "مفرطة" بعد عام 1965، بعد تلقيح (تطعيم) اندونيسيا بأمان. توصف حرب فيتنام بأنها فاشلة، و هزيمة أمريكية. وفي واقع الأمر كانت انتصاراً جزئياً . لم تحقق الولايات المتحدة الهدف الأقصى بتحويل فيتنام الى فلبين، ولكن تم التغلب على المخاوف الكبيرة، والحال نفسه بالنسبة لكوبا. لذا تعدّ هذه النتائج : هزيمة ، وفشل، وقرارات مرعبة . عقلية الامبريالية عجيبة. مترجم نعوم تشومسكي
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساة النساء في الهند
-
القناص الأمريكي : يغذي المرض العميق في المجتمع الأمريكي
-
غزة في أريزونا
-
الطائرات المسيّرة وأخلاقيات جديدة للحروب
-
القناص الأمريكي : يُطلق النار على الحقيقة
-
طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (2)
-
طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (1)
-
الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية
-
رسالة من المعذبين في الأرض
-
نعوم تشومسكي - شارلي ابدو : نحن جميعاً مستهدفون
-
أنتم تُطلقون النار كالمعاقين : تسجيلات رفح وتطبيق توجيه هاني
...
-
عام الطائرات بدون طيار القاتلة
-
غزة : حرب واحدة ، عائلة واحدة ، 5 أطفال ،4 شهداء
-
اليس في بلاد عجائب فيتو مجلس الأمن
-
بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة
-
العائلة التي تملك المناطق الحرة وتدعم الاستيطان في الضفة الغ
...
-
تقرير التعذيب الأمريكي :(نعوم تشومسكي وديك - الجانب المظلم-
...
-
آخر يوم في الخليل
-
نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟
-
هذا ليس اعترافاً !!
المزيد.....
-
الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر
...
-
لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع
...
-
-حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم
...
-
هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
-
فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون
...
-
ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن
...
-
محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|