كمال أوغلي
الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 07:51
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عادة ما أبدأ أي خاطرة أو موضوع بسؤال والسؤال الآن لماذا لم تفرز الثورة السورية قيادات سياسية فعالة تستطيع على الأقل أن تقود مرحلة انتقالية أو تشكل رؤية مبدئية وترسم خارطة طريق لمستقبل سورية على المدى القريب على الأقل ويكون لديها القدرة على تقديم نفسها للعالم كممثل حقيقي ومحترم للشعب السوري بدل نظام طائفي مجرم وقاتل يحتل جزء من سوريا أو ميليشيات طائفية متطرفة إرهابية يحتل الجزء الآخر.
الجواب برأيي أن غياب الكثير من العوامل منها عدم وجود أشخاص بما بسمى ( المعارضة ) " ولا أدري من أين جائت التسمية كون الثورة تفرز ثوار وليس معارضين" أن هؤلاء ليس لديهم أي خبرة سياسية كونهم لم بمارسو العمل السياسي (ولو كان منهم معقلين سياسيين) ناهيك عن عدم وجود أي علم أكاديمي تخصصي في المجال السياسي لدى أحدهم, كما لايوجد لدى أي واحد منهم كاريزما أو موهبة تؤهله ليكون فاعلاً في هكذا مجال, ولأنهم بغالبيتهم الساحقة أتو من ثقافة القمع والأيديولوجيات المختلفة والمتناحرة نجدهم يتناحرون على محاولة اثبات ذواتهم الفردية ورؤباهم بعيداً عن فكرة العمل المشترك للصالح العام "كونهم جميعاً لديهم نفس مركّب النقص" متناسيين القضية الأصلية التي من المفروض أن تكون هدفهم, وهناك المشكلة الأخرى الخطيرة وهي التمويل وشراء الذمم من قبل بعض الدول العربية والأجنية ليخدمو مصالح هذه الدول, والتي أصبحت معروفة لدى الجميع وبالعكس بعضهم يتباهى بذلك, طبعاً ناهيك أيضاً عن موضوع غياب فكر العمل الجماعي الغيرموجود بثقافتهم أصلاً, والأهم من ذلك كله أنه يوجد غياب كامل للدراسة وللنقد والتحليل لما يحصل وتقديم رؤية متكاملة إجتماعية وثقافية وسياسبة "إلّأ من أشخاص أقل من أصابع اليد الواحدة تعمل على ذلك بشكل فردي دون أي دعم مؤسساتي" تخرج هذا البلد من أزماته ولو بإيجاد حلول لقضية المعتقلين والنازحين واللاجئين كونها الخبز اليومي للمعضلة السورية التي يبدو أنها ستطول وأريد لها أن تطول بوجود المصالح الخارجية وغياب من هو حريص على مصلحة سوريا.
أعجب من أن بلد مثل سوريا وبعد أربع سنين من الثورة لم يستطع أن يفرز أشخاص ولو قلائل لديهم الخبرة وتكون غايتهم إخراج سوربا من محنتها.
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي سنرى فيه سوريا معافاة من كل المآسي التي مرت علبها وعاشت سوريا.
#كمال_أوغلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟