|
الوحدات القتالية .. صحوة أشورية
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 07:31
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تمر على الأمة الأشورية مرحلة دقيقة وصعبة، وفي غاية الخطورة والحساسية، في ظل ظروف أصعب تمر على الشرق الأوسط برمته ، وذلك بتنامي الصراعات المذهبية والطائفية ودخول المتطرفون الإسلاميون الى المنطقة لفرض ايدولوجيا تعسفية في المجتمعات الشرقية بقوة السلاح وإجبارهم بالتزامات خاصة أما بالقبول او الترحيل او القتل...! مما أدى بأشوري المنطقة الى دفع ثمنا باهظا بنمو هذه الصراعات وبدوافع إضافية عما سبق ذكرها دينيا وقوميا ، وحدا بهم الى النزوح والهجرة الواسعة هربا من العنف والقتل والخطف الذي ظل يستهدفهم منذ الحرب العالمية الأولى ليستفحل الأمر بعد إحداث حرب الخليج الثالثة ليكون أشده اسودادا و مأساة و وحشية بعد أحداث موصل في( 10 حزيران من عام 2014 ) بعد ان دخل تنظيم دولة الإسلام في بلاد العراق والشام ( داعش) المتطرفة في المدينة ويحتلها ليبدءوا بعملية تمشيط واسعة في تحديد هوية سكان المدينة فقاموا بإجبارهم وخيار من هم ليس مسلما سنيا، بين تغير ديانته او الطرد او القتل ، فتم لهم النزوح الجماعي من المدينة في ظروف قاسية هربا من بطش هؤلاء المتطرفين، فتم بين ليلة وضحاها مصادرة ممتلكاتهم وإحراق وتدمير كنائسهم ومقابرهم وتحطيم الآثار الأشورية العائدة لامتنا ولحضارة الوادي الرافدين لانمحاء أي اثأر لوجود الأشوريين في المدينة وإحراق المخطوطات الأشورية النادرة كانت موجودة في أديرتهم وكنائسهم التي لا تقدر بالثمن ولا يمكن تعويضها ، وبعد هذه المأساة في داخل مدينة موصل أعقبها اجتياح مقاتلي( الدواعش) منطقة سهل نينوى الأشورية فيتم هناك أيضا نزوح مماثل للأشوريين من عموم هذه القصبات . وبعد مضى أكثر من ثمانية أشهر من هذه الإحداث المأساوية دون ان تتمكن الدولة العراقية تحرير مدينة الموصل والبلدات الأشورية في سهل نينوى التي مازال تنظيم الإرهابي( لداعش) يحكم سيطرته عليها، في وقت الذي تشهد أزمة النازحين في المخيمات أوضاع مزرية لسوء الظروف الجوية و نقص الغذاء والمستلزمات الحياة ، في المقابل نجد بان الحكومة العراقية غير مكترثة بهموم هذه الحشود النازحة ، التي وصل تعدادها الى ربع مليون إنسان أشوري ، حيث لم نجد أية توجه عسكري مركزي لتحرير مدينة الموصل وسهل نينوى - كما ذكرنا - وفي وقت ذاته نشهد في عموم العراق أكثر من طرف بدا يؤسس ويدرب مجموعات قتالية باسم ( الحشد الشعبي ) لحماية مناطقهم من احتمال هجوم (داعش ) عليها او بادعاء بان الغاية منها هو تحرير مدينة موصل والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها هذا التنظيم الإرهابي، في وقت الذي يفرض بالحكومة إيجاد موقف موحد لمواجه مد المتطرفين في العراق وبلورة موقف دولي من هذه الحقيقة والضغط عليها للإسراع في تنفيذ خططهم لتحرير العراق من الإرهابيين، بكون العراق قد دمر بنيته العسكرية من قبل الأمريكان والمجتمع الدولي عقب غزوهم العراق في 2003 ، وعليهم اليوم الإسراع للقضاء على بور الإرهاب لتنظيم داعش الذي يجتاح العراق والذي يمول من بعض دول الإقليمية، للأسف، في المنطقة . ودون ضغط الحكومة العراقية في الأمم المتحدة وطلب المساعدة العاجلة فان العراق سيقع تحت طائلة الانتظار، وهو أمر الذي قد لا يتحمله النازحون وظروف العراق، لان أية تأخر قد يقلب الموازين لصالح المتطرفين لسيطرة على مزيد من مدن العراق . ان نفاذ صبر النازحين الأشوريين في المخيمات ومعاناتهم اليومية وهم ينظرون ويلتمسون هذا الاضطهاد والتميز دون مبالاة واكتراث الدولة بماساتهم، ترك جرحا عميقا في نفس المواطن الأشوري بمختلف شرائحه وطبقاته الاجتماعية ، ونمى عنده نوع من مشاعر القومية والدينية وهذا ما أنتج حراكا أشوريا قوميا و دينيا و سياسيا و إعلاميا و دبلوماسيا نشطا ولافتا وغير مسبوق داخل العراقي وخارجه، وبحجم الإحداث الشرسة ومعانات الأمة، أجبرت الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات القومية والكنسية للأمة الآشوري بطوائفه المختلفة على تجاوز وتناسي خلافاتها ودفعتها الى التقارب و التحاور والتشاور والتنسيق فيما بينها لمواجهة التحديات والمخاطر الجسيمة التي يواجهها آشوريو العراق في هذه المرحلة العصيبة، ليتم التوافق عام حول ضرورة التشبث بالأرض وعدم ترك العراق، وعلى المطالبة بـلجنة تحقيق دولية للتحقيق في الجرائم المنظمة التي ترتكب بحق الأشوريين دينيا وقوميا في العراق باعتبارها (جرائم إبادة جماعية ) والتي تترتب عنها التزامات قانونية مهمة للكشف عن المسئولين عنها وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم الى العدالة الدولية ومطاردتهم دوليا . وفي خضم هذه الإحداث واتساع معانات المهجرين في المخيمات النازحين و مع اشتداد محنتهم يوما بعد الأخر تبلور موقفا آشوريا موحدا كان بمثابة (صحوة أشورية) من مسألة المطالبة بـ ((تأسيس وحدات قتالية )) في سهل نينوى مهمته المشاركة مع أي قوة عراقية او من القوات التحالف الدولي، لتحرير سهل نينوى والقيام بالدفاع عن الأرض والعرض وبمساعدة دولية في التسليح والتدريب والتنسيق مع جهود الدولة وإقليم كردستان في الحشد الشعبي لتحرير مناطق العراق من الإرهابيين (الدواعش) ليتم تبلور هذا الموقف الى إقامة منطقة أمنه تحت الحكم الذاتي للأشوريين ترعاه الأمم المتحدة لتجنب أي تبعات مشابه للإحداث الأخيرة يتمتع فيها الآشوريين المسيحيين بحكم ذاتي بعد ان أصبحت القضية الأشورية تحظى بمزيد من التعاطف والتأييد الدولي ومن قبل الكثير من المنظمات وهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والشعوب المضطهدة ، بعد ان استطاع الأشوريين في المهجر إيصال أصواتهم إليهم وطرح قضيتهم في العراق عبر التظاهرات والاحتجاجات والمسيرات السلمية التي طالبت بحماية أبناء شعبنا الأشوري في العراق من سطوة ألمتطرفي والإرهابيين . ونظرا لكون القضية معانات الشعب الأشوري قضية تعني الشعب نفسه فان من حق هذا الشعب ان يبادر بما يستطيع ان يحمي نفسه وان يطالب المجتمع الدولي مساعدته في ذلك، طالما ان القضية الأشورية التي طرحت منذ بداية القرن الماضي في عصبة الأمم المتحدة والى يومنا هذا ظلت تتراوح في مكانها دون تقديم أية شيء لهم ، فلقد ألان الأوان أن يبادر الشعب الأشوري الذي تمزقت أوصاله في كل بقاع المعمورة والتي اليوم يربو تعدادهم على (أربعة مليون أشوري) يعيش دون وطن ، فان تبادر قيادات أحزابنا في تشكيل( وحدات أشورية قتالية) تأتي في أيطار جهود دولية وعراقية لتحرير مناطق سهل نينوى، فهذه القوات الأشورية القتالية التي أتت بمبادرة كل أحزاب امتنا الأشورية ، وأعقبها حملة توعية إعلاميا قادها كوكبة خيرة من الإعلاميين الأشوريين المرموقين الذين استطاعوا ان يمسكوا القلم من منتصفه ليحاوروا عبر مقالاتهم كل الجهات السياسية والأحزاب المعنية بقضية امتنا في تجنب الخلافات وتركها جانب والسعي بفتح صفحة جديدة لمعاجلة محنة الأمة التي تضعنا على المحك (الوجود ) او ( عدم الوجود) على ارض الإباء والأجداد في وادي الرافدين، وترك المهاترات الكلامية ومزايدات الإعلامية لان أوضاع المتلاحقة في منطقة وسهل نينوى لا تتحمل أية مزايدة ، وهذا بكل تأكيد كان له دوره البارز الذي مهد لبقية الإطراف السياسية والحزبية من اتحاد بيت نهرين وحزب الوطن الأشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي والحركة الديمقراطية الأشورية والمجلس الشعبي ، لبلورة وحدة الموقف لإنشاء (وحدات قتالية أشورية ) والتي سعت بتنسيق مع حكومة إقليم كردستان لمساعدة في ذلك حيث بادرت على الفور رئاسة وحكومة الإقليم الى اصدر تعليمات لقوات (البشمركه) بتهيئة كافة مستلزمات وتوفير التجهيزات العسكرية لافتتاح معسكرات التدريب وبإشراف خبراء عسكريين من القوات التحالف والبشمركة والضباط من الأشوريين المتقاعدين لتدريب الأشوريين فنون القتال واستخدام السلاح وما الى ذلك ، وبعد انتهاء فترة التدريب ستشارك هذه القوة مع قوات البشمركة الموجودة في المنطقة وبتنسيق مع قوات التحالف والحشد الشعبي في القوات المسلحة العراقية في الهجوم على (داعش) وتحرير مناطق سهل نينوى ومن ثم يترك أمر حماية المنطقة الى (الوحدات القتالية الأشورية) التي ستكون نواة (الجيش الأشوري ) في المستقبل ، وستحمي القرى والبلدات الأشورية المسيحية في سهل نينوى في مرحلة ما بعد التحرير ، لتكون هذه الوحدات بمثابة نواة لقوات مسلحة أشورية مرابطة في حدود منطقة سهل نينوى، واجباتها حماية المنطقة ليعم الأمن والسلام فيها، ويمهد الطريق لعودة النازحين الى ديارهم والمهاجرين لسكن فيها ، فهذه (الوحدات القتالية الأشورية ) هي بمثابة (جيش للأشوريين) وسيكون ( محايدا) لا يتبع لأية جهة حزبية او سياسية باعتباره هوية لسيادة الأمن والسلام في المنطقة وليس لفرض سلطة هذا الحزب او ذاك، باعتبار ممثل للشعب الأشوري وليس ممثل لهذا الطرف او ذاك، مهمته تقتصر فحسب في حالة تعرض مصالح القومية للأمة الأشورية لخطر إثناء الهجوم على مناطق حدودهم ، ومن هنا نؤكد على أهمية بناء هذه الوحدات وفق ضوابط مهنية مستقلة لكي نبعد مخاوف البعض من تشكيل مثل هذه الوحدات وهي مخاوف قد تكون مشروعة فيما اذ أسئنا منذ البدا في أسس التي يتم بناء هذه الوحدات لكي لا يستخدم هذا الجيش لغير ما تم تأسيسه لدفاع عن المصالح القومية للأمة الأشورية وحماية الأرض، لان التجاذب السياسي قد يوحي لهم مثل هكذا هواجس ومخاوف من توريط هذا الجيش في صدامات جانبية أشورية – أشورية ، لذا لابد ان ياطر في قانون هذا الجيش هذه النقطة المهمة في ( تحريم الاقتتال الأشوري – الأشوري) ، بادئ ذي بدا ، ولنمضي بعدها قدما لبناء مقومات جيش من التسليح والتمويل والتدريب والمعلومات الاستخبارتية وكل الأمور اللوجستية الأخرى ، وفي بناء مستقل استقلالية كاملة ، كي لا يخضع لأي طرف ،وهذا لا يأتي الا بجهود كل تنظيمات السياسية والمجتمع المدني لامتنا الأشورية في الداخل والخارج وبإقرار واعتراف به، وهذا لا يأتي دون التعاون والتشاور مشترك مع كافة التنظيمات السياسية لامتنا الأشورية دون استثناء لأحد ، وعلينا ان نقر بأهمية تعاون مع القوى المحلية والإقليمية وتنسيق معها ، لكي يستطيع هذا الجيش ان يحمي كيان هذه الأمة على ارض، ارض الإباء والأجداد في وادي الرافدين وان يرى نوره. فقد ان الأوان ان يدرك الجميع من أبناء امتنا الأشورية بأنهم إخوة ومدعون لمشاركة في هذا البناء، لأنه السبيل الوحيد لخلاص الأمة ولأمنها وسلامتها ، فالأشورية، ليعلم الجميع ، قط لم تكن في يوم ما عنصرية مرتبطة بهذه الطائفة او تلك ، بل هي كيان اجتماعي قومي فوق الطائفية والمذهبية، فقبل سبعمائة ألف سنه لم تظهر( الأشورية ) عبر طائفة او مذهب ديني وإنما ظهرت كبناء اجتماعي في أيطار الهوية الأشورية وضعت مصلحتها القومية فوق أي اعتبار ، ونتيجة لذلك رسخت قيم حضارتنا الأشورية عبر التاريخ وحتى بعد دخول الأشوريين في المسيحية بعد الميلاد احتفظوا بقوميتهم لغة وتراث وعادات وتقاليد ولم يحاولوا طمسها بالقيم الروحية للمسيحية لان الأشوريين ظلوا يعتزون بقوميتهم نتيجة شعورهم بمدى أهمية الوعي القومي لتعزيز هذا الرابط ألانتمائي للأرض وللأمة واتى ذلك عبر وعي فكري وثقافي موطر بحركة التاريخ وفاعلية الأمة الأشورية بكون وضع الأمة الذي عاشته كان وضعا استثنائيا ومفصليا طوال الحقبة الماضية ، لذا كان عليهم السعي في تعزيز مفهوم القومية في حياة الأمة الأشورية، و هو خيار استشرافي ومستقبلي، يجب أن يعمل من جله لمواصلة مسيرة هذه الأمة التي ظلت تحتفظ بقيمها رغم كل ما تعرضت من حملات الغزو والاحتلال وسقوط إمبراطوريتهم وما تلاه من حملات الإبادة بحقهم، الا أنهم ظلوا محتفظين بوجودهم وبلغتهم وتراثهم وقيمهم وعاداتهم وهذا أتى نتيجة ما كانوا عليه من الوعي القومي وإدراك أهميته لحاجة وإصرار لبناء المستقبل ،ومن هذه الحقيقة استنهضت الأمة وتماسكت بوعيها القومي، فان كان جزءا من أبناء امتنا ممن كانوا في الموقع القومي في الماضي القريب وأبان مذابح الأشوريين في 1915 و 1933 ، وهم اليوم عبر بعض زعاماتهم والإغراءات المالية، واستغلال الحاجات انجرفوا في اتجاهات ليست من تاريخه او تاريخهم ، تاريخ امة الأشورية أردوا تمزيق وحدة الأمة وتشويه اسم حضارتنا ، ألا أنهم لا محال سعيهم سيكون بلا جدوى لان أمرهم كأمر من يحاول البحث في الظلام عن شيء لا جود له أساسا ...! ومن هنا يأتي دور الوعي القومي الأشوري في تعزيز روح البناء الإنسان عند الأشوري ، وارى من ضروري التركيز علية في هذا المحور لأسباب لابد منها لكي نجتاز الى بر الأمان باعتباره هو سياق تاريخي الصحيح الذي يمكن أن يبنى عليه واقعنا الجديد بعيدا عن أية مزايدات رخيصة ندرك الغايات والأهداف من ورائها ، وليتم تأسس الذاكرة الثقافية للقومية الأشورية وإعادة استحضار الجذور التاريخية للأشوريين، حضارة وتاريخ، ليست فحسب تعدادا للمآثر والتغني بالأمجاد، لكنها عودة لفهم مقومات الوعي القومي في سياقه التاريخي، ويمكن القول إن الأشورية بصورة متكاملة مفهوم معاصر متجددا رغم بعده وعمقه تاريخي فهو يتجدد بتجدد الوعي الأشوري القومي الذي هو جزءا من شعور هذه الأمة بذاتها و بمقومات وجودها الذي يدفعها دوما إلى تحقيق آمالها.. والتي ستتحقق لا محال . وعلينا اليوم ان نتعلم كيف نمتزج وننصهر في حقيقة الأمة ومصالحها وأغراضها الكبرى في الحياة ومثـلها العليا في تحقيق أهداف الأمة في الحرية والاستقلال كحق مشروع لأية امة ،ومصلحة الأمة تعني بمفهوم الصلاح القومي ومصلحة أجيال الأمة الأشورية منذ ان كانت في التاريخ الى ما سوف تكون في مستقبل ، أي الحفاظ على كل شبر من الأرض وحماية كل أثر من تراثها الحضاري وتجديده وتنميته وترقيته بكل ما يجعله أكثر حضارة وأسمى فكرا وإبداعا. وعلينا كأمة أشورية بعمق تاريخ حضارتنا ووجودنا القومي ، ان نعي بان لكل حالة مرضية علاج ، ولا بد قبل العلاج من تشخيص المرض تشخيصا سليما لكي لا يكون العلاج فاشلا ولا نتيجته مؤذية ، بمثل هذا الوعي القومي الاجتماعي الذي يعبر عن بصيرة ووحدة شعبنا الأشوري الواعي والمدرك وعلينا كأمة موحدة ان نقف ونواجه الأعداء واثقين من الانتصار الذي يحققه أبطالها في معركة فرض إرادة تقرير مصير للأمة الأشورية في سهل نينوى ، وكما قلنا في بداية حديثنا لابد من استغلال الموقف الدولي الذي اخذ يتعاطف مع قضية امتنا ليتم دفع الأمور الى الأمام لأن هنالك ثمة فرصة تاريخية لا بد من استغلالها استغلال جيدا لإقامة منطقة حكم ذاتي لامتنا الأشورية، ولو على جزء من المناطق التاريخية للآشوريين في العراق هذه الفرصة ممكنة فيما لو مضينا قدما في إنشاء و(حدات قتالية أشورية ) وتشجيع أبنائنا في الانخراط في صفوفه لكي نستطيع ان تقف في وجه العاصفة ونتشبث بأرضنا مع الجهود والمساعي الأوربية والدولية الجادة في إسنادها ودعمها بغطاء جوي مع بدا الهجوم على الغزاة الذين يحتلون سهل نينوى ليتم استرداد الأرض المغتصبة ولإنقاذ آشوري العراق وحمايتهم، فمن المهم أن يدرك الآشوريين بمختلف تياراتهم ومذاهبهم الكنسية أهمية هذه اللحظة التاريخية التي يجب ان نجتازها لتحديد مصيرنا ومستقبلنا في العراق ، لهذا علينا عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية في حسم خياراتنا السياسية وعدم التردد والتخوف من دعم الجهود المبذولة في إنشاء معسكرات قتالية لتدريب أبناء امتنا ليقوموا بمهمة تحرير الأرض بمسانده القوات البشمركة والحشد الشعبي ليتمكنوا فيما بعد مسك الأرض وبنا الذات معتمدين على أنفسهم ومهاراتهم ودبلوماسيتهم في المطالبة بحكم ذاتي في بعض مناطقهم التاريخية في سهل نينوى . فبعد كل الذي حصل ويحصل لآشوري العراق، وتخلي حكومة بغداد عنهم وتركهم لقمة سائغة لتنظيمات الدواعش الإرهابية ووقوعهم ضحية أجندات سياسية لقوى وأطراف عراقية وغير عراقية ، وفي ظل صمت عربي وإسلامي مخجل ، سقطت جميع الأقنعة و الاعتبارات الوطنية و السياسية ، ولم يعد هنالك سببا يحول دون أن يطالب الآشوريين بـ(حماية دولية) كخطوة أولى باتجاه كيان آشوري مستقل ولو على جزء من ارض أجداهم الأشوريين خاصة وقد سقط مشروع دولة المواطنة ليس في العراق فحسب بل في جميع دول الشرق لصالح التيارات الأصوليات الإسلامية المتشددة والمجموعات التكفيرية ، فاليوم ليس هنالك شيء اسمه مستحيل او صعب وعلى الأخص المجتمع الدولي والأمم المتحدة، الذي تكفل بحماية الشعوب المستضعفة من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والديني كما يتعرض الأشوريين المسيحيين في موصل وسهل نينوى وكما فعلت الأمم المتحدة في إقامة إقليم (كوسوفو) لحماية أقلية مسلمه ، عليهم اليوم واجب أخلاقي وأنساني بحجم ما يتعرض أليه أشوري العراق من تهديد واستهداف ديني وقومي وصل الى درجة الإبادة الجماعية، فلابد للمجتمع الدولي ان يلعب دوره لكي لا يبقى بلا مصداقية ، ليبلور قضية الأشورية في محافل الدولية ويقيم وفق الأنظمة المعمولة بها دوليا وكما فعل في كوسوفو ،عليه ان يطالب ويقيم إقليم للأشوري في العراق ،لان ليس هناك حل لحد من الهجرة والنزوح وإراقة الدماء لحجم الكارثة التي يتعرض علي شعبنا الأشوري في العراق منذ مذابح الأشوريين في العراق عام 1933 والى يومنا هذا، لأن أصبح أمر إقامة إقليم أشوري حاجة ملحة وضرورة لا غنى عنها لبقاء الأشوريين في العراق ولاستقرارهم ولضمان عودة المهجرين والنازحين الى ديارهم لإتاحة الفرصة لهذه الأمة للمساهمة من جديد، كما ساهمت في الماضي في بناء حضارة إنسانية شامخة ، فضلا عن أن مثل هذه المبادرة لإنشاء إقليم أشوري سيشكل بكل تأكيد عامل استقرار واطمئنان ليس للآشوريين المسيحيين فحسب بل لجميع دول ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط ، بل في العالم اجمع .
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معركة كركوك وانتصار البشمركة
-
كركوك لن تكون موصل ...
-
عراق اليسار
-
أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش
-
إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم
...
-
ويأتي عام 2015
-
لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!
-
بين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد المجتمع صحيحه تأويلا.. والصح
...
-
جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!
-
التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ
...
-
محنة النازحون العراقيون في المخيمات
-
التذوق و جماليات الفن التشكيلي
-
كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!
-
هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟
-
لا امن للعرب والمسلمين دون اعتراف باسرائيل ..!
-
الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة
-
في خارطة الوطن
-
و تصرخ نساء العراق ...!
-
هل للمتطرفين حصة في جوائز ابن الرشد...؟
-
الصناعة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|