أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين نور عبدالله - الوهم( 2 )














المزيد.....


الوهم( 2 )


حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 22:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنا قد ذكرنا عامل التقديس كأحد العوامل التي تحدث وهم المعرفة للفرد حيث أن تقديس الشيء يمنع الناس من نقده وبالتالي من محاولة معرفته .
2- المثل العليا :-
وكذلك أيضا في حالة " المثل العليا " للمجتمع حيث أن أسمائهم وأفعالهم تستحيل الى مقدسات ما يجبر الفرد على قبول أفعالهم وان كانت تناقض الفطرة والأخلاق كما فعل أوغسطين اللذي قتل الكثير ولكن تغاضى الشعب عن هذا ونحت له تمثالا مع كبار ملوك المملكة الرومانية .
وكما حدث هذا أيضا مع رموز اسلامية مثل السفاح مؤسس الدولة العباسية واللذي لا يصنف من قبل الاسلاميين من ضمن سفاحي التاريخ رغم قتله الالاف وتمثيله بجثث من كان قبله من أمراء بني أمية بل وقتل من أسس الدولة العباسية معه وقس على هذا المتوكل وغيرهم .
ويتضح أكثر حينما نمر على سوار " الصحابة " حيث هذه الكلمة تمثل تحذيرا من محاولة التفكير بأن من يحاط بهذه المفردة على خطأ رغم أن التاريخ يخبرنا بفعائل لو نزعنا عنها الأسماء وأستبقينا الحدث لشمئزت منها قلوبنا ولكن أصحابها ينتمون الى " المثل العليا " .
ووهم المعرفة هنا يكون باضفاء الطابع الايجابي على " المثل العليا " دونما محاولة امعان النظر في حقيقة هذه المكانة .

3-الانطباع الأولي :-
وأيضا هناك الأنطباع الأولي حيث أن الأنطباع الأولي قد يعطي وهم معرفة لصاحبه , فالانطباع الأولي من حدث معين غالبا يكون بمثابة اسقاط من الفرد على الحدث أو الشيء أو المفهوم , فيكفي أن أكون في مزاج ممتاز حتى تترك بعض النظريات انطباعا ممتازا لدي تماشيا مع مزاجي الرائع , وقس على هذا الحزن والغضب .

4- الاجماع أو السائد :
من أكثر معوقات العقل الاجماع والسائد , حيث أن البعض يرى في الأجماع دليلا بعينه وهذا خطأ وقف ضده كيركجارد بقوة , حيث أن التاريخ يثبت على عكس ما قاله هيغل أن الجماعة غالبا ما يتفقون على الخطأ فيما الأفراد هم من يميلون الى الصواب وهنا جذر حقبة التنوير .
فالانبياء والمفكرين والعلماء والباحثين هم قلة أمام الأعداد الهائلة التي كانت ومازالت حول هذه الشخصيات , ومن الطرافة أنهم يقمعون بذات الحجة قديما وحديثا ( هذا ما وجدنا عليه ءابائنا ) ان كان الشأن دينيا أو علميا فسطوة الأباء هي سطوة عدد معبرة عن تاريخ مجتمع .
ولذلك يعاني الاسلام اليوم من وهم المعرفة لدى دارسيه اللذين يعتقدون بقطعية كل ما ورد وكل ما أجمع عليه بل ويضعون الأجماع كدليل قطعي رغم أن القرآن أشار الى أن الجموع تكره الحق ( ولكن أكثرهم للحق كارهون ) وأكد على جهلهم ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .

5- التاريخ :--
تقديس التاريخ والتعصب له كان من أهم الأسباب التي أوقدت نيران الحربين العالميتين , فالفلسفة الرومنسية بشقها الشعوبي وأنا أقصد شيلنج وهيغل أحيت في المرحلة الأولى قصص وحكايات وأساطير السابقين لحفظها ومن ثم الافتخار والاعتزاز بها وزاد هيغل بسحق استقلالية الفرد ومن ثم واصلت بطريقة غير مقصودة عن طريق كارل ماركس ولم يقف ضد هذا الطوفان الهائج الا كيركجارد اللذي وجد نفسه كسقراط وسط الجموع في محاكمته .
فالتاريخ يعرف أنه حبر الملوك والظلمة , يصور جزءا من الحياة وليس مشهدا كاملا .
وحينما يتم تقديس التاريخ وكل ما ينتسب له سيكون الفرد هو الضحية دائما , وغالبا هذا الفرد يكون نبيا أو مفكرا كجيوردانو أو عالما كغاليله .
فوهم المعرفة يضفي على التاريخ صفة ايجابية تطول كل ما ينتمي لهذا التاريخ وان خالف الخلق والفكر كون ملاحظة ذلك يتطلب اعادة النظر فيه وهذا من المحرمات .
أتمنى أن لا نركن لوهم المعرفة وأن نستغل أوقاتنا في دحض هذا الوهم وأن لا نتعصب بقدر ما نحاول أن نتعلم , وأن نعفو عمن يخطأ ويتعصب كونه مصاب بوهم المعرفة ...



#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج الشرعي ....زنا باشراف المعبد
- -الا من أتى الله بقلب سليم -


المزيد.....




- عائشة كاي ممثلة سعودية- كندية تلفت الأنظار في -شارع الأعشى- ...
- ترامب: أجرينا محادثات مع حركة -حماس- ونساعد إسرائيل
- -الخيار واضح-.. الدفاع السورية توجه رسالة لفلول النظام الساب ...
- بوتين: سنختار صيغة السلام الأنسب لنا
- ترامب يشكك في استعداد أعضاء -الناتو- للدفاع عن الولايات المت ...
- ترامب يرد على ماكرون بعد عرض الأخير توفير مظلة نووية فرنسية ...
- رمضان يفاقم معاناة سكان غزة
- الحكومة اللبنانية تقر موازنة 2025
- سوق الأسماك في طرابلس.. عراقة بروح العصر
- الجزائر تطلب توضيحات من فرنسا بشأن مناورات مغربية فرنسية


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين نور عبدالله - الوهم( 2 )