حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 08:16
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هكذا وصل بنا الحال ، أن نطلب من الأجنبي لكي يحمينا من جيراننا ، ومن المعروف أن الجار هو الذي يحمي جاره ويساعده في أيام الشدة والضيق ، وخاصة الجارالقريب ، فكيف إذن نطلب المساعدة من الأجنبي الغريب ؟ .
ولكننا سمعنا وشاهدنا الرئيس العراقي جلال الطالباني من خلال شاشات التلفاز ، يطالب القوات الأمريكية والأجنبية الإخرى المتواجدة على أراضينا ، للبقاء سنتين إخريتين في العراق ، من أجل تخويف الجيران على حد قوله !! ، ومحاربة الإرهاب وإستتباب الأمن والإستقرار .
هذا التلويح بعصا الأجنبي ليس غريبا على منطقتنا ، حيث سمعناه سابقا ، في أكثر من مناسبة وفي أكثر من بلد عربي عندما يتنازع مع البلد العربي الآخر ، حول ترسيم الحدود أو القضايا والملفات الساخنة الإخرى .
ونسمعه اليوم بكل وضوح في العراق للإستغاثة من بعض الجيران ، والمقصود هنا في مقدمة الجيران هما سورية وإيران ، لعدم سيطرتهما على حدودهما مع العراق أمام الزمر الإرهابية الوافدة من البلدان العربية وغيرها، إضافة الى سكوتهم على ما يجري في العراق من قتل وخراب وتدمير .
وكذلك نسمع ذات الصوت العربي من لبنان ، حيث طالب اللبنانيون وبقوة ، أن يتم التدخل الدولي في عملية الكشف عن معرفة وحقيقة من يقف وراء إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، وهذا ما تم بالفعل .
لقد جاء المحقق الدولي ميليس وفريقه الى لبنان ، وأخذ يتحرك من دون قيود أوشروط ، ويحق له أيضا أن يدخل في أي مكان يريد ، ويستطيع أن يستجوب أكبر شخصية في لبنان أو سورية ، وكل إلأبواب التي كانت مغلقة ، قد فتحت له من دون شروط ومعوقات تذكر .
فهل يتحقق هذا لو كان القاضي الألماني والمحقق الدولي ميليس ، لبناني أو عربي ؟؟ ، والجواب طبعا لا يحتاج الى الكثير من التفكير .
فكم يشعر المرء بالمرارة ، عندما يصل بنا الحال ، أن نطلب من الأجنبي ، حتى لو كان محتلا لأراضينا أن يبقى فيها ، لكي يحمينا من الجيران العرب والمسلمين ؟ .
ومتى يأتي ذلك اليوم الذي لم ندع المجال للأجنبي ، أن يتدخل في شؤوننا ويحتل أراضينا ، بسبب عجزنا عن حل مشاكلنا بأيدينا من دون تدخل الغير ؟ .
والى متى نبقى نلوح بعصا الأجنبي فيما بيننا ؟
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟