عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 16:23
المحور:
الادب والفن
الليل وقتٌ مُحايِد .. في الشتاء اللئيم
أشياء كثيرة ، تجعلُ الليلَ وقتاً مُحايِداً :
لا معنى للظُلمة .
لا دبيبَ للأصابع .
لا حفيفَ للثوب الذي لايشبهُ شيئاً .
لا دفء للفراغِ الغافي بيني وبينك .
لا أسرار صغيرة ، تجعلُ الضحكَ الخافِتَ مُمكِناً .
لا صوتَ لعينيكِ التي تدمعُ من الفرح .
لا إنتظارَ لعصافير الفجر القادم .
لا حنينَ إلى الرائحةِ ، في غرفةٍ مطليّةٍ بالنسيان .
غرفة تشبهُ وجهي هذا .
وجهي الذي يُلملِمُ عُشبَكِ اليابس ،
ويبحثُ عن عُشٍّ سابقٍ في الوسادة .
***
قال لي ..
" وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ .. فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ " ؟
كنتُ أريدُ أن أميلَ عليكَ .. ياحبيبي الوحيد .
يا سلامي المُمكِن .
يا خطّ دفاعي الأخير .
يا مَلاكي الحارِسَ من الأذى والفُقدان .
ولكنّ " الروم " .. أصبحوا الآنَ أمامي .
هاهُم الرومُ ..
ينبشون بحوافرهم تُرابَ روحي .
روحي المعزولةُ الحزينة ،
التي تحتضنُ قلبي الخائف .
أنا الذي أحبّكَ ..
ولا املِكُ شيئاً سِواك .
***
الشتاءُ لئيم .
لا نحتاجُ فيه إلى أحد .
البردُ يجعلنا عميان .
حتّى المرأة تنكمِش .
تُريدُ حطَباً يابساً ، وليس رجل .
تشعرُ بالنفور من رائحة الصحبة ،
كوحامٍ ثقيل .
في الشتاء اللئيم ..
لانحتاجُ إلى أصابعنا ، التي تشعرُ بالعزلة .
ها هي بعضُ الأشياء الجميلة ، عاطلة عن العمل .
ندسّها في الرماد ، ونتذكّرُ نسيان الشجرة ،
التي لم يَذُقْ لحاءها أحد .
نذهبُ إلى سريرنا اليابس ، ونغفو وحيدين .
لا نحتاجُ إلى جسدٍ إضافيّ ،
و لانحلمُ بشيءٍ فائضٍ عن الحاجة .
إنّهُ الشتاء .
الشتاء اللئيم .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟