قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 16:22
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
صراع حضارات ..؟؟!
إن مَن يتجرأ على وصف "الحالة " أو "العلاقة " ما بين الشرق العربي والعالم الإسلامي ، وبين الغرب بأنه صراع حضارات ، فما هو في رأيي إلا "مُغمض ألعينين " في أحسن الأحوال . لأن الشرط الأساسي لحدوث صراع ما ،مِن نوع ما ، أن يكون قطبان متساويان في القوة زمتعاكسان في الإتجاه . وإذا كان صراع حضارات ، فعلى الأقل يتوجب أن تكون لكلا الحضارتين جاذبية وعوامل دفع نحو أفاق جديدة ، تطرحها أمام البشرية لتتبناها ، ناهيك عن التنافس في الصناعة والعلوم .
فماذا تطرح "الحضارة العربية والإسلامية " ؟ وهل تُشكل هذه الحضارة تهديدا للحضارة "المُنافسة " ؟؟ ولمصلحة مَن ، يتم التهويل بصراع الحضارات ؟!
كيف يكون صراع بين من يستهلك كل ما ينتجه مُنافسه ، غريمه أو عدوه في الصراع ، وبدون أن يزوده عدوه بالغذاء والملبس ، فإنه سيموت جوعا ويعرى ؟
كيف يكون صراع بين السيد والتابع (في السياسة ، العلم ، الصناعة والفكر ) ؟
كيف يكون صراع بين "مُجتر " لأفكار ومُبدع لأفكار ؟
كيف يكون صراع حضارات بين من يبني حضارة ، ومن يدعو الى تدميرها ؟ ولمن الغلبة في النهاية للهدم أم للبناء ؟ وثم كيف يستطيع من لا يمتلك مُقومات الحضارة من التكنولوجيا ، أن يهدم حضارة تمتلك كل التكنولوجيا "الهدّامة والبناءة " ؟؟
فالحديث عن صراع حضارات هو تسويق لوهم "المساواة " بين قوتين تسودان العالم ، وهذه أكبر كذبة عرفتها البشرية ؟ المساواة بين الحضارة الغربية بكل معانيها ومنجزاتها والحضارة "العربية والإسلامية" المُعاصرة بكل تخلفها ن هوانها وترديها العلمي والفكري .
إذن دعاة التدمير للحضارة البشرية من الدواعش والفواحش ، والذين يمتلكون معدات وتكنولوجيا لا يعرفون كييف تُصنع ولا حتى كيف تُركب . كيف حصلوا عليها ، ليحتلوا بواسطتها مساحات شاسعة ؟
كيف يتنقلون من دولة لأخرى بكل سهولة ويسر ؟
مَن يشتري منهم البترول ، ويزودهم بالسلاح ؟
كيف تتهاوى جيوش أمامهم كقصور من الرمال ؟
أسئلة كثيرة لا أدعي معرفة الإجابة عليها ، لكنها تبقى "تُحلق" في فضاء حياتنا .
من هو هؤلاء ، المجهولون والمعروفون على حد سواء ؟
دين أبوهم إيه ؟؟ كما قال نجم .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟