أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وسام رامز قبلان - لإنسنة القضاء على الدواعش














المزيد.....


لإنسنة القضاء على الدواعش


وسام رامز قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 10:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



ساهمت الأعمال الوحشية الداعشية من ذبح و صلب و سحل و مجازر جماعية بحق مدنيين أو أسرى عزل من السلاح ،بإضفاء مشروعية اخلاقية للتخلص من تلك الفئة المتجردة من القيم الانسانية والاخلاقية . والتي أعادت البشرية اليوم الى مشاهد أزمنة و حقب غابرة من التوحش و الدموية تقرأ في كتب التاريخ.

للأسف قد لا يوجد سبيل بمواجهة تلك الفئة في الواقع الحالي،سوى العنف المضاد الذي يقضي على وحوشها و يردع من يفكر بالتوحش بالمصير الأسود.
العنف المضاد هو عمل حتمي يفرضه تحول الفكر الهمجي المتوحش الذي يعتنق من تلك الفئة البشرية الى ممارسة عملية يومية و مصدر فخر واعتزاز لها و عامل مستقطب لمن يكتنزون قابلية التوحش الى صفوفها بما توفره من ميدان و مسلك يغذي و ينمي و يوفر لهم المجال لتطبيق غرائزهم الدموية على الضعفاء و ألابرياء لا حول ولا قوة لهم.
العنف المضاد هو الحل حيث الكلمة الطيبة و لغة العقل و المنطق و الضمير الانساني لا مكان لها في قاموس و قانون و روؤس من نبذها و احتقرها و تفاخر و اعتز بممارسة أضدادها من أفعال دموية في أبشع صورها الوحشية.

شكلت مشاهد الوحشية الداعشية مادة محورية من الجهات المعادية لها و خاصة التي عانت من وحشيتها لتبيان مدى الخطر المتشكل من الدواعش على حياة الانسان بشكل خاص و القيم الانسانية و الاخلاقية و المظهر الحضاري في عالمنا الحاضر و التاريخ الذي سيرفد أجيال المستقبل بصوره و قيمه و سلوكياته.

لم تسعف الأعمال الوحشية الدواعش بالوصول الى الهدف المبتغى منها لترويع و ترهيب الأخر و من ثم لالحاق الهزيمة السهلة فيه و إستغلالها هي أيضاً لمزيد من عمليات الترويع و الترهيب الوحشي بحق من وقع تحت أيديهم من أبرياء و عزل . تلك الأعمال الوحشية ما لبثت أن تحولت بعد مدة من الزمن الى عامل تحريضي أجج المشاعر و أوقد الهمم في الطرف الأخر للمواجهة الشرسة بكل ما أوتي من قوة كونه أمام خيارين إما القتل أو الذبح.
وبالفعل و الواقع بدأ الوضع الميداني ينقلب على الدواعش و لحقت بهم هزائم كبيرة و صاروا في موقع الدفاع و الهرب المتلاحق، لكن ما يسرب من مشاهد وأخبار لبعض الأحداث والسلوكيات من الجهات المقاتلة ضد الدواعش في الميدان، لا تعكس الوجه الانساني والحضاري للمقاتل في سبيل القيم و الانسان ضد التوحش و الاجرام السادي، فبدل أن يكون القتال ضد الوحشية نجد أن البعض سواء بقرار فردي أو قيادي ،يعيد إنتاج الوحشية نفسها و بنفس صورها ، ليشكل بظنه ثقل توحش موازي أو أثقل من الداعشي، قد يساعده بالحاق الرعب في قلوب الدواعش و يشفي صدور التائقين للإنتقام ممن سبق أن تعرضوا للوحشية الداعشية.
وهذا السلوك غاية في الخطورة فكأننا نرواح مكاننا بتبديل داعش بداعش أخرى و بدل محاولة القضاء على مصادر الوحشية يزاد و يوسع في انتاجها و ممارستها. و من هذا المنطلق، الوحشية الداعشية و الظلم الذي تنتهجهما داعش وأخواتها حتى لا نحصر تلك الأعمال بجهة ذاع صيتها على حساب جهات أخرى جرى إبعاد الأضواء الاعلامية عن ممارساتها الوحشية ،لا يبرر لأحد إعادة صنعهما و إنتاجهما من جديد، بحجة السن بالسن و البادئ أظلم.

لا بديل عن مواجهة داعش وأخواتها و السعي لسحقها بكل حزم و شدة والحاق الهزيمة بمشروعها و تبديد حلمها من أذهان و لاوعي مناصريها و المتعاطفين معها، لكن بالقتال الشريف النظيف الذي يخضوه المقاتل المحترف الذي يقضي على الداعشي وجها لوجه و يتعالى عن التمثيل بالجثث أو بمجرد التفكير بقطع الرؤوس و سحل الجثث في الطرقات.

يكفي عالمنا اليوم ما شاهده من فظائع و وحشية من حقنا أن نقضي على مصادرها و ليس من حق أي أحد أن يوسع في إنتاجها بحجج واهية.



#وسام_رامز_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف الاسرائيلي و قرار الحرب بين عملية شبعا 2015 و عيتا 20 ...
- ضعف كفاءة داعش بالعمليات الدفاعية
- التحقيق في مخطوطة القرآن الأقدم المكتشفة في ألمانيا


المزيد.....




- وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م ...
- مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا ...
- استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن ...
- تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت ...
- سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع ...
- المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
- الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ- ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
- مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان ...
- ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وسام رامز قبلان - لإنسنة القضاء على الدواعش