احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 23:10
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة
لؤم ظُفيرة..
بقلم /أحمد الحمد المندلاوي
** فزَّ من سباته العميق على أثر وخزة مؤلمة ؛ فإذا بتماس بين ظفيرة في إصبع رجله اليسرى و الغطاء .. تلمسه بيده فإذا بنتوءٍ صغيرٍ حقيرٍ فلتَ من بين فكّي المقراض الصيني كي يقلعه من جذره .. فأصبحَ لي بمثابة فارس يراودني بين فينة و أُخرى لا سيما ليلاً ..يمسك خنجره الملوّث؛ما كنْتُ أحسبُ أن شيئاً تافهاً كهذا النتوء الصَّغير لا يُبين أن يزعجَ شخصاً يزن أكثر من 90 كغم و بطول 175سم..هكذا الحياة فيها أمور عجيبة..و هل هذا النتوء يزعج الطواغيتَ أيضاً ؟؟ بلى،أتذكر عندما سأل الخليفة العباسي أحد الأئمة (ع) عن الحكمة في خلق الذُّباب بعد أن أزعجه و هو في هيبته الفخمة و على أريكته العالية الذهبية،أجابه بتلك الحكمة الفريدة :
ليذلّ به الجبابرة !!!..
صدم الخليفة من هذه الإجابة .. و كأنَّ قطعة من الجحيم سقطت على رأسه من السماء السابعة. و ابتلع ريقه ..و إمتلأ حنقاً،و بداخله غيظ هائج.. على المجيب .
أجل القوة العظمى ذليلة أمام ذبابة تافهة ..تلك حكمة الله تعالى ..وهذا النتوء يصعب اقتلاعه ليلاً بلا مقراض،و تركه يصول مع ساعات الراحة فيأتي بالإيذاء و الخباثة ؛كلما أحسّ بالخلود الى الراحة..إذنْ أحسن ما أقوم به تجاه هذا الكائن المزعج أن أصادقه،و فعلاً لولاه لما بدأتُ بكتابة هذه الأسطر المتواضعة.. النتوء أزعجني و سلب من عيني النوم ..و ما أطول ما نمْنا..و لكن دفعني أن أغوص في حالة جديدة إنتابتني معه:
ما حجمه؟،ما قدرته؟ وهل يريد مني أن أزاول شيئاً ما في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟..أم يريدُ مني أن أبحث عن حكمة طريفة..أم انتقام مني لأنّي اقتلعته من بين أترابه،اذا الأمر هكذا فأنتقم من معامل الصين فهم أكثر مهرة في العالم بصناعة المقاريض الناعمة و المقاصّ الصغيرة..
مندلي- 10/8/2012م
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟