مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 22:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام هو الجاهليّة الحقيقيّة ولا جاهليّة قبله
ما يُروى عن كثرة وتنوّع الأصنام والرّموز الدّينيّة التي كانت موجودة في الكعبة يُؤكّد أنّ أهل ما يسمّى "الجاهليّة" كانوا أكثر تسامحًا وحرّيّة من المسلمين الذين أتوا بعدهم وحاولوا طمس آثارهم ومآثرهم. فما أتى الإسلام إلاّ بالتّخلّف والإنحطاط، ليس فقط بالمقارنة بالشّعوب الأخرى البعيدة بل أيضا وخاصّة بالمقارنة مع أهل نفس الإطار الزّمكاني الذي أُختُرع فيه هذا "الدّين". فلم يسمع أحدٌ ولم تصلنا أخبار عن حُروب قامت بين قبائل شبه الجزيرة العربيّة بإسم هذا الإله أو ذاك أو لنشر هذا الدّين أو ذاك. كان كلّ شخصٍ يحترمُ نفسه فلا يتدخّلُ في حرّيّة الآخرين ولا يحاولُ فرض دينه عليهم بأيّة وسيلة أو تعلّة. ولم يزعم أحدٌ أنّ دينه هو دين الحقّ وبقيّة الأديان باطلة ويجبُ محوُها وسحقها.
ثمّ جاء محمّد بن آمنة فكسر القاعدة السّائدة وأرسى للفتنة وحضّر الأرضيّة للحروب الدّينيّة والعقائديّة بتعلّة أنّ دينه هو وأتباعه هو دين الحقّ الوحيد والذي يجب أن يدخله كلّ البشر ولو إقتضى الأمر إرهابهم وإقتيادهم بالسّلاسل أو إبادتهم جميعا، فكسر الأصنام وحطّم الرّموز الدّينيّة التي كانت في الكعبة وكانت تلك الحادثة بداية الإنحطاط الإسلامي...
إذن، لو لم يأتِ محمّد بن آمنة بوبائه الإسلامي لأفضى ذلك المجتمع التّعدّدي، رغم عيوبه، إلى المجتمع العلماني الذي نتحدّث عنه اليوم والذي يميّز كلّ الدّول المتقدّمة حيث الحرّيّات مكفولة للجميع والدّين أمر شخصيّ لا يُفرضُ لا بقوّة السّلاح ولا بقوّة القانون. لكن الوباء الإسلامي أفسد كلّ شيء وزاد الطّين بلّة بإنحرافاته الأخلاقيّة التي جعلت العرب والمسلمين أمّة موبوءة سمعتها في الحضيض...
----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar4.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟