أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد ديب - خليل صويلح بين جحيم الواقع وجنة البرابرة














المزيد.....

خليل صويلح بين جحيم الواقع وجنة البرابرة


دعد ديب

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 21:18
المحور: الادب والفن
    


الألم السوري و تشظياته البالغة القسوة موضوع رواية خليل صويلح الأخيرة -جنة البرابرة – منشورات دارالعين 1914- على مدار 168صفحة ينسجها من أعصاب ودم فيى دوامة الحدث الموغل بالفظاعة .....بين الواقع المستمر وانفتاحه على الماضي ومزاوجته مع الراهن المحتضر وتاريخ تتكرر فيه أساطير القتل كلازمة تدور مع كل دورة موت جديدة مستعرضاً أشكال تنوع الرعب والأحمر الطاغي على تناسلات المشهد الدامي مسلطاً الضوء على ديناصورات متغولة تعيث خرابا أينما حلت.
يستهل الكاتب عمله بتبريره لنقص الرواية نتيجة غياب الرواة ..فمن يتحدث عنهم ...غادروا المكان إلى الدار الآخرة....في أتون فجائعية الكارثة المحدقة ......التي لن تفلح أي بلاغة بتصوير جحيم فزعهم، حيث الموت بضاعة سورية رابحة في اكبر مزاد للقتل إذ يستحضر الراوي شخصية شهاب الدين بن احمد البديري الحلاق ليتجول وإياه في دمشق التاريخ مستحضراً شهادات العنف والقتل والسحل عبر صراع لا ينمَّ على خصائص المكان الأقدم والأعرق عبر شريط طويل ومكرر من الغزوات والفتوحات والثورات والمذابح واهتزاز العروش وفحيح الفضائيات مروراً بابن عساكر الى أبي حيان التوحيدي إلى ابن خلدون مازجا الأحداث ببعضها بإسلوبه المميز في مونولوج يختلط فيه اليومي الطازج بآخر يشبهه .من زمن ماض بالتقاطة بارعة من الراوي لتشابه المحن وتكرارها في أزمان ماضية تتدرج في تواترها فتارة يحدثنا من هنا وطورا من هناك ......بسبك متقن وجارح للجرح المستمر ..
بورصة الموت مظلة مفتوحة لتتوالد تحتها كل قصص السمسرة والنصب والاحتيال والخروج عن القانون والخطف والسلب ..تارة باسم الإسلام وطورا باسم عصابات عصبت على أعينها متاجرة بأرواح البشر ...من أصغر ساس لأكبر رأس .......تجارة رابحة لمن فقد كل معايير الإنسانية ......لا يفلت منها تجار ومحاربو الفيسبوك ممن لذ لهم الافتراس من خلال اللغة ............والكلام يقتل كذلك حيث الحرب اللغوية في صلب الحرب العمومية.
حشد من الاتكاءات ممن قاربوا موضوعه أو استوطنوا ذاكرته يوردها الكاتب بترجيع متقطع فتارة يحضره محمود درويش مترنما بتساؤلاته وأسراره التي لم يمهله الموت لاكتناه مجاهله وآناً بنزار قباني وعشقه الدمشقي الآسر منوها بذبول الياسمين وسط أصوات الهاون والرصاص إلى الكواكبي وطبائع الاستبداد كما رآها ميغيل استورياس في رواية السيد الرئيس وغابرييل ماركيز في خريف البطريارك ..مرورا بالمعري الذي نفذ حكم الإعدام بتمثاله كوثن يجب هدمه ......من قبل صانعي كوابيس اليقظة ضمن رالي حرب التماثيل التي افتتحها حراس الكعبة مما حدا بالنحات عاصم الباشا إلى دفن منحوتاته بانتظار زمن أقلّ جحوداً مستعيراً عدسة عمر أميرلاي الذي لو كان حاضرا ، من يدري أي نيغاتيف سيؤرخ لنا به صورتنا المكسورة او لعلها نبوءة مسبقة عند يوسف عبدلكي لاحتكاره الأسود في أعماله حيث الألم يقتل اللون أو استخدام تمام عزام لتقنية التطبيقات الرقمية صعوداً باتجاه سلالم محمد ملص.
البرابرة كمصطلح معادي للنور يستقيه صويلح كعنوان لروايته مستلهما أرشيفا ممن عرجوا عليه ابتداءً بقسطنطين كفافيس في (البرابرة قادمون) وج.م كويتزي بروايته في (انتظار البرابرة) ومحمد مظلوم بديوانه (اسكندر البرابرة)
أسلوب جديد بالسرد يختطه صويلح منفردا ...يفتتح خطا فيه التشويق والغرابة الشيء الكثير ...باتجاه غربلة الحدث والموضوع في ذاكرة جمعية تعيد قراءة الماضي والحاضر ومع مخاطرة السرد التقريري المشابه للوحة صحفية يشفعها له توخي أمانة الشاهد والمشهود ..لما يعتقده من مصداقية تسجيل ذاكرة زمن يعبر منه واليه ..محطما بذلك أسلوبا تقليديا في بناء السرد .غافلا عن مسألة مهمة وهي متعة القارئ الذي يتوق إلى أن يهرب من ظلام الواقع إلى واحة الأدب كمتنفس وبوابة أمل ...ولكن أي متعة نرتجيها في واقع ظلامي مستمر؟ فكل ما في الرواية يجعلنا نردد معه ومع بابلو نيرودا تلك الصرخة السوداء: تعالوا انظروا الدم في الشوارع ..تعالوا انظروا الدم في الشوارع.





#دعد_ديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد ديب - خليل صويلح بين جحيم الواقع وجنة البرابرة