|
السِحنات
أحمد سواركة
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 13:27
المحور:
الادب والفن
السِحنَات في قوانين الغربيين ( أوربا وأمريكا ) يجرمون التفرقة العنصرية من منطلقات لون البشرة والدين والهوية والأعتقاد وما إلى ذلك . هذا على مستوى القوانين التي تخص العام والمؤسسات وشعار الدولة الحديثة ، لكن على مستوى الشارع والحياة اليومية ، يختلف الأمر بشكل صريح ، فنجد أن نيجرو هي شتيمة يطلقها السكان الغربيون على الأفارقة السود وعلى غرار هذا نجد أن الملونيين أيضاً ينهجون نفس النهج ويطلقون على الأفارقة السود العبيد ، وهذا إن ظل في إطاره الثقافي قد لايكون مشكلة ، لكنّه يتضح جلياً في المعيش اليومي ، فعندما يتقدم شخص أفريقي إلى العمل في محلات معينة يرفضونه لأنه نيجرو ، وكذلك لايقدمون له خدمات معيّنة في بعض الأماكن على أساس أنّه نيجرو . ايضاً هذا ينسحب على جميع الملونين ، فهم لايستطيعون الحصول على بعض الوظائف فقط لأنهم ملونون ، رغم أنهم مولودون في ذات البلد ويحملون جنسيتها طبقاً للقوانين . الذي يشتكي منه الجميع ، هو عندما يوقف رجال الشرطة المارة على الحواجز ، فيشعر الجميع بالأهانة وهم يوقفون السود والملونين بطريقة خاصة تختلف عن تعاطيهم مع البيض في فرز الأوراق الشخصية ، وبهذا نجد أن جميع المهاجرين يعانون من أمراض نفسية تتراوح من العصاب حتى الشيزوفرينيا وكراهية الذات ثم يتطور الأمر إلى أن يندمج هؤلاء في فكرة الكراهية ويتوحدون مع العنف ، وهذا ماأطلق عليه أنا ( نظرية السحنة ومستقبل العنف ).
التماهي مع الجلاد بعد أن يتشوّه المهاجر من الداخل ، ويظل به شيئاً من الصحة النفسية فهو ينشط عكسياً ، يبدأ في محاولة الأندماج ، وعندما يتأكد له أن الأندماج ليس ثقافياً ، يصيبه نوع من اليقين من أنّه في المكان الخطأ بفارق عدم قدرته على التراجع رغم مصابه بالنوستالجيا لعدة سنوات ، ثم يجد أنه لامناص من الأنعزال مع مجموعات تشبهه تشكل قبائلا للمهاجرين ، أو المتاجرة بشيء يعرفه ، وهو لايعرف بالطبع غير الماضي وتاريخ الهوية الأولى ، فينكب على دراستها من جديد ، لكن بالمنهج الغربي الذي يضمن أنّه سيلقى استحسانا من الغرب ، وبهذا يضمن على الأقل موضعاً معنوياً له في الغرب بدون الشروط الجينية المجحفة في الشارع . المهم في مايتعاطاه هو أن لايقترب من التشكيك في المحرقة ، ولايقترب من معاداة السامية ، ويشيد بحقوق المثليين ، ويوزع بعض الجمل الرشيقة في كراهية العرب والمسلمين ، ويجب أن يكون صريحا وواضحا وهو يؤكد على حق اسرائيل في الوجود وأن فلسطين قضية صنعها مجموعة أرهابيين . بهذا يكون له الحرية في التعبير عن ذاته ثقافيا ويعطيه هذا شعوراً بالتماهي مع جلاد العناصر ( العِرق والدين والهوية )
جلد الذات وكراهية النفس
المهاجر أو المنفصم ، عندما يتعافى من صدمته الأولى يمر بمرحلتين مهمتين : جلد الذات أولا ثم كراهية النفس . هاتان المرحلتان تستحوذان على كل منجزات الوعي عنده ، كي يقنع الآخر بأنّه ليس خطراً على مستقبل الحضارة . عليك أن تكره أهلك وذاتك وتاريخك الثقافي كي تقنع الآخر بوداعتك أو رغبتك في أن تنتمي إليه . هذه نوافذ اللاوعي المكبوت تلك التي يتغّذى عليها علم الأستشراق والصفقات التي تتسرب لموارد الشعوب بواسطة عروات ثقافية تتمكن من المهاجر( من القمع العام ) ليتمكن من فردية هي بالأساس هستيريا تتضمن أمراضه التي آمن بها واقتنع تحت تأثير مخدر الحضاري وتفسيرا لرغبة الغرب في تحويله إلى عبد يطيعه ويتبعه .
الشعور بالدونية
الذي يعاني من مرض الدونيه التي تصيب المهاجرين ( الجرين كارت أم ثقافيا ) هم الشعوب التي ينتمي إليها المهاجر وليس الغرب . هذا المسحوب النفسي والضخات الشعورية تجعل من المثقف تاجراً لايعرف أن يتناول مواضيع تبتعد كثيرا عن شكواه من الشعور بالدونية على مستوى اللاشعور ، فيظل بلا موضوع ، فقط يطارد الماضي والتاريخ بأعمال تدينهما في الأساس دون أن يختبر هذا مع جلاده الغربي ،رغم أنّه في وجاهته الأعلامية يتشدق بالحداثة والقطيعة وما إلى ذلك من مصطلحات يتعلّمها بعد وصوله هناك أو وهو واقف في غريزة التحوّل . يجعل نمط الكراهية اسلوباً لحياته ، فهو يردد : العرب متخلفون ، الأسلام دين إرهاب وماإلى ذلك من الجبهات الحديثة ضد الهويات بروح رجل أعمال يبحث عن صفقة نحو الغرب . السؤال المهم : مالذي تفعله أنت بكل هذه الأمراض ؟
#أحمد_سواركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقبات عظميّة
-
جبهات داخليّة
-
مَجْهُول فِي بَيِت الشَايْ
-
غَير صحيح
-
مايُمْكن كتابته في الفيس بوك
-
مجهود في نوع المقاونة
-
مَجهود فِي نَوع المُقاومة
-
مَنْ لانُحبهم
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|