أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال شاهين - المثقفين العرب وحديث الغاشية














المزيد.....

المثقفين العرب وحديث الغاشية


كمال شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


ولطالما تحدث جاك بيرك المستشرق الفرنسي المتعاطف مع العرب ـ أي نحن ـ أن لماذا لا ندخل العصر مع أنه لا ينقصنا لا التاريخ ولا الجغرافيا ولا النفط ؟؟ ويضيف في تساؤلاته أن الحصان العربي طالت كبوته ، و السؤال : هل يعرف جاك بيرك أن أجود أنواع الأحصنة العربية تربى في سويسرا ؟؟
هل وصلنا في علاقتنا مع العالم إلى طريق مسدود لندخل في جدل حول القفز فوق الانهيار أم أننا مجدداً ندخل "حروب الكلام " بتعبير الفيلسوف العربي محمد أرغون ؟
حروب الكلام النظرية التي بالأمس كانت طاغية على الأشياء ، تحيل بهائها ضباباً رمادياً يلقي هو الآخر ظلالاً أشد رمادية على كل تفاصيل الحياة اليومية ، أمس كانت الأشياء تحمل وثيقة دفاع نظري عن رماد الحياة ، فتحيل كل محاولة للاخضرار إلى مجرد فلاحة في البحر كل خطوة فيها تحكم عليك بالغرق .
أمس كانت المرحلة ـ وهو اصطلاح أدرج قسراً في عالم الثقافة ـ ترتدي ثياباً حريرية براقة من قبيل التحرر والديمقراطية ، وتدعي فضلاً على المثقفين أليست هي التي تستر عوراتهم من أن تبين ؟؟
واليوم ماذا يجري ؟؟؟ هل تنتبهون إلى تحولات المثقفين العرب بعد احتلال العراق وكيف تتسابق طلائعهم إلى استوديوهات قناة الحرة التي أسستها المخابرات الأميركية تشكي وتبكي غياب الديمقراطية والحرية والعدالة والـ.... ؟؟ واليوم تنفجر براكين الأسئلة وتتساقط حممها على الرؤوس بلا استثناء : لماذا يحصل هذا ؟ وكيف نداري الهلاك بالاستهلاك ؟؟ أين ستصبح الثقافة في زمن الاغتراب الذاتي والموضوعي ؟؟ لماذا مثقفنا شارد في دنيا الخيال ؟؟ يريد أن يبرهن على عبثية حياته ؟؟ لماذا يريد أن يبرهن أنه ممن يسقطون مع أول هزة ريح و كأنه وقد التحم مع جهاز النظرية ( الجاهزة في خارج الوطن على الأرجح ) ولا يستطيع الحياة بعيداً عن هواءها النقي ؟؟ هل تحولت النظرية إلى واهبة للحياة والموت في وطننا ؟ لماذا يحاول مثقفنا أن يهرب من الاستحقاق الأكبر ليلتحق بقطار وهمي لا يقود إلا للهاوية ؟؟
هل لأن الهاوية هي الرد على مذابح الأخطاء اليومية التي ارتكبت وترتكب باسم الإنسان العربي ؟ هل نذكِّر بالأسماء ؟ وماذا تنفع ذاكرة الأسماء إذا غفلت عن توصيف الحدث الأكبر: السقوط ! وهل في لعبة الأسئلة لذاكرة كهذه ، أحقية أن تبقى هي المرجعية في زمن تلخبطت فيه كل مرجعيات العصر وقد كانت هذه الذاكرة هي الأكثر تعبيراً عن ذاكرة المواطن والوطن ؟ مؤتمرات ثقافية بالجملة تحت شعارات طنانة رنانة ومراجعات نقدية تمتلئ بها أعمدة الصحف والمجلات ، والنتيجة : الناس تهرب من الثقافي إلى المرئي الغث والتافه في أكثره قرفاً من هذا التنظير الكلامي المفخخ في أكثره والذي يحوم حول البيت الأبيض ومبنى المخابرات المركزية .
بين لعبة التنظير اليومية التي عشناها وحقيقة الواقع الذي طحننا وعبر هذا العالم الذي لاتملك هرباً من ملاحقته ، على المثقف اليوم أن يقف على منبر ذاته ويعلن بوضوح ، ربما افتقدته الأزمنة السابقة وبعبثية ولدت من رحم المرحلة ، يعلن بوضوح أن ما جرى كان أكثر من وهم وما سيجري سيلفظ الأوهام فنحن بتعبير جاك بيرك " موظفو السراب " وعلينا بالتالي أن نخرج من سرابنا إلى أرض الحقيقة .
اليوم ترتفع الأصوات منادية بالخروج من عنق الزجاجة كي لا نبقى طوعاً أو كرهاً في عبثية القاع معيدين إنتاج عظامنا. اليوم نستطيع الاعتراف بشجاعة أننا جميعاً ملوثون وأن علينا أن نصنع شيئاً ما حتى لا نصير نسخة ثانية عن الهنود الحمر.واليوم أيضاً نقف على بعد قليل من الهاوية فإذا لم نقفز فوق مطلقية أحكامنا لندخل في نسبية الالكترونيات المعاصرة فإننا سنخرج بالقوة النابذة إلى آخر الكون
هل مهمتنا تعميم اليأس ؟ أبداً . لأننا من الأرض التي أنجبت الأندلس وأنجبت أسماء لن تمحوها رمال اليأس. إشارات صغيرة في زمن خربطة المرجعيات تكفي الآن : " نحن لا نستهلك البضائع الإسرائيلية " تنساب هذه العبارة في شوارع العاصمة الأردنية بعفوية تشبه عفوية ذاك الطفل الفلسطيني الذي سأله محرر مجلة " كوتيرت راشيت " الإسرائيلية من أين أنت ؟ فأجابه الطفل المولود في عمان : من يافا ! ولكن ـ يسأله المحرر : هل شاهدت يافا ؟ يجيب الطفل : لا ولكن جدي شاهدها !
ترى لو سئل مثقف من أين أنت ، ماذا يجيب ؟؟



#كمال_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل الماركسي للمجتمع السوري
- عن الستمئة والأرنب
- محمود درويش في أرض الكلام
- مستقبل المرأة بين الديانات والتشريعات والواقع
- عن موسى السوري والتيه اللبناني
- يوميات من هنا: حيث الأبد يعني اسمها
- محمود درويش في حالة حصار
- متى تتطور هذه البوكيمونات ؟؟؟؟
- ذات يوم شيوعي غامض


المزيد.....




- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...
- عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف ...
- نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال شاهين - المثقفين العرب وحديث الغاشية