طرائف من التراث العربي
33- - ابن الحرام :
غضب هارون الرشيد يوما على ابنه المأمون فشتمه بعبارة " يا بن الزانية " فرد عليه المأمون قائلا :
والزاينة لا ينكحها إلا زان أو مشرك !
34- طبقيات عباسية :
سمع صبي فقير امرأة تندب عزيزا لها في جنازة فتقول : ها هم يذهبون بك الى بيت " قبر " ليس له غطاء ولا وطاء " فراش " و لا عشاء ولا غداء ولا سراج . فقال الصبي لأبيه : أبي ، لماذا يذهبون بالميت الى بيتنا ؟
35- جبناء الحكومة :
قال المنصور لأحد مقاتلي الخوارج وقد أتي به أسيرا : أخبرني يا أسير عن أصحابي وجنودي من كان أشدهم إقداما في مبارزتكم ؟ فقال له الأسير الخارجي : ما أعرف وجوه أصحابك مقبلين وإنما أعرف أقفاءهم مدبرين هاربين فمرهم أن يدبروا لأعرفك بأشدهم إدبارا وأسرعهم هربا .
36- امرأة أم فرس :
قال رجل لأشعب : إني تزوجت بامرأة فوجدتها عرجاء فهل لي أن أردها على أهلها وأطلقها ؟
فقال له أشعب : إن كنت تريد أن تسابق بها فوجدتها عرجاء فلك أن تردها !!
37- دعاء الإعرابية الحسناء
قال عقيل بن بلال سمعتني إعرابية حسناء أنشد بيتا يقول :
وكم ليلة قد بتها غير آثمٍ
بمهضومة الكشحين ريانة القُلْبِ .
فقالت الإعرابية :
هلا أثمت أخزاك الله !!
( مهضومة الكشحين = رقيقة الخاصرتين . القلب بضم القاف وتسكين اللام = الشفتين .)
38- برجوازي عباسي :
شهد رجل غني عند أحد القضاة على رجل آخر فقال المشهود عليه للقاضي :
أيها القاضي لا تقبل شهادة هذا الرجل فعنده عشرون ألف دينار ولم يحج الى بيت الله الحرام . فقال الشاهد بلى لقد حججت . فقال له القاضي : صف لنا بئر زمزم إن كنت صادقا . فقال الشاهد : لقد حججت قبل أن يحفروها !!
39- حرس قومي :
قال رجل مررت بقوم وقد اجتمعوا على رجل يضربونه ضربا مبرحا فقلت لواحد منهم يضربه بقسوة لماذا تضربون الرجل ؟ فقال : والله لا أدري ما حاله . ولكني رأيت الناس يضربونه فضربته معهم لوجه الله تعالى و طلبا للثواب .
40- صلاة أبي نؤاس :
شوهد الشاعر أبو نؤاس يصلي الجماعة ذات يوم وكان المرة الأولى في حياته كما يبدو فسأله أحدهم : ماذا تفعل يا أبا نؤاس ؟
فأجابه : أردت أن يرتفع اليوم الى السماء خبر طريف .
41- حلاوة البعير :
أضاع يزيد بن ثروان المعروف بهنبقة الأحمق بعيرا فجعل ينادي ويصيح :
- من وجد بعيري فهو له !!
فقيل له : ولماذا تبحث عنه إذن ؟؟
فقال هنبقة : فأين حلاوة الوجدان إذن ؟
42 – ثلثين الولد :
لقي أشعب صديقا لأبيه فقال له : ويحك يا أشعب لقد كان أبوك طويل اللحية أما أنت فأثط " أمرد " فعلى من خرجت ؟؟ فأجابه أشعب :
- خرجت على أمي !
43- حي الله !
وجه عمر بن سلمة أخاه قتيبة ليشتري لأمه التي ماتت يومها كفنا فذهب قتيبة وحين جعل البائع يستنقي لها كفنا جيدا ويساومه على السعر قال له قتيبة :
- لا تتعب نفسك وتنتخب وتساوم لقد كانت رحمها الله رديئة الملبس .
44- دعاء شتوي :
عن الأصمعي قال رأيت أعرابيا يصلي في الشتاء والبرد قارص وهو قاعد ويقول :
إليك اعتذاري عن صلاتي قاعدا على غير طهر مومئا نحو قبلتي
فما لي ببرد الماء يا رب طاقة و رجلاي لا تقوى على طي ركبتي
و لكنني أقضيه يا رب جاهدا وأقضيكه إن عشت في وجه صيفتي
وإن أنا لم أفعل فأنت محكم إلهي في صفعي وتنتيف لحيتي ..
45- شيش بيش :
قال الجاحظ دخلت مدينة واسط يوم الجمعة فبكرت صباحا الى الجامع ، فقعدت ، فرأيت رجلا عظيم اللحية وقورا وإذا هو يقول ويكرر : إلزم السنة تدخل الجنة !
فسأله رجل : وما السنة يا مولانا ؟
فقال الرجل الملتحي :
السنة هي حب أبي بكر بن عفان وعثمان الفاروق وعمر الصديق وعلي بن أبي سفيان ومعاوية بن أبي شيبان .
فسأله رجل آخر : ومن هو معاوية بن أبي شيبان ؟
فقال الشيخ : هو رجل صالح من حملة العرش . والله اعلم !
46- كلهم سواء
كَّلمَ رجلٌ رجلا بشيء يغضبه فقال الغاضب :
- أ تقول لي هذا الكلام وأنا رجل من الأنصار ؟
فرد عليه الآخر :
- النصارى واليهود عندنا في الحق سواء !
47- بالنحوي :
وقف نحوي على زجّاج ( صانع تحف زجاجية ) في بغداد فقال له :
- بكم هاتان القنينتان اللتان فيهما نكتتان خضراوان ؟
فرد عليه الزجاج قائلا :
- مدهامتان فبأي آلاء ربكما تصدقان !!
48- نحوي آخر :
وقف أبو سعيد النحوي على قصاب " جزار " وقد أخرج بطنين سمينين فعلقهما ، فقال له :
- بكم البطنان ؟
- فأجابه القصاب :
- - بمصفاعان يا مضراطان !
49- من دير عاقول :
قال أبو العباس : سألت رجلا طويل اللحية : أ يش اليوم من أيام الأسبوع ؟
فقال الرجل :
- والله ما أدري ، فأنا لست من هذا البلد بل من دير عاقول .
( هذه النكتة مهداة الى " المتآمرين " في مؤتمر " عرس بنات آوى " لندن )
50- استك يا مولاي :
كان عند الخليفة المهدي مؤدب يؤدب ابنه الرشيد فدعاه يوما و سأله :
- كيف تأمر ( ما فعل الأمر ) من السواك ؟( تنظيف الفم بالمسواك ) فقال المؤدب :
- استك يا أمير المؤمنين .
فقال المهدي لأنه فهم معنى كلمة " استك " مؤخرتك :
- إنا لله وإنّا إليه راجعون . هاتوا لنا من هو أفهم منه .
فقالوا له : ثمة رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي " عالم نحو معروف من أهل الكوفة " وحين مثل الكسائي في حضرة الخليفة سأله له المهدي :
- كيف تأمر من السواك يا علي ؟
فقال الكسائي :
- ِسك يا مولاي !
فقال له الخليفة : أحسنت وأصبت ,, أعطوه عشرة آلاف درهم !
ملاحظة : جواب المؤدب هو الصحيح نحويا ولكن الكسائي أجاب إجابة خاطئة لتلافي الحرج وللحصول على الجائزة لأن فعل " ِسك " معناه : ِسك النقود أي اصنعها !
51- يقتحمون الجنة :
تفاخر مصري ويمني فقال المصري :
- هلكت والله اليمن فليس منها رسول الله بل من الحجاز ولم ُتذكر في القرآن كمصر ..فقال اليمني :
- هذه ليست مشكلة ، فابن المهلب وأولاه يمنيون وسيحاربون عليها حتى يدخلوها أهل اليمن بالسيف .
هامش : المهلب = هو المهلب بن أبي صفرة قائد عسكري شهير شارك في حروب الفتوح العربية الإسلامية
52- تهديد الوالي الجديد :
صعد أحد الولاة الجدد المنبر يوم توليته وخطب في الناس فقال :
- أيها الناس إن أكرمتموني أكرمتكم ، وإن أهنتموني ليكونن الأمر عليَّ أهون من ضرطتي هذه .. ثم ضرط ونزل من المنبر !
53- فزارة باشا البصري :
كان فزارة صاحب ديوان المظالم بالبصرة (ديوان متخصص بتلقي الشكاوي والاعتراضات والتظلمات من الناس ) وكان أطول خلق الله لحية وأقلهم عقلا فقال فيه أحد الشعراء :
ومن المظالم أن تكون على المظالم يا فزارة !
54- أنواء جوية :
قال رجل لخادمه :
- أخرج وأنظر هل السماء مصحية أم مغيمة ؟
فخرج الخادم ثم عاد وقال :
- والله يا سيدي لم يتركني المطر أنظر أهي مصحية أم مغيمة !
55- دعاء التميمي :
روى بعض الثقات أن محمد بن علي عليه السلام رأى في الطواف أثناء الحج أعرابيا عليه ثياب رثة وهو شاخص نحو الكعبة ، لا يصنع شيئا ثم دنا من الأستار فتعلق بها ورفع رأسه الى السماء وأنشأ يقول :
أما تستحي مني وقد قمتُ شاخصا أناجيك يا ربي و أنتَ عليمُ
فإنْ تكسني يا ربُ خفاً وفروةً أصلي صلاتي دائماً و أصومُ
وإن تكن الأخرى على حال ِ ما أرى فمن ذا على ترك ِ الصلاة ِ يلومُ
أ ترزق ُ أولادَ العلوج ِ وقد طغوا و تتركُ شيخاً والداه ُ تميم ُ ؟
هامش : لم أستطع ترجمة محمد بن علي الوارد اسمه في هذه الطرفة والرواي لم يترجم له ولكنه واحد من اثنين من أئمة الشيعة الاثنا عشرية فهو أما أن يكون - وهذا هو الأرجح - محمد بن علي الباقر أو محمد بن علي الجواد ، أما كلمة "الأخرى" فتعني " الآخرة " ..
والعلوج = الكفار من غير العرب. المحرر : ع . لام