باقر الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 19:48
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وهكذا إنقلب السحر على الساحر..!؟
فما خططت له الحكومة الإسرائيلية بعدوانها الغاشم على مدينة القنيطرة السورية في الأحد الماضي، قد جاء على العكس من توقعاتها، التي كانت تبني عليها الكثير من الآمال في رسم حدود وإتجاهات ردود الأفعال المتوقعة، من قبل الجهات التي نالها ما نالها من ذلك العدوان، وبالذات ما سقط من ضحايا إبرياء جراء ذلك..!؟
فالرد الذي أقدم عليه حزب الله، وفي غفلة من كل اليقضة والإنتباه الإسرائيليين، وفي زمان ومكان لم تكن تتوقعه الحكومة الإسرائيلية، ناهيك أن الرد المذكور، قد جاء في ظرف أكتنفه بعض البرود السياسي بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، والأهم من كل ذلك، إختيار المكان المناسب للرد، وهو منطقة شبعا المحتلة من قبل إسرائيل، وفي نفس الإتجاه، كانت السرعة في ردة الفعل، وهي في معناها الأبعد، قد مثلت رداً ذا أبعاد سياسية، قبل أن تكون مجرد ردة فعل لحدث معين، هذا في وقت مثل فيه الرد، رسالة سياسية بكل أبعادها، لدولة إسرائيل وداعميها، فالعدوان الإسرائيلي على القنيطرة السورية، وإن جاء في ظل ظروف المنطقة المعقدة التي إستثمرتها حكومة إسرائيل لشن العدوان، فإن هذا لم يمنع من الرد في وقته المناسب، وبشكله وطبيعته المفاجئة، وهذا ما تم فعلا، لدرجة أذهلت الحكومة الإسرائيلية، في إختيار كيفية التصرف المطلوب..!
في مقال سابق، تمت الإشارة الى أن ما أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية، من عدوان غاشم على دولة سوريا، مع إدراكها بأن أبعاد ذلك العدوان وتداعياته، لا تنسحب على شعوب المنطقة حسب، بل وحتى على الشعب الإسرائيلي نفسه، وكأن الدلائل تشير، بأن مشكلة الحكومة إلإسرائيلية؛ أنها لا يمكنها التكيف مع حالة الهدوء، أو انها أكثر ميلاً لأن تكون ضالعة في أحداث المنطقة ، وخاصة ما تتعرض له الدولة السورية من تدخل كوني، يستهدف سيادتها، وهو أمر لم يعد مستوراً بأي حال من الأحوال..!؟؟(1)
أما طبيعة رد حزب الله في منطقة شبعا، فجاءت في واقعها مستنهضة الكثيرين ممن كانوا يترقبون، موقف العالم العربي، وما يمكن أن تكون عليه ردود فعل البلدان العربية من العدوان الإسرائيلي الغاشم، وبالذات ما سيكون عليه موقف الجامعة العربية، من كل ذلك، فجاء موقف بعض فصائل المقاومة الفلسطينية ، في طليعة كل المواقف العربية الأخرى، في دعمها الواسع لرد المقاومة اللبنانية، على العدوان الإسرائيلي، والذي كان في طبيعته رداً حاسماً ومتوازناً قياساً بما كان عليه العدوان الإسرائيلي في القنيطرة، ومتوافقاٌ مع القرار الأممي 1701 ، بل كان فيه الكثير من الأجابات على الكثير من الأسئلة عن دور إسرائيل في المنطقة، وعن تماديها في الغطرسة والعدوان..!
باقر الفضلي/ 2014/1/30
_________________________________________________________________________
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451985
#باقر_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟