محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 15:59
المحور:
الادب والفن
تأخذني ماريا التي تعرفت عليها صدفة إلى قلب المدينة، حيث التمثال الذي يهب الخير والبركة لكل المحبّين، نتأمل التمثال وقتاً، ثم نبتعد، ماريا وأنا، نحو مطعم خافت الأضواء، تغني فيه فرقة من الغجر، أشرب نبيذاً معتقاً من صنع فلاحات الحقول، فيعتريني حزن مفاجئ.
تحاول ماريا أن تسرّي عني، تحدثني عن بيتها القروي البعيد حيث تقضي أيام الآحاد هناك. ماريا تتحدث في الوقت المناسب، وتصمت في الوقت المناسب، وأنا لا يغادرني الحزن، بخاصة وأن ماريا هذه تتسلل إلى قلبي بخفة قطة.
نغادر المطعم، نمشي على مهل في شوارع الليل، ومن النوافذ الفسيحة يطل بين الحين والآخر رجال ونساء لهم حكاياتهم التي لا ندري، أنا وماريا، عنها شيئاً.
يقترب الترام، تقرر ماريا العودة إلى البيت على أن نلتقي صباحاً. في الصباح، انتظرت وقتاً دون أن يلوح شعر ماريا الأشقر الهفهاف. بحثت عنها في طرقات المدينة يوماً كاملاً، فلم أعثر عليها لأخبرها برغبتي في أن نظل معاً - أنا وماريا- إلى الأبد.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟