أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - تأوهات ببغائية














المزيد.....

تأوهات ببغائية


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 06:15
المحور: كتابات ساخرة
    


كان لصابر الصابر ببغاءً يحبه كثيراً ويتكلم معه طويلاً وكان لهذا الببغاء لسان قادر على ترديد كل ما يسمع من كلمات مهما كانت تلك الكلمات صعبة, وله من البراعة على تقليد الحركات ما يجعلك تنظر إليه طويلاً دون أن تمل, تُحرك أصابع يديك باتجاهات مختلفة, فيقوم بتقليدها على
نحو ما, إلا إن زوجة صابر كانت تغلظ الأيمان, بأنها لن تعيش معه تحت سقف واحد, وهو الذي يحرجها دائماً بترديد بعض الكلمات التي يطلقها العشيق في الفراش, عندما تمر بجانبه, دون أن يكترث لمشاعرها , أو ربما كان يتعمّد أن يقول: يسلملي هل طول مثلاً , َ لحظة وقوعها تحت مرمى ناظريه, ولربما كان يريد لفت انتباه صابر لما يدور من وراء ظهره......
عاد صابر الصابر من عمله باكراً ,على غير عادته, ليسمع كلمات بذيئة تتبادلها زوجته مع الببغاء, كانت تدوّي كلمة عاهرة في أرجاء الشقة, عندما يطلقها الببغاء, لكأنّها الطلقة... فترد الزوجة بكلمات مشابهة.....
وهكذا اندفعت بعد إن سمعت طقطقة مفاتيح, وصفق باب, باتجاه زوجها قائلة: عليك أن تختار بيني وبين هذا الأحمق, اللحظة, ودون أي تردد....[ يا أنا, يا هل مضروب على عينو, بالبيت]... لم تنفع معها كل التطمينات والوعود, التي قطعها صابر على نفسه, بأن لا يعود الببغاء إلى مثل هكذا سفالة, لكن لا حياة لمن تنادي, فما كان له بدٌ, من أن يأخذ ببغاءه إلى السوق, لكي يتخلص منه بأبخس ثمن, دلف إلى مرسم صديقه زاهي أبو ريشه, قبل أن يركب سيارة الأجرة التي ستقلّه إلى سوق العصافير, يقص له ما يجري دائماً بين الببغاء وزوجة, وكيف أغلظت الأيمان بأنها لن تعيش معي دقيقة واحدة وهذا النمرود كما تنعته في البيت , ارتسمت على شفتي الصديق ابتسامة ماكرة ,كمن يعلم شيء من حقيقة الصراع الدائر بين الطائر والزوجة, سيما ومرسمه يقبع قبالة بيت صابر الصابر,وقال : لا عليك أنا من سيحل تلك المعضلة.....
وهكذا لوّن ذنب الببغاء , بالأخضر الفاقع, ورأسه بالأحمر القاني, وجانحاه باللون الأصفر الفاهي, لتتغير ملامحه بالكامل.....
عاد صابر إلى البيت بعد إن رسم علامات الحزن على سحنته, التي تميل عادةً إلى البهجة, قائلا :لقد أبدلنا الببغاء الأحمق, بهذا الببغاء الجميل, انه عاقل ويفعل كل ما يطلب منه, انظري كم هو مطيع, ارفع قدمك اليمنى, رفع الببغاء قدمه بسرعة, ارفع قدمك اليسرى ,بعد إن تضع الأولى بشكل جيد, فعلها دون تردد, فرحت الزوجة وقبّلت زوجها صابر على شفتية ,عربون رضا, وقالت: هيا ارفع قدميك الاثنتين,يا ببغائي الجميل, رمقها الببغاء بنظرة خاطفة وقال لها:[ يا أخت الشلّيتي شو بدك ياني اوقع].وأخذ يصدر أصوات لا تنبعث عادةً إلا من امرأة على فراش مزدوج .مما جعل صابر الصابر يتساءل متى التقطت أذنا الببغاء تلك الأصوات المثيرة.



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفواه مغلقة
- استغفر الله سيكس
- شعرك عورة يا ميساء
- الخيبة
- فرمان جديد
- قفشات 3
- فتيات للعرض
- قفشات2
- ضحكت لبيبة وساد الصمت
- تكشيرة وقصيدة
- قفشات
- نشرة رعب
- لقطع دابر أي فكر من بلدان الكفر عابر
- خمسة بعل افضل من عشرة سقي
- عندما تستعر النيران
- كلام الليل مدهون بزبدة متى طلعت عليه الشمس ذابا
- الحرمان وراء كل عّلة
- ان تضيء شمعة افضل من ان تلعن الظلام
- شر البلية ما يضحك
- الديكة تختال الآن


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - تأوهات ببغائية