صلاح نيازي
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 15:57
المحور:
الادب والفن
الدائرة *
صلاح نيازي
إنّما الدائرهْ
مرّةً مثلَ فوّهة ساهرهْ
رقبتْ ساعةَ الصفْرِ، أو مرّةً فاغرهْ
كعيون العليلين، مغميّةَ الذاكرهْ
الصغار الجديدون يكتشفون الدوائر في الماءِ
يعدون خلف الدواليبِ ،
كمْ تُسكر الدورة النائيهْ
خطرٌ حيثما رحلتْ خطوة تاليهْ
موجةٌ أمْ طريقْ
هذه الأمّ تصرخُ بالطفلِ لا تبتعدْ
ويداها تنوحانِ مثلَ الغريقْ
نساءُ القرى يعتقدْنَ الزمانَ يدورُ كما
دار في الساعة العقربُ
على محورٍ واحدٍ يُعصبُ
يروحُ فلا يذهبُ
ويدنو فلا يقربُ
قالة الشعر بالأمسِ قاسوا الزمان بما
فَعَلَ الشيبُ،
قاسوا السرور بسنّ الخليفةِ،
قاسوا النعيم بآلتهم في التسافدِ، ظنّوا الزمانَ
يشيخُ ويضعفُ وهْنا
يتجوّف مثلَ وجوهِ الجماجم، يسقطُ سنّاً فسنّا
وظنّ الذي دُعّ في السجنِ، أنّ الزمانْ
دواليبُ، يومٌ عليكَ شديدٌ، ويومٌ نبأْ
أُنظرِ الآنَ في ذلك المختبأْ
بشراً من دوائرَ معديةٍ كالوبأْ
تتحرّكُ في حمأةِ الطينِ ، متسخاً جلدها بالصدأْ
أُنظرِ الآنَ في ذلك المختبأْ
قبلُ كانوا قلاعاُ،
جبابرَ يقتطعون الكلامْ
وبأيديهمُ آلةُ القتلِ، والكاميرات، وكلّ آفتتاحيةٍ،
شُدَّ ما امتلكوا
كلَّ زرعٍ، وضرعٍ، وعرضِ فتاةْ
فإنْ حان منقلبٌ من رصاصْ
وشج السرايَ، وبطنَ البطانةِ ما من خلاصْ
تمنوا من الأرض، متراً ظلاماً، ومتراً مكاناً،
يدورونَ،
يزّلجونَ بما فاضَ من دمهمْ
1-5- 1983
لندن
*ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر موقعGoogle نبأ صدور طبعة جديدة لديوان :"الصهيل المعلب" عن الجامعة التونسية
وكان قد نُشر من قبل عن دار الريس بلندن عام 1988 ولكنه لم يوزع بالعراق. بهذه المناسبة
اختيرت القصيدة أعلاه، لتكون بين ايدي القراء.
#صلاح_نيازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟