|
بدا كسر شوكة داعش من كوباني
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 22:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ امتداد داعش و وصل الى المدن الكثيرة والكبيرة و حتى تخوم بغداد، كانت له استراتيجية عسكرية واحدة و هي ادخال الرعب و الفزع الى قلوب الناس و التاثير على معنويات المقاتلين و الشعب على حد سواء . لم يكن شعارهم اعتباطيا ولم يات من فراغ بل _باقية و تتمدد_ جاء من صلب تفكيرهم و خدعوا به و اخدعوا من التحق بهم من المناطق التي احتلوها و نجحوا بنسبة كبيرة في خطواتهم الاولية . لم يهدفوا منطقة اومدينة بشكل جدي و لم يحتلوها، و كل ما احسوا بالمقاومة لم يتوغلوا كثيرا و انهم اعلنوا اهداف كبيرة و لكنهم احسوا بانهم ليسوا بالامكانية المطلوبة على تحقيق ذلك، بعد تلقيهم ضربات موجعة من المناطق الكثيرة في العراق خاصة تراجعوا عن بعض اهدافهم . غيروا وجهتهم نحو كوردستان و لم يتمكنوا من تحقيق شيء يُذكر الا في منطقة سنجار و هي نائية نسبيا و بعيدة عن المراكز، و استغلوا نقطة الضعف الوحيدة لقوات البيشمركة هناك . لقد توجه داعش نحو كوباني و هي منطقة هامة اليها ربما بامر من مَن ورائه، لانها منطقة فاصلة بين شرق و غرب كوردستان الغربية، و طبيعتها الديموغرافية ذات اهمية لكوردستان الشمالية من جهة، و تعتبر نقطة عبور رئيسية بين سوريا و تركيا و كان بامكان تركيا ان تتدخل كثيرا ولو سرا في الشان السوري الداخلي و تحقق اهداف سياسية كبيرة و مهمة من جهة اخرى . لم تكن كوباني ذات اهمية قليلة لداعش و من وراءه من الناحية العسكرية بقدر الناحية السياسية، و بعد اعلانه الصريح عن احتلاله مهما كانت ضحاياه، وضع نفسه امام امرين لا ثالث لهما اما الانتصار او الاخفاق في المناطق التي احتلها، و لكنه قدم اكبر التضحيات دون تحقيق هدفه الرئيسي لا بل انكسر و تراجع و تلقى اول ضربة قوية منذ اجتياحاته الكبيرة . اليوم و تطرح اسئلة كثيرة، و في مقدمتها، كيف تمكٌن الكورد من الانتصار و لماذا دافع التحالف الغربي عن مدينة كوباني و ساعد الكورد هناك بجديةو باصرار على عدم التنازل عنها، وهل كان كوباني بالاهمية للغرب اكثر من المناطق الاخرى، ولماذا الغرب لم ينصاع لطلبات تركيا حليفهم و احد اعضاء حلف ناتو، و هل التقت مصالح الكورد مع امريكا بالذات، هل ان تكون امريكا قد علمت تركيا درسا لمن لم ينصاع لها من حلف ناتو و بالذات و هي حليفتها ،وهل من الممكن ان تكون هذه العمليات الناجحة بداية لتحرير مناطق اخرى و بداية لخطط سياسية يشارك فيها الجميع وبالخصوص امريكا و الحزب العمال الكوردستاني اللذان يمكنهما ان يتوافقا على فرض الكانتونات في المناطق التي تتحرر و تكون ضمن الدولة الرئيسية دون ان يتم تغير ما في البنية السياسية او في الخارطة العامة للبلد . هل يلائم نظام الكانتونات لمدن سورية و عراقية اخرى كالموصل او الرمادي او صلاح الدين ومن ضمن الخطة كانتون سهل نينوى ايضا، و يمكن ان يؤخذ بها بعد تحريرها او تكون جميع هذه المحافظات ضمن اقليم خاص بهم تابع للمركز الاتحادي العراقي . ان تجسيد الكانتونات في كوردستان سوريا بات امرا واقعا و ربما تنجح و تنتقل و تصبح نموذجا يحتذى به في العراق و مناطقه المختلفة التركيب و التكوين . ان تحرير كوباني كسر شوكة داعش و من اراد اللعب به و ليس بمقدوره ان يتمدد بعد ، و لكنه يمكن ان يتم انبثاق خطط معينة لتحرير مدن اخرى تحت ايديه و يصدم بها، الا انه المناطق التي احتلها اصبح تحريرها مؤكدا حسب كل العرف و المقاييس العسكرية . و لكن الترتيبات السياسية هي التي يمكن ان تؤخر او تسرع من التحركات و بدء العمليات العسكرية المنتظرة . المناطق الاخرى ستحتاج الى اتباع طرق و خطط و تعاون اكثر من غارات التحالف و تعاونه كما حدث في كوباني .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحرير كوباني و موقف تركيا
-
اين تكمن الشجاعة للاعتراف بالحقيقة
-
وفيق السامرائي لازال يلعب لعبة البعث
-
هل من منفذ و منقذ ؟
-
العلاقة العراقية التركية و ما يهم اقليم كوردستان
-
سنجار بين الحانة و المانة
-
التستر على الارهاب الناعم يخلق الارهاب المتشدد
-
ماهي العلة الرئيسية للتغيرات الاجتماعية السلبية ؟
-
تركيا تقدر على منع الكورد و ليس داعش ؟!
-
اردوغان و من يشجعه على احلامه
-
ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
-
لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش
-
الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟
-
البرلمان العراقي و لجان التحقيق
-
اهل القلم الموالي للسلطة اشد من أهل السيف
-
المجتمع الدولي يغض الطرف عن السبايا الايزيديات
-
ليس حبا او كرها بامريكا
-
لحد الان لم يعثروا على قتلة ساكينة جانسز في باريس !
-
لازال العراق مبتلى برجال العهد المباد
-
ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!
المزيد.....
-
بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا
...
-
الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب
...
-
مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا
...
-
4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
-
بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
-
بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
-
الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم
...
-
إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
-
قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
-
أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|