أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - الخوف والفعل














المزيد.....


الخوف والفعل


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 10:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخوف والفعل
الخوف غريزة تنبع من لدن كل مخلوق حي، تهدف في المقام الأول لتشكيل خط الدفاع النفسي عن كينونة هذا المخلوق؛ لتدفعه فيما بعد لأخذ ما يلزم من تدابير تساعده على إعادة الهدوء والطمأنينة لنفسه، وأداة التحذير هذه تعمل بشكل فوري بمجرد استشعار العقل الواعي أو الباطني بخطر قد يهدد أو يتربص بمصالح هذا المخلوق -سواء مخلوق عاقل أو دون ذلك-، فالغريزة في المقام الأول تهدف لتلبية رغبة، والرغبة هنا هي الحفاظ على كينونة هذا المخلوق ومصالحه، والغريزة لا تخطئ بطبيعة الحال لأن هدفها معروف، على عكس العقل الذي قد يتخذ مواقف أخرى قد يرى فيها عدم تلبية مصلحة في الوقت الحالي، على تلبية تلبيتها في وقت لاحق جلباً لمصلحة أو تجنباً لمضرة، والخوف نوعان، خوف سلبي، وخوف إيجابي، والخوف السلبي مذموم على عكس الخوف الإيجابي، فالخوف السلبي يدفع بصاحبه إلى التقوقع والانسحاب من مسرح الحياة، وعدم الدفاع عن النفس، وهذا خطره شديد، فهو لا يدفع بصاحبه لاتخاذ تدابير لحماية النفس، ولكن يدفعه إلى الجمود وشلل القدرة على التصرف، ونصطلح على تسميته هنا بالجُبن، وهذا ما سوف نتجنبه وندعو إلى تحيده والابتعاد عنه، وما نحن بصدده والذي ندعو لتنميته واستغلال وجوده الطبيعي في كل مخلوق هو الخوف الإيجابي، الذي لو أُحسن استغلاله لغدى أداة تقدم ونجاح، فتنمية الخوف بالنفس من الله تدفع بالمرء إلى اجتناب نواهيه واتباع ما يأمر به من خير هدفه الإنسان -فالله لا يناله منا شيئاً، لا خير ولا شر-، وعلم المخلوق بما قد يواجهه يُنبت في نفسه الخوف المانع من إيراد النفس إلى مهلكها، وهذا بالقطع خوف محمود والعمل على تنميته مرغوب، كذلك الخوف من الفشل يدفع الإنسان إلى بذل المجهود لتحصيل النجاح والحفاظ عليه، ومجالات الخوف الإيجابي في تنمية الإنسان وتقدمهُ كثيرة، ونستطيع استحضار عشرات الأمثلة التي تدعم وجهة نظرنا المتواضعة هذه.
والخوف هنا لا يهدف إلى قتل الإبداع في النفس وتقييدها بقيود تمنعها من الإبداع والتجديد، بل على العكس من ذلك تماماً، فهذا خوف مُحفز للنفس مُطلق لإبداعها، فالفنان على سبيل المثل لا الحصر يدفعه خوفه من عدم تقديم ابداع جديد إلى العمل على انجاز كل ما هو جديد ليبقى وجوده محفور في وجدان وعقول من يتابع فنه، والعالم الذي يعمل على اكتشاف وإيجاد حلول لمشاكل قائمة يدفعه حافز خوفه على العمل بشكل مثابر لا يعرف الكلل للوصول إلى ما يريد، والمقاتل في الجبهة يستبسل في قتاله للعدو خوفا من قيام هذا المحتل باحتلال أرضة واستباحة بيضة أمته، وهكذا لكل إنسان في مجاله وموقعه، وهنا لا بد لنا من ضم هذا المُحفز لمنظومة المحفزات والتنمية الهادفة إلى الارتقاء بسلوك وأخلاق ومهارات الإنسان وصولاً إلى درجة اعلى من الكمال البشري المنشود، وهذا كله لا يعني اهمال جوانب الدافعية والتحفيز الأخرى، بل يسعى إلى استغلال دافع آخر هو الخوف الإيجابي وتحويله من عامل من عوامل الفشل والانجماد، إلى عامل من عوامل الدافعية المؤدية إلى ارتقاء البشر وتحقيقهم لما يصبون إليه، ويمكن تصميم تقنية نفسية قائمة على الخوف الإيجابي المؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وتوجيهه إلى كافة فئات المجتمع لبث الوعي في أنفسهم بأهمية استغلال ما كان يُعتبر عامل هدم، وإظهار جانبه المُشرق بحال تم السيطرة عليه وتغيير اتجاه بوصلته بالاتجاه الذي يدفعنا لا استخدامه جسراً يوصلنا إلى ما نصبو إليه.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاعل والفعل والمفعول به
- سلسلة نثريات السجن(16)، مجدو
- سلسلة نثريات السجن(15)، الحزام
- سلسلة نثريات السجن(14)، قلم وورقة بيضاء
- قصة من بلاد القفقاس
- سلسلة نثريات السجن(13)، هدريم
- سلسلة نثريات السجن(11)، هدى
- سلسلة نثريات السجن(12)، سجن الدامون
- رسالة إلى رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال في رام الله
- الإسْتِخْرَاءْ العالمي للعرب؛ لماذا؟
- سلسلة نثريات السجن(10)، حياة جديدة
- سلسلة نثريات السجن(9)، ثورتي
- -إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ... وَظُهُورَ الْقَلَمِ-
- سلسلة نثريات السجن(8)،مشهد درامي
- صناعة الأعداء
- سلسلة نثريات السجن(7)، معادلة بسيطة
- إن مشيئة العبد تتناسق تناسقا كليا مع مشيئة الرب
- سلسلة نثريات السجن(6)، أخي سلام أرسله إليك
- المُسْتَهْبِلونَ والمُسْتَهْبَلِينْ
- مسرحية تحقيقي في بيتح تكفا


المزيد.....




- حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
- الكويت.. فيديو -سري للغاية- ومداهمة أشخاص بمؤسسات ودوائر يثي ...
- -بطائرة سعودية خاصة-.. أحمد الشرع يثير تكهنات بصورة توجهه إل ...
- مسيّرات إسرائيلية تستهدف مخيم النصيرات
- الرئيس الصومالي يهنّئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
- نتنياهو يفاخر بأنه أول زعيم يلتقي ترامب بعد انتخابه (فيديو) ...
- بزشكيان: قدراتنا العسكرية هي للدفاع وليست من أجل الهجوم على ...
- الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فديديوه ...
- توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة ...
- الكرياتين: مكمل رياضي يعزز الصحة النفسية ويخفف أعراض الاكتئا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - الخوف والفعل