فريد الحبوب
الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 13:57
المحور:
الادب والفن
سكوت الموسيقى ....
بعد زواج فاشل قضت فيه ثماني سنوات ، دعت ربها ان تجد حبيبها القديم ، حنت لاشراقة وجههِ، موسيقاه وعذوبة حكاياه، مشت لأيام، دارت في الأزقة والشوارع والحدائق وضفاف النهر والمكتبات والمقاهي ومواقف الباصات، غاب عن المدينة مثلما غاب فرحها، لم تعثر لهُ على آثر.
آل به المأل منزوياً ينفث أكوام التبغ وأكداس أوراق اللف، عاجزاً على كرسي متحرك يعيش حياة بيتية هادئة يعزف موسيقاه خلف زجاج لم يمسح عنه الغبار منذ سنين. كان قد اوصى ان تدفن معه الأوراق والرسومات وزهرة نرجس يبست فوق صورتها.
الثياب السوداء.....
برغم عمق الكراهية، كانت قد أنجبت طفلاً له، لم يثر أهتمامها، ولم تتأمله أو تطالع مدى تشابه ملامحها بملامحهِ ، تركتهُ في حافلةٍ غير عابئة بمصيرهِ، وتبعت قلبها الواهن في ظل عشيقها ذو الهيئة الجميلة ، الرجل الذي كان مهيباً وغامضاً، ظلت لسنوات تملاءها نشوة الحب، وظلت آنية قلبها متخمة بورد الهيام تطوف فوقها حمائم من نورٍ ودفء وسعادة ، هذا كلهُ ضاع حين أوصد الباب بقوة ومضى بحافلتها بعيداً، خيم اليأس على كل شيء وبدا الحزن القاهر على ملامحها، شحبت، وارتدت ثياباً سوداء لبقية حياتها تتمنى لطفلها إن يعود ..
القفص ...
كانا قد احبا بعضهما مثل الشاطئ والمجذاف، يتسامران ويتحدثان طوال الليل والنهار، وبرغم عدم وجود ما يدل على انها تطير من قفصهِ.
أجتاز في الليل عتبة دارها ووثب ينظر من شباكها المفتوح متسائلاً لما كل هذه الأضواء متقدة ، تراجع وركض من غير وعي وأقر بينه وبين نفسه أنها طارت بعيداً.
#فريد_الحبوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟