وسام رامز قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 08:35
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد ذروة إنتشاء داعشية دامت أشهر من النجاحات في العمليات الهجومية و الترهيبية ،التي لم تكن الجهات المواجهة لها حينها،قد استوعبت موجتها و أحكمت خطوطها الدفاعية للبدء في الفعل الهجومي المعاكس.
أتت المرحلة التي أستوعبت و امتصت فيها تلك الجهات الموجات الهجومية الداعشية و انهار فيها المخيال المرعب الذي حاولت داعش تكوينه و رسمه في العقل المقابل ، لدرجة أنه كان للمرأة الكردية الدور الأبرز على جبهات المواجهة وجها لوجه في كوباني، مع مقاتلي داعش ذوي المظهر و السلوك القتالي لمحاربي العصور الحجرية.حيث لم تنجح داعش بصنع الرعب في خيال تلك المناضلات ،بعد عرض صور لبعضهن مقطوعات الرأس و الضغط الدائم باغتصاب الحرب المسمى السبي حال وقعهن في الأسر.
في العراق أظهرت نتائج المرحلة الهجومية المضادة التي شنتها القوات الكردية والقوات العراقية بمساندة قوات الحشد الشعبي ، هشاشة الخطوط الدفاعية الداعشية و السرعة الكبيرة بانهيارها. ولم يبدي الدواعش مقاومة فعالة بمواجهة الهجوم العراقي والكردي ،فاكتفوا بالهروب الى القرى والمدن الغير مجهزة للعمل الدفاعي. و حاولوا الاستعانة بالعمليات الانتحارية بواسطة السيارات المفخخة لاستهداف الارتال المهاجمة و تأخير و عرقلة مهامها، الا ان هذا التكتيك سرعان ما فشل بفعل الجغرافيا العراقية الصحراوية المنبسطة و استخدام القوات العراقية والكردية ،الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ،التي كانت بالمرصاد لأي سيارة مفخخة حاولت الوصول الى التشكيلات المهاجمة.
التضخم الكبير و السريع ،لمناطق انتشار و عمليات داعش ،بالمقارنة مع طاقتها البشرية و مستوى الكفاءة القيادية و الادارية و العلمية لقادتها أمام ثقل المسوؤليات و ضخامتها، ساهم بشكل رئيسي بتشتت القوة الداعشية والذي سينتج فيما بعد انهيار مشروعها برمته و عودة ارهابييها مجددا الى مربع الاحباط و الحلم بدولة الخلافة الذي سلب من بين أيديهم.
#وسام_رامز_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟