عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 04:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية نهاية آل سعود الحتمية!
قبل أكثر من ثلاثين عاماً في بداية نجاح الثورة الأسلامية عام 1980م نُشر كتاب هام عن آل سعود بعنوان: (موت أميرة؛ أم موت النظام السعودي), أشار فيه الكاتب إلى فساد العائلة الحاكمة و إسرار من داخل القصور الملكية يشيب لها الرأس, و تعجبت كثيرأً .. من عواقب هذا النظام الذي لو إستمر فإنه سيدمر العرب و الأسلام بسبب الموارد النفطية التي جعلت تلك القبائل البربرية الوحشية أسياداً في المنطقة!
و قد علقت عليه في صحيفة (الشهادة) و قتها, حيث كانت إحدى اكبر الصحف العراقية المعارضة لنظام المجرم المقبور صدام و كانت تمثل صوت المعارضة العراقية , و كنت أشرف على إعدادها و إخراجها و الكتابة فيها بإسم (المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق) والتي كانت تمثل المحور الشرعي المؤيد من قبل ولاية الفقيه بزعامة الأمام الخميني(قدس), علماً أنه في ذلك الوقت لم يكن أحداً من المعارضة العراقية يعرف فنون إصدار صحيفة معتبرة أو الكتابة الهادفة بإتجاه إسقاط النظام و كان الفضل الأكبر للأيرانيين الذين علّمونا تلك الفنون كما الأسلام, حيث لم تصدر وقتها سوى مجلة الجهاد التي سبقت (الشهادة) و كان يشرف عليها عز الدين سليم قبل إنفصاله عن الحركة الأسلامية و كنت ساعده الأيمن في ذلك كما في (الشهادة) أيضاً!
على كل حال أشرت في ذلك المقال؛ بأن نظام آل سعود نظام كارتوني شهواني عشائري لا يستند على أيّة إيدلوجية .. حتى الوهابية كانت ديانة منفصله عن الحكم السعودي, بل لم يكونوا يمتلكون حتى سياسة معينة و لا ديبلوماسية في العلاقات أو نظرية في الأقتصاد, كل ما في الأمر كانت مجموعات عشائرية همّها الأول و الأخير "الكرش" و ما دونه, و لذلك حقّق الأنكليز كل سياستهم الأقتصادية و العسكرية من خلال هذا النظام الفاسد!
و بعد مرور كل هذه السنين العجاف؛ بدأت بداية النهاية لهذا النظام البدوي المتخلف!
حيث تناقلت و كالات الأنباء أخبار مؤكدة عن قتال و نزاع دموي بين الأمراء و أبنائهم, كما أشارت التقارير بأن النزاع قائم و إن الشرطة و الحمايات يضرب بعضهم بعضاً بقيادة مقرن و سلمان و حماياتهم و عصاباتهم من جهة و بين متعب و إخواته من جهة ثانية, علماً أن النزاع بدأ ضبيحة هذا اليوم بسبب عزل متعب بن عبد الله من قبل الملك الجديد و بعض مؤيديه من مناصبهم!
و الحقيقة الخافية هي موقف رجال الدين السلفيين من هذا النزاع و مدى قوة تأثيرهم على الموقف السياسي للأطراف المتنازعة, علماً أن هناك خمس تيارات قوية في الوسط السعودي, و هي : تيار الملك الذي إنقسم مؤخراً إلى أكثر من فريق و تيار المعارضة الوطنية, و تيار السلفيين, و تيار وعاظ السلاطين, بآلأضافة إلى المعارضة الشيعية التي ترفض كل تلك التيارات جملةً و تفصيلاً!
بحسب توقعاتنا؛ فأن اللوبي الأنكليزي عبر حلفائه هو الذي سيقرّر الموقف النهائي لهذا النزاع الذي لو تشعب و هو الممكن أيضاً ؛ لأدى إلى تغيير خارطة الخليج و المنطقة العربية لأحتمال صعود تيارات أخرى أكثر إعتدالاً للتحكم بآلنظام و آلحكومة!
عزيز الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟