أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - انتحاريون ليسوا كالانتحاريين














المزيد.....

انتحاريون ليسوا كالانتحاريين


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1314 - 2005 / 9 / 11 - 11:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المقصود بالانتحاريين ليس أولئك الذين تملكم اليأس والقنوط وفتكت بهم أمراضهم النفسية حتى لم يبق أمامهم غير تحرير النفس من الضيق بالشنق والغرق أو ما سواهما . فهؤلاء كفوا أذاهم عن غيرهم وكظموا يأسهم وأسروا أمرهم ألا يكونوا نحسا أو تعاسة على غيرهم . بل المقصود بالانتحاريين الذين قرروا ربط مصير الآخرين بمصيرهم ، إن سلبا أو إيجابا . فهؤلاء إما يموتون من أجل غيرهم أو يميتون غيرهم من أجل أنفسهم . ويمكن إدراج نموذجين من الانتحاريين :
أ ـ الكاميكاز اليابانيون : إن تسمية «كاميكاز» تعني (الرياح الإلهية) وتطلق على المقاتلين الانتحاريين اليابانيين في الغرب خصوصا، بينما الاسم الشائع لهم في اليابان هو «توكاتاي» ويعني (أعضاء وحدة هجومية خاصة). وكانت اليابان قد أعدت آلاف الطيارين الذين تلقوا تدريبا مع قرب انتهاء الحرب الثانية، أي ابتداء من أكتوبر 1944، لكي يفجروا طائراتهم في السفن الحربية الأميركية بعد أن عجزت الصواريخ وقذائف مدافعهم عن دفع الخطر ورد الهجوم . ويستند هؤلاء الكاميكاز إلى قانونهم الشرفي والأخلاقي المعروف بـ «بوشيدو» أي (طريق المحارب)، والذي من مبادئه مواجهة المقاتلين للمقاتلين دون سواهم من العزّل والمدنيين ، وكذا التضحية الأسمى بالنفس عبر الانتحار الفردي أو الانتحار الجماعي أو ما يعرف بـ «سيبوكو» . وكانت الذكرى الستون لتفجير القنبلة الذرية واستسلام اليابان فرصة لأحد الكاميكاز هيروشي شينجو البالغ من العمر83 عاما، والذي انتهت الحرب العالمية الثانية قبل أن ينفذ عمليته الانتحارية، لكي يعيد إلى الأذهان الهدف الأسمى الذي كان باعثه ، هو وزملاءه ، على التضحية بأرواحهم ، بقوله (أنا أيضا كانت الحياة لا تعني لي شيئا, كنا نفكر فقط كيف يمكننا أن نصيب العدو بضربة قاسية عبر تفجير طائراتنا على سفنهم لإنقاذ أمتنا) .
ب ـ الكاميكاز الإسلاميون الذين يفجرون أنفسهم مستهدفين المدنيين والبنايات السياحية أو التجمعات السكنية أو مترو الأنفاق أو الباصات أو المؤسسات التعليمية أو الأسواق التجارية وحتى الشعبية . هؤلاء هم أيضا لهم مثلهم العليا يقتلون ويُقتلون من أجل تحقيقها . لكن شتان ما بين مُثل الكاميكاز اليابانيين والكاميكاز الإسلاميين . وقد عبر الانتحاريون اليابانيون عن استيائهم وسخطهم من مماثلتهم بالانتحاريين الإسلاميين ، كما نقرأ في تصريحات بعضهم التالية :
قال هيروشي شينجو (إن ما قمنا به كان في خضم الحرب، وكنا ساموراي في مواجهة ساموراي (مقاتلون نحارب مقاتلين)، أما ما يقومون به هم (الإسلاميون)، فهو هجمات عمياء تهدف إلى قتل أبرياء) . لهذا أعلن صراحة «أشعر بالإهانة عندما يجرؤ البعض على وصف مهماتنا وكأنها شيء يشبه الاعتداءات الانتحارية التي تنفذ باسم الإسلام» .
كما صرح شيغي يوشي هامازونو (81 عاما): «لا يحق لأحد أن يقتل الأبرياء بخاصة الأطفال ... فالاعتداءات لن تشفي غليل المجموعات الإرهابية أبدا».
وعبر هامازانو، عن اختلافه مع الرأي القائل، بأن الفرق قليل بين مهمات «التوكاتاي» (الكاميكاز) والاعتداءات الانتحارية التي تنفذ في أيامنا هذه، وقال إن «مهماتنا انتهت مع انتهاء الحرب أما الإرهاب فلا نهاية له» ، وأضاف: «لم نكن نريد لا المال ولا المراكز بل فقط الدفاع عن أرضنا وجبالنا الخضراء وأنهارنا الجميلة» .
إن المقارنة بين الانتحاريين اليابانيين والانتحاريين الإسلاميين تظهر شساعة الفجوة بين من يريد لوطنه وشعبه الحرية والنصر والتفوق ، كما في حالة اليابانيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تبقى اليابان لليابانيين وصد كل اعتداء عليها ، وبين من يريد تدمير الدولة وتخريب الاقتصاد وزرع الرعب وزعزعة الاستقرار . لنستحضر صورة من يفجر طائرته في باخرة حربية ونقارنها بمن يفجر ذاته في مدرسة "بيسلان" أو قطار مدريد ، تظهر لنا المفارقة ونستشعر الصدمة ، ويتملكنا السؤال : ما الذي استفاده التيار الجهادي أو حققه من مكاسب لفائدة الإسلام والمسلمين من خلال التفجيرات التي هزت عواصم كثيرة وقضى بسببها أبرياء من كل الديانات ؟ لقد تسببت في كوارث اجتماعية واقتصادية ، وأضرت بأوضاع المسلمين وسمعة الإسلام الذي غدا دين إرهاب ودمار بعد أن كان دين سلام وإعمار . إن هؤلاء يصدق فيهم قول الله تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 9
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي-8
- فكر الحركات الإسلامية أفيون النساء
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي7
- ومَكْرُ أولئك الشيوخ هو يَبُور
- شيوخ الإرهاب يكفّرون القوانين الوضعية ويحتمون بها
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 6
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي5
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 4
- الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي3
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي-2
- مطارحة من صميم المصارحة(1)
- ألا رفقا بالسيد القمني
- هل صارت حقوق الإنسان علامة تجارية ؟
- على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية ا ...
- قراءة في كتاب- ما هو سبيل الله ؟- لسمير إبراهيم حسن :
- لندن ضحية احتضانها لشيوخ التطرف وأمراء الدم
- نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة
- الحركات الإسلامية والدولة الديمقراطية


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - انتحاريون ليسوا كالانتحاريين