أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البكوري - قميص الملثمين او شغب المسافة














المزيد.....

قميص الملثمين او شغب المسافة


محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 08:45
المحور: الادب والفن
    


وجوهنا تظل مرايا حقيقية لارواحنا ...و الملثم هنا يغطي وجهه، ومن ثم فهو يغطي مراته ،و بالتالي يغطي روحه! يقف عائقا امام صداها المنكسر عاري الصدر،غير مبالي ولا يداري بالعواقب ...المسافة الملثمة، قد تكون هنا، وقد تكون هناك ...قد تكون قريبة منك ،كما قد تكون بعيدة .المسافة الملثمة ،هي مسافة دياليكتيكية ،قد تجعلنا ندنو من بعضنا ،و بتناقض صارخ ،قد تحثنا على السفر الى اقصى و اناى جزر التواجد العلائقي... سيكولوجية التموقع اهون من فيزيقية المسافة المتواجدة في الكيلومترات النفسية و الكيانات الذاتية ...كل الوسائل الممكنة جوا ،برا، وبحرا ... لاتجدي نفعا في ولوج هذه المسافات .في المقابل ،يبدو ان مايفي بالغرض، هو التوسل بالمحبة المتبادلة ،الاحساس المرهف، العطاء السخي ،الكرم الحاتمي، الصدق العميق، والصراحة الشفافة... وعموما كل ما من شانه ان يمت ولو بادنى صلة ل"الانسانية".كل ذلك يقرب "المسافة الضوئية"ويجعل السفر عبر فضاءاتها متعة ابدية ،ازلية ، وليست فقط لذة زائفة او قطعة من الجحيم ،تمس شتى تجلياتها ،انماطها و ابعادها ... هكذا يسري شغب المسافة في عروق العلاقات الانسانية -ووفق سياقات انتروبولوجية نادرة، بما فيها القرابة، الصداقة ،العائلة... -سريان الدم المخثر و الغير القابل للخضوع الدياليزي لتصفية المسافات. من اكثر المسائل ،التي تؤرق بال ملثمينا ،ذاك الانتحار الجماعي لوعيهم الجمعي و العيش وفق انماط حياتية مشينة ،متسمة بالغلو الاعتباطي في عالمهم المفعم بكل اشكال المهانة و الذل ،مما يجعل عمرهم الافتراضي يندحر عند اول معركة في الحياة ،قد تتاح لهم خوض غمارها وفق منطق "مكره اخوك لابطل" ،و ليعلنون منذ اللحظة الاولى وقبل قرع طبول الحرب رفع الراية البيضاء... ان الملثم هنا رديف طبيعي للجبن و الاندحار. الملثم هنا لاتضاهي سفالته الا الانتظارية المقيتة ،والتي- بافراط وتفريط -ترفض حتى قتله قتلا "رحيما". الملثم يعاقب بنقيض قصده -من حفر حفرة وقع فيها- ، انها عقلنة القصدية الشرعية ، ذات النفحة الربانية احيانا ،هي التي ترسل هذه الرسالة، لمن تهمه المسالة ،و تحتم عليه القيام بنقد ذاتي و مراجعة الحسابات .ايها الملثم ،فكما ستزرع ستحصد ،ومن زرع الشوك بديهيا سيحصد الشوك ،انها سنة الطبيعة. الملثم ،هو ذاك الكائن الخرافي الشبيه شكلا بالفينيق: يضمر ويظهر، يتخفى و يتجلى، يندثر ويعود من جديد... بيد انه جوهرا ،لا يشبهه على الاطلاق ،فهو يقتل نفسه بنفسه ويحفر قبره بيده، بل يكون هو القاتل و المقتول -منطق الهو والانا - و احيانا يقتل القتيل ،ويمشي في جنازته... الملثم لايموت مرة واحدة ،بل مرات متعددة ، ولسوء حظه انه كالقطة ، بسبعة ارواح، فطول حياته هو سبب شقائه و تعاسته الابدية ، يبعث في كل ظرف وحين، ليذوق مرارة الالم وغصة المعاناة ، اللتان سببهما للاخرين .الملثم ينظر وبنرجسية الى نفسه ،على انه الذكي الواحد الاوحد في العالم وينسى قصرا او يتناسى طوعا، ان الذكاء يؤنبه ضميره ، ممتعضا من اليوم الذي اتقد في ذهنه .الملثم لا تتحسر امه المكلومة عليه - وفي لحظة نادرة و مستحيلة انسانيا-بل تتحسر على عدم اجهاضه قبل و لادته، او واده منذ وهلة الصرخة الاولى ...و رغم ان خبث الملثم ،يعبد له طريق الخطايا و الزلات - بغواية شيطانية تزين و تزخرف له ملذات الحياة -ويمنحه قشدة المكاسب، فان العبرة بالخواتم ... فاعلم ايها الملثم ان الدنيا ساعة فاجعلها او لا تجعلها طاعة... فلك انت الاختيار!!! في الختام ، يحق لنا السؤال: من عساه يكون هذا الملثم ، الذي كلناه قدحا وسبا واشبعنه وابلا من الشتائم ... ؟!! في نظري ، و للجواب القطعي ، على مثل هذه الاسئلة ، اظن ان هذه المقولة : "من فعل معي الشر، افعل معه الخير، الى ان يغلب خيري شره"ستفي بالغرض وزيادة!!!



#محمد_البكوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروب
- مغرب الحكامة -الانتقالية -والسلطة الخامسة -الصاعدة-
- باريس قلبي
- الفهم الفيبري للاسلام 2- الاسلام و القانون-
- ملحمة الصمت
- استراتيجية مواجهة اثار موجة البرد بالمغرب - في افق ترسيخ -حك ...
- اوهام السر
- الفهم الفيبري للاسلام 1)- الاسلام و المدينة (
- لعبة صغرى لعبة كبرى
- اختلالات نمط الحكامة بالمغرب - الفساد الاقتصادي نموذجا- اليا ...
- لحظة صباحية
- هلوسة الربيع الشتوي
- مكونات الحكامة وادوارها في المشاركة السياسية بالمغرب: التسجي ...
- الميمية
- الفعل الجمعوي بمناطق الواحات واحة أحميدي بورزازات نموذجا -ال ...
- الفعل الجمعوي بمناطق الواحات واحة أحميدي بورزازات نموذجا - ...
- النسيج الجمعوي بالمغرب :مخاضات النشأة وارهاصات التطور - قراء ...
- المسؤولية و المحاسبة-التلازم المطلق من اجل الادراك المنشود-
- الديمقراطية المترنحة
- فرنسا،الفاجعة الكبرى و الفهم الاكبر لسوء الحكامة


المزيد.....




- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.
- إخترنا لك :نص (شكرا لطوق الياسمين )حسن فوزى.مصر.
- رحيل الممثلة البريطانية ماغي سميث عن 89 عاماً
- طارق فهمي: كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة مليئة بالروايات ا ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البكوري - قميص الملثمين او شغب المسافة