أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - الخواجة..والخيمة














المزيد.....


الخواجة..والخيمة


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1314 - 2005 / 9 / 11 - 05:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منا لا يعرف هنري كيسنجر..؟!!
انه وزير الخارجية الامريكية الاسبق..رجل يهودي داهية يعتز بولاءه العميق لاسرائيل ويعتبر نسخة سياسيةأكثر لؤما وخبثا عن لورانس صاحب كتاب أعمدة الحكمة السبعة واللورد هنري مكماهون الذين استهبلا الحكام العرب وامتطياهم كالبغال بعيدا عن الخلافة التركية المريضة ولمصلحة الامبراطورية البريطانية العظمى في أوائل القرن العشرين معتمدين على جهل وسذاجة المقابل والوعود البراقة وسحر المديح للحصول على ولاء أعمي وتبعية لا تنتهي .
نفس المنطق والاسلوب اتبعه كيسنجر مع مفاوضيه من الزعماء العرب وبصورة أكثر تطورا فقد كان ينظر اليهم بعقلية الخيمة والسوق فالخيمة يتصدرها شيخ القبيلة كديكتاتور جاهل يتصف بكرمه وحبه للمديح مع أقداح من القهوة السادة أما السوق فهو المجال المفتوح للمساومات والتنازلات السخية وغير المتوقعة من الطرف العربي دائما لأجل عيون المشتري .

قام كيسنجر قبل االتوجه للعالم العربي بدراسة سيكلوجية مستفيضة لكل زعيم عربي ..صفاته ..مايحب..مايكره..سلوكه الشخصي..ثقافته..الخ وطبعا استطاع ان يعد مايلائم كل زعيم من عبارات تدق على وتره المحبب وتفتح الطريق على مصراعيه ، وفي أول زيارة له للمنطقة ..طلب من الملك الحسن الثاني ملك المغرب –بعد وصلة مدح ونفخ مرتبة بعناية – ان يبعث للزعماء العرب برسائل توصيهم بالضيف خيرا وفعلا قام الملك بذلك بسهوله واريحية .
ورغم أنه كان مجاملا ومداهنا من الطراز الاول الا انه وعندما صدرت قرارات موتمر الرباط باعتبار المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني خاطب السادات والملك فيصل وبكل وقاحة
"لم يعد بمقدوري الاستمرار في عملي الا بتأييدكم الكامل وبتصريح علني ولسوف ارسل الى الادارة –تقارير تقدم- أي "تقارير رضا "عن كل منكم ومن المضحك أن مفاوضيه العرب كانوا في قمة السعادة بهذه التقارير الوهمية..!!
وقد وصل الامر بكيسنجر ان يتجاوز حدوده عندما يصرح لمفاوضيه العرب خاصة "ان عليكم ان تتعاملوا معي باعتباري الرئيس..نعم انني رئيس أمريكا في كل المسائل الخارجية "..!!
كان يتفاخر دائما امام الزعماء العرب بانه قادر على تحطيم الاسرائيليين وقت يشاء ويخرج ورقة مطوية من جيبه مدعيا انها نص خطاب تهديد من نيكسون لاسرائيل ولكن هذه الحيلة لم تنطل على الحيزبون جولدا مائير التي كانت تتفوق عليه نفوذا وخبثا وخبرة .ومن نفاقه الشديد انه قال عنها أمام المسئولين العرب معرضا بقبحها
"لقد قضيت الليل كله أحاول اقناعها..تصوروا الليل كله مع امرأة واحدة هي جولدا " بينما قال لها عندما عتبت عليه أنه لم يعد يقبلها كما يقبل الزعماء العرب " لا أعرف ماذا سيحدث لي من كثرة قبلاتهم..لابد من الرحيل فورا قبل أن أفقد عفتي "..!!
لم يكره كيسنجر أحدا بقدر ما كره جمال عبد الناصر لبعده القومي والملك فيصل لبعده الاسلامي ولعداء الاثنين -رغم خلافاتهما- للصهيونية وكان أشد الناس ثاثيرا على السادات فقد وثق به الاخير الى درجة ان رجاه ان يكون مستشارا لة للامن القومي والمسائل الخارجية .وكان له أكبر الاثر في اقدام رب العائلة على مبادرته المفاجئة بزيارة تل ابيب عام 1977 ..!!
كما ان دائرة كراهية كيسنجر للاخرين كان تشمل أيضا زملاءه الامريكيين مثل ويليام روجرز صاحب المشروع الشهير والذي اجهضه كيسنجر نفسه وجوزيف سيسكو المساعد لوزير الخارجية .
وكانت لهذا السياسي الداهية قدرة فائقة على التمثيل برزت عندما فشل في احدى مكوكياته عام 1975 بسبب العناد الاسرائيلي حيث قال "لن أقبل مافعلوه بي في اسرائيل..ولن أقبل ان يتحول وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية الى بائع سجاجيد "..!!
ولم تمض ثلاثة شهور حتى عاد الى دبلوماسية الخطوة خطوة والتي حققت لاسرائيل مالم تحققه الجيوش
وقد يتساءل أحد عن سر قوة هذه الشخصية الذكية الغامضة واعتقد ان مجرد انهيار زعيمه نيكسون أمامه مخمورا وباكيا بعد فضيحة وتر جيت كشف له مدىالضعف النفسي والاخلاقي لزعيم للمنظومة التى باتت تحكم العالم وبالتالي وجد من الملائم ان يقودها رجل مثله على الاقل خارجيا وتوظيف كل امكاناته السياسيه والامريكية لمصلحة الولاء الاول وطن التوراة اسرائيل .



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنطزية قراء.. ..وحمى تعليقات
- زهرة حمراء..على قبر محارب قديم
- فضيحة..في قمة الثقافة..
- خلطبيطة..!!
- سلطة انفلات بالمكسرات
- هل تتحول غزة من زنزانة الى قن دجاج..؟!!
- نهاية امبراطور صغير..!!
- مقبرة الارقام
- ساقية العنف..لماذا..؟؟..وكيف..؟!!
- ومن التاريخ ماكذب..!!
- عنزة..ولو طارت..!!
- د.القمني..بين الفكرة والساطور
- من هو الرئيس القادم..؟!!
- ما وراء تفجيرات لندن
- فت عدس
- انهم يسرقون الوطن ..وفي وضح النهار..!!
- أقنعة..
- أيها التابع..من المبتدأ
- البراقشيون..
- حقيقة..


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق الحاج - الخواجة..والخيمة