متى يعلن الاكراد دولتهم الكردية ؟ ج/1

عبد القادر خضير قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قيام الدولة الكردية في شمال العراق ليست امنيات تدور في اذهان وعقول الساسة الكرد والشعب الكردي فقط , او مجرد محاولات من الزعماء الكرد لأعادة تجربة الشيخ ( محمود الحفيد ) اوائل القرن الماضي باطار نظام سياسي جديد . وانما هي واقع يتعدى طموحات ومخططات الكرد انفسهم . مخطط استراتيجي بدء تنفيذه منذ عشرات السنين من قبل دول اقليمية ودولية , مخطط ينطلق من المصالح المشتركة والرغبة الحقيقية لدى الساسة الكرد وتلك الدول في قيام الدولة الكردية ويعمل على تهيئة الظروف والمستلزمات لقيام الدولة الكردية وفي مقدمتها مقبولية المجتمع الدولي . وما سنتطرق اليه لا يندرج ضمن مخطط نظرية المؤامرة او من نسيج خيال كاتب , بل حقائق تاريخية وخطط استراتيجية حدثت في الماضي البعيد والامس القريب من اجل تاسيس واعلان الدولة الكردية في شمال العراق .
في قراءة سريعة لتاريخ علاقة الكرد والقضية الكردية مع الحكومات المتعاقبة منذ تاسيس الدولة العراقية عقب الحرب العالمية الاولى نجد ان الطابع المسلح متغلب على الصراع مابين الطرفين مماعمق النزعة الانفصالية لدى الكرد والشعور بعدم الانتماء الى العراق والاعتماد على قوى اقليمية و دولية للتحرك ضد الدولة العراقية مما جعل القضية الكردية ورقة ضغط سياسية من قبل تلك الدول اتجاه الحكومات العراقية . وان هذا الدعم الاقليمي والدولي للاكراد يعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد وتلك الدول , وان الساسة والحركات الكردية تدرك جيدا ان حكومات ودول الجوار ترفض من ناحية المبدأ استقلال الكرد وقيام الدولة الكردية وترى في ذلك تهديد وخطرا لأمن واستقرار بلدانها . هذا التناقض بين رفض الدولة الكردية من جانب وتشجيع ودعم الاكراد على اعلان انفصالهم عن العراق لا يفسر الا برغبة وطمع تلك الدول بالتهام كردستان العراق وتحويلها الى مستعمرة اقتصادية لهذة الدولة او تلك . وكذلك هو هدف استراتيجي في عدم السماح للعراق في لعب دور عربي واقليمي مؤثر وذلك من خلال محاولة تلاشي قوته الاقتصادية والعسكرية وتمزيقه كبلد متحد . وهذا ما أكد وزير الامن الاسرائيلي السابق ( افي ديختر ) اذ اكد ان دعم اسرائيل للاكراد والقضية الكردية الذي بدأ عام 1972 واتخذ مد الاكراد بالسلاح عبر تركيا وايران واستقبال مجموعات كردية لتلقي التدريب في اسرائيل وتركيا وايران . كما قال ( ديختر ) في محاضرة القاها في احدى مراكز الابحاث الاستراتيجية ونقلت نصها صحيفة ( الجبورز اليوم بوست ) المحلية (( الآن في العراق دولة كردية فعلا , هذه الدولة تتمتع بكل مقومات الدولة أرض شعب دولة وسلطة وجيش واقتصاد ريعي نفطي واعد , هذه الدولة تتطلع الى ان تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان , بل ضم شمال العراق باكمله , مدينة كركوك في المرحلة الاولى ثم الموصل وربما محافظة صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين الاكراد )) كما أكد ان هذا التوسع للدولة الكردية مستقبلا يتجه نحو سوريا وايران . مؤكدا عدم المساس بوضع الاكراد في تركيا .
ان ما ذهب اليه ( ديختر ) من رسم حدود الدولة الكردية تحقق بنسبة كبيرة جدا بعد احداث العاشر من حزيران 2014 وسقوط الموصل بيد داعش , وان تحرك وسيطرة البيشمركة على تلك المناطق جاء مطابقا ووفق التسلسل الذي صدر في تصريح ( ديختر ) وفي مقدمة تلك المناطق كركوك لأنها نقطة ارتكاز مشروع اقامة الدولة الكردية اذ تبلغ نسبة الاحتياطي في حقول كركوك 13 % من اجمالي الاحتياطي العراقي وهذه الحقول يمكن ان تؤمن ايرادات لعدة قرون . بهذا تكون الحكومة الكردية قد وصلت الى درجة النضج الاقتصادي بالاضافة الى النضج السياسي الذي تحقق بعد عام 2003 . فهل ستعلن الحكومة الكردية استقلالها ؟

#عبد_القادر_خضير_قدوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات