أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق الجنابي - أما آنَ الأوانْ للتَسامُحِ والنِسْيانْ؟!!! -2-














المزيد.....


أما آنَ الأوانْ للتَسامُحِ والنِسْيانْ؟!!! -2-


فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما آنَ الأوانْ للتَسامُحِ والنِسْيانْ؟!!!
فهمت الاسلام وانا صغير ،اي على سجيتي ولم تتسرب الى عقلي اي افكار غير الكلمات البسيطه التي سمعتها وجعلتني مسلماً،ولم يكن في مخيلتي مذاهب او طوائف،بل كل الذي عرفته ،لتكن مسلم جيد ،هو ان تؤمن باركان الاسلام ،في الشهادتين والصلاة والصوم والحج من استطاع اليه سبيلا والزكاة على قدر المستطاع ،ووجدتها امور سهلة التطبيق لعبادة الخالق وعمل الخير، وتبعدني عن نار جهنم وان اعيش بامان ،وتمسكتُ بحديث رسول الله(ص) (افلح الاعرابي ان صدق).
بمرور السنين ،اصبحتُ على يقين تام ان العراقيين الطيبين لايفهمون من الدين الاسلامي من شئ ، سوى تطبيق اركان الاسلام على بساطتها،كما يحبون قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض الاحاديث النبويه،لان هذه الامور تجعلهم مطمئني البال ،والشعور بارتياح نفسي ،وانهم سائرين على خطى الدين الحنيف،واعتقدوا ان هذه الاعمال كافيه ليعيشوا ببساطه وبمحبه،اما باقي القضايا الدينيه والاختلافات في المذاهب فلا يعتبروها من الضروريات ،و ليس لديهم الوقت للتفكير بها لانشغالهم بالحياة الصعبه والمشاكل المتراكمه في بلد تهزه الطائفيه والارهاب، ولكن رجال ديننا يحاولون ان يحشروا حشراً متطلبات دينيه لا تغني ولا تشبع ،سوى ابقاء المستفيدين من الدين مترفين وذو سطوه،ويكفّروا من لم يلتزم بفتاواهم.

اصطدم العراقي بالطائفيه وكان عليه ان يختار مذهب يوفر له فتاوى،وكان هذا سهلاً لانه وجد نفسه سني اوشيعي وهو جالس في بيته، منتمياً الى الطائفه السائده في منطقته او المتبناة من قبل اقربائه، رغم انفه !!! .ومن هنا بدأت النعره الطائفيه المقيته ووُضِعَت كافه الاسباب التي تُقَوي الكره بين الطائفتين (الشيعيه والسنيه)في العراق.
ان العراقيين بصوره عامه بسطاء في تصرفاتهم،طيبي القلب،محبين للغير ، عدى اختلاف رئيسي بين الطائفتين نقل اليهم من التاريخ بتحويراته التي ساعدت على التفرقه، ويتمحور هذا الاختلاف حول نقطتين ،اولهما ان الشيعه غاضبين منذ 1400 سنه، على الخلفاء الراشدين ومن يحبهم ،لانهم ظلموا آل البيت عندما تآمروا،كما يظنون، على علي(رض) ونَصَّبوا ابو بكر (رض) بدلاً عنه خليفة بعد وفاة الرسول الاكرم(ص)،ومنذ ذلك الحين والصحابه تُسَبْ جَهْراً على المنابر او يُذَمّون من قبل اهل المذهب الشيعي بصوره سريه ،استحياءً من صديق سني او جار سني . المشكله ان آلاف الكتب والبحوث حول مظلومية علي بن ابي طالب(رض) في الخلافه قد طبعت ،وفيها الكثير من الدفع نحو الكراهيه والفرقه بين المسلمين.
اذا رجعنا الى التاريخ الاسلامي نرى ان علياً (رض) لم يندد في حينها بهذا العمل بل استمر بتصرفات رفيعة المستوى حباً بالدين وحفاظاً على وحدة المسلمين ،وكان سنداً للخلفاء الراشدين ،وخاصةً لعمر بن الخطاب(رض) خلال حكمه ،بنصائحه المستمره له في الحكم . صبر علي(رض) على سلب حقه في الخلافه،كما يعتقد البعض، لانه كان ملتزماً بصفات التسامح التي تعلمها من سيد الكائنات محمد(ص) الذي عاش في كنفه وهو صغير السن . لم يطلب علي(رض) ولا آل البيت ،عليهم السلام ،بإتخاذ اي تصرفات عدوانيه ضد الخلفاء الراشدين ، او من ايَّدَهُم في الخلافه،لانهم مؤمنين بالله والقدر، الذي هو ركن من اركان الايمان ،كما انهم تركوا كل شئ لله ،فإنه يعلم ان كان ماتم هو بحق ام عدواناً ،وهو الذي سيحاسب على الاعمال يوم الحساب .

النقطه الثانيه في الاختلاف هو ان قسماً من السنه ينعتون الشيعه باوصاف ما جاء بها من سلطان،ويتذمرون من طقوسهم الدينيه واقوالهم في الفقه وما إلى ذلك، كما تراهم ينتقدون اعمالهم في شهر محرم الحرام من (لطم ) وغيره،وتنظر وتقول مالكم انتم اذا اراد الشيعه استذكار مصاب آل البيت بكل عفويه وادراك ؟ وما العيب في ذلك ؟ ومن ينكر هذا المصاب الجلل الذي اقترفه مسلمين ضد آل البيت ؟، كما ان من واجب المسلمين كافه التنديد بقتلة آل البيت واستذكار مظلوميتهم، لان باستذكارهم عِبرةً للآخرين الذين يتبنون الظلم وهتك الاعراض. ان مراسيم عاشورا ،في نظري، تدخل البهجه في القلوب لان في هذه الايام الكريمه ،ترى المحبه بين المسلمين وغير المسلمين وينسون خلافاتهم ،اضافةً الى انها ذكرى التضحيه في سبيل الاسلام ومبادئه.اما زيارة قبور الاولياء والسلام عليهم، فليس فيه اي مضره، بل ان تواجد المسلم في هذه الاماكن يزيده ايماناً وشعورا بالاسلام،وكلنا نُسلّم على قبور الميتين عندما نكون في مقبرة او نَمُر بجوارها ،قائلين(السلام عليكم ورحمة الله،انتم السابقون ونحن اللاحقون) ولانعرف مدى اسلامية وتقوى المدفون في هذه المقابر لنطلب له الرحمه،فقد يكون كافراً بالاسلام واهله،فكيف اذا كان مرقد صحابي او امام؟
لا يستطيع الشيعي او السني البسيط ان يخبرني باختلاف غير الذي ذكرته لان بهذه الاختلافات فقط ،سيميز نفسه لاي طائفه ينتمي، واذا فرضنا ان الطائفتين قد تركت هذين السببين الواضحين في الاختلاف ،والذي في تبنيهما مضرةً للمسلمين ،فسترى ان العامل المشترك هو الاسلام،واذا كان هناك اختلافات اخرى بين المذهبيين في الاحكام والطقوس والممارسات الدينيه،فان لكل طائفه الحق بالتمتع بطقوسها التي لاتتنافى مع الاسلام، واذا كانت خارج قوانين الاسلام ومبادئه ،فان النصيحه الاسلاميه خير عون للمسلم ،والا فان الله هو المحاسب على الاعمال يوم الحساب، وكم اتمنى ان يتفق رجال الدين على طقوس مشتركه ويلتزمون باحكام القرآن وان لايربكوا المسلم البسيط بامور فقهيه بعيده كل البعد عن مخيلته،لان الاسلام هو الاخلاق والعمل الصالح وهذا ما نحتاجه للعيش بسلام.
العراق يحترق والارهاب يدق اسفينه بين العراقيين مستغلاً التطرف الطائفي للوصول الى هدفه ،ونحن العراقيون لا نفهم كيف نتسامح وننسى تاريخ يدفع للكراهيه، ونستذكر ايجابيات الاسلام ومعانيه الساميه،ونحب بعضنا بعضاً ونفوت الفرصه على اعداء العراق والطامعين في ثرواته........ام ان الوقت لم يَحِنْ بعد للتسامح والنسيان؟!!!.....والسلام .
فاروق الجنابي



#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذِكرياتٌ عَصَفَتْ
- أما آنَ الاوان للتسامح والنسيان؟!!!
- بصراحة!!! -2-
- شكوك التفاؤل
- ذكريات مهاجر
- آه ياعراق!!!
- خلود الهوى
- مُواطَنَه
- لِمَنْ تُقرع الأجراس؟
- جَولةمُشتاق
- بغدادُ ياأملاً
- لاسلاح مباح
- اصل الارهاب
- في ذكرى إمام
- احلام الشيخوخه
- جيشٌ من وَرَقْ
- عاشقٌ مهموم
- دغدغة حنين
- يعيش الاستعمار..يا.......
- - تي تي......مثل ما رِحْتي جَيتي-


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق الجنابي - أما آنَ الأوانْ للتَسامُحِ والنِسْيانْ؟!!! -2-