أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - أن يكون مُسلماً














المزيد.....


أن يكون مُسلماً


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 22:59
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما تتقدم إلى وظيفةٍ ما ستكون أكبر هواجسك أن تكون مؤهلاتك العلمية و خبراتك العملية ملائمةً لمتطلبات تلك الوظيفة بل و أن يرى ذلك الشخص الذي سيقوم بمقابلتك ذات الأمر..نعم على الأغلب سيتركز كل تفكيرك حول تلك الأمور و هل ستمنحك الأفضلية من عدمها..لكن ماذا ستكون ردة فعلك لو كان كل ما تدور حوله تلك المقابلة الوظيفية هو ما هو دينك!!.

نعم تخيل أن تقرأ في صحيفةٍ ما إعلاناً عن وظيفةٍ ما يكون المؤهل الأول المطلوب تحققه في المتقدم إليها هو أن يكون مسلماً!!..على الأغلب لو كنت تملك الحد الأدنى من التوازن العقلي سيخلص عقلك إلى نتيجةٍ مفادها بأن صاحب هذا الإعلان هو غالباً شخص عنصري مقيت..شخص لن تفضل العمل لديه كونه منح تلك الصفة "الهامشية" تلك الأهمية دون أياً من المؤهلات العلمية الممتازة التي قد يكون يمتلكها من سيقرأ ذلك الإعلان التعس.

تعمل في دولةٍ غربية و لا تمارس البطالة في العالم الإسلامي؟؟..رائع إذاً ستؤيدني عندما أقول أنه في العالم الغربي تعتبر كُلاً من الميول الجنسية و المعتقدات الدينية من المُحرمات التي سيجتنب زميلك في العمل كما رئيسك الخوض فيها معك..لأن تلك الأمور هي من الأمور التي لا تؤثر على مدى فعاليتك العقلية أو الإنسانية في مجتمعك كما في مجالك الوظيفي..سيخبرني البعض أن دين المرء سيمنعه من ارتكاب أي جريمةٍ مالية أثناء تأديته لوظيفته..بالمناسبة قبل عدة أيام صدر تقرير الشفافية فقليل من الاطلاع عليه لن يضر أياً منكم.

الغربي يحرص غالباً على عدم إظهار معتقداته الدينية أو ميوله الجنسية بشكلٍ شديد الوضوح أمام من يشاركونه ذات مجال العمل ليضمن الحصول على الحيادية في التعامل و عدم التعرض لأي نوعٍ من أنواع التمييز السلبي و الذي حتى لو تعرض له سيتم إنصافه قضائياً..الغربي لا يفضل أن يسألك عن دينك و لكن المسلم يبدأ علاقته بك عن طريق سؤالك هذا السؤال لأنه يعمل على تقييم أدائك الوظيفي -و ربما تقييمك كإنسان- بناء على هذا السؤال الأحمق.

أكثر من دولةٍ إسلامية -بعد مرور ما يُسمى بالربيع العربي عليها- افتقرت عند استغنائها عن خدمات حكامها المُعمرين إلى البديل..ليس لانعدام وجوده و لكن لأن تلك الأنظمة بُنيت على سحق أي إنسان بقدرات فكرية أو علمية مرتفعة لتضطره كي يحلق مبتعداً عنها إلى دول العالم الغربي..لهذا عند سقوط تلك الأنظمة -و لو ظاهرياً- كان البديل الموجود فيها يستند في شعبيته على قاعدةٍ دينية لا قاعدةٍ سياسية أو حتى فكرية قد تذهلك لبضع ثوان.

و جميع تلك الدول اشترطت أن يكون ذلك البديل الذي ينوي الترشح للانتخابات يؤمن بالإسلام كدينٍ له..و من المضحك أن الأغلبية على يقين من أن كون الشخص قد وصل لمنصب حاكم في دولةٍ إسلامية فهذا يعني بالضرورة أنه أبعد ما يكون عن صفة "المسلم" و لكنك بالرغم من ذلك ستجد أنه في أغلب دساتير تلك الدول الإسلامية سيقف ذلك الشرط أمام منطقك العقلاني مُتحدياً له بكل عنجهية.

تريد مفارقةً أكثر قسوة؟؟..حسناً هل تعلم أن بعض تلك الدساتير "الإسلامية" تخبرك بأنه لا بأس أن يكون أقصى تعليم حصل عليه المُرشح هو أن "يجيد القراءة و الكتابة" فقط!!..أي أنه لو تقدم للترشح لأي منصبٍ سياسي رفيع في الدولة مسلمٌ يجيد القراءة و الكتابة فسيحصل على مصادقةٍ فورية لترشحه بخلاف أي مسيحي أو يهودي يحمل من الشهادات العلمية ما يفوق أصابع اليد الواحدة..و لعل لهذا السبب ستجد أن أي مرشح مسلم يريد أن يضمن وصوله لمنصبٍ ما يكتفي غالباً بأن يقوم بأداء الصلاة بشكلٍ علني لتلقط صوره "مصادفة" كاميرات المتتبعين له دون أن يُرهق نفسه بمحاولة الحصول على تعليمٍ أفضل يمنحه ميزة التفوق على منافسيه.

لكن و للإنصاف بعض الدول الإسلامية حاولت أن تفتح المجال أمام الأقليات للترشح للانتخابات الرئاسية و لكن أصوات أغلب المسلمين ارتفعت غاضبة لمجرد طرح تلك الفكرة لأنه لا تجوز ولاية اليهودي أو المسيحي على المسلم حسب ما لُقن لهم..هكذا سنجد أنه حتى لو كان ذلك المسلم هو كذلك بالاسم فقط و حتى لو كان يرتكب جميع المعاصي و لا يلقِ بالاً لأياً من حدوده الدينية فتلك الصفة البسيطة -أي كونه مسلم- ستمنحه الأفضلية في أي سباقٍ انتخابي.

لا أعلم لم نبحث بشكلٍ مرضي عن تواجد معيار الدين فيمن نريد أن نوكل إليهم مهمةً ما إذا كان ذلك المعيار فعلياً لا قيمة له..فدين المرء لا يمنعه من ارتكاب الخطايا كما سيفعل وجود جهاز قضائي محكم يقوم بمحاسبته..ذلك الهوس هو ربما ما يمنع أغلب تلك الأنظمة الإسلامية من تقبل ترشح شخصٍ مسيحي أو يهودي بناء على معيار الكفاءة..ذلك المعيار الذي جعل الدول الغربية من جهةٍ أخرى لا تمنع أي مسلم من حقه في الترشح لأي انتخاباتٍ رئاسية أو حكومية..و كون تلك الشخصيات فشلت في الفوز بتلك المناصب في المجتمعات الغربية فهذا الأمر مرجعه انعدام القاعدة الشعبية للشخصيات السياسية المسلمة و التي يقوم برنامجها الانتخابي غالباً على عامل "الدين" و توجيهه لجذب أصوات الأقليات..و امتناع الناخب الغربي عن منح صوته لتلك الفئة من المُرشحين هو أمرٌ لا يُلام عليه فهو كأي إنسانٍ "طبيعي" يُفضَّل أن لا تكون نقطة ارتكاز الحملة الانتخابية لمُرشحه على ميولٍ دينيةٍ لا تُغني و لا تُسمن من جوع و لكنها قد تؤثر في ذات الوقت على طريقته في إدارة شؤون الدولة.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي
- اعتراف
- تصويت
- صداع الجمعة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - أن يكون مُسلماً