|
نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 17:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يأمل رئيس وزراء "مستعمرة "إسرائيل ، السوداني المولد والأمريكي النشأة ، وصاحب الموهبة التجارية ، قبل أن يندلق إلى عالم السياسة ، بيبي نتنياهو ، في أن يثبّت إسمه في قائمة أنبياء إسرائيل ، وملوكها غير المتوجين ، شأنه شأن الإرهابي شارون . هذه الرغبة الملحة ، هي التي قادته إلى حل الكنيست والدعوة إلى إنتخابات مبكرة ، وفي نيته أن يعود أقوى مما كان عليه سابقا ، ويتحرر من حلفائه اليمينيين السابقين ، ويتقدمهم حارس البارات السابق أفيغدور ليبرمان ، الذي يعمل وزيرا للخارجية ، لكن عينه على كرسي رئاسة الوزراء. منذ أن أمر نتنياهو بحل الكنيست ، حاول التحرش بحركة حماس في قطاع غزة ، وقامت قواته بقتل صيادي أسماك غزيين في البحر ، وسجل القطاع نشاطات عسكرية إسرائيلية ، لكن حماس أفشلت مخططاته ، ولم ترد على تلك التحرشات ، الأمر الذي جعله يقفز إلى باريس ليسجل ضربة إنتخابية هناك ، من خلال إجبار يهود فرنسا كخطوة لأولى على الهجرة إلى "مستعمرة"إسرائيل. كانت الضربة في صحيفة شارلي إيبدو الساخرة المتصهينة ، حيث شن عملاء عرب مسلمون مستأجرون من الموساد هجوما عليها في الوقت الذي كانت إدارتها تعقد إجتماعا لإعلان إفلاسها . بعد ردات الفعل المحسوبة وغير المحسوبة ، وإعلان باريس تنظيم مسيرة عالمية ضد الإرهاب ، تمنع نتنياهو في البداية ، عن المشاركة في تلك المسيرة وزيارة باريس ، لكنه في اليوم التالي قفز إلى هناك ليجد ما لا يسره. أول ضربة تلقاها نتنياهو في باريس ، هي عدم الإحتفاء به من قبل الرئيس الفرنسي أولا ، ومن كبار الضيوف العالميين ثانيا ، ولم يجد سوى أحد الرؤساء الأفارقة أن يتحمله ، ويسير بجانبه وفي أقصى يمين المسيرة منعزلا ، في حين أن رئيس السلطة الفلسطينية ، وجد لنفسه مكانا في منتصف الصف الأول بجانب الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ، الأمر الذي أغاظ نتنياهو. الضربة الثانية التي تلقاها نتنيهو في باريس ، جاءته من يهود فرنسا الذين رفضوا السماح له بدخول المتجر اليهودي ، الذي كان هدفا لعملية إختطاف قتل بسببها أربعة يهود قيل أنهم تونسيون ، وقد نجح نتنياهو في التعويض عن مآسيه في باريس ، بإجبار السلطات الفرنسية أن تسلمه الضحايا الأربعة لشحنهم معه ،ودفنهم في القدس المحتلة ، كتعويض إنتخابي . أما الضربة الثالثة التي تلقاها نتنياهو في باريس ، فجاءت من يهود فرنسا ، الذين رفضوا الإستجابة لمطلبه القاضي بتهجيرهم من وطنهم الأم فرنسا ، إلى مستعمرة "إسرائيل"، وهم بذلك لم يبتعدوا عن هوى يهود أمريكا والغرب عموما ، الذين يرفضون مغادرة أوطانهم الأم، والهجرة إلى "مستعمرة "إسرائيل. بعد "غزوة "باريس" ، أمر نتنياهو بإستفزاز حزب الله ،عن طريق غارة طيران إستهدفت قاعدة لمقاتلي حزب الله في القنيطرة بالجولان لسورية ، راح ضحيتها ستة من كوادر الحزب يتقدمهم نجل الشهيد عماد مغنية الذي إغتيل في ظروف غامضة سابقا في العاصمة السورية دمشق ،ومعهم خبير عسكري إيراني . شعر نتنياهو بهذا الصيد بفخر كبير أضافه إلى نجاحه في جلب الجثامين اليهود الأربعة من باريس ، ولكنه وجد نفسه في ورطة ما بعدها ورطة ، بسبب وجود خبير عسكري إيراني من ضمن ضحايا الغارة التي إستهدفت قاعدة لحزب الله ، ولم يكن منه سوى أن بعث برسالة إعتذار إلى طهران ، قال فيها أنه لم يكن يعلم بوجود الخبير الإيراني في القاعدة ، وهذا بطبيعة الحال عذر أقبح من ذنب ، لكنه نتنياهو . الورطة لاحقته من باريس إلى القنيطرة ، ففي باريس تبين جليا أن الموساد هو الذي نفذ العمليات الإرهابية بشهادة الأمريكيين أنفسهم ، وبدليل عدم مشاركة الرئيس أوباما في المسيرة المناهضة للإرهاب ، حتى أنه لم يوعز لوزير عدله الذي كان يتواجد في باريس في ذلك اليوم لتمثيله فيها ، بل إقتصرت المشاركة الأمريكية على السفير الأمريكي في باريس. ففي القتيطرة برز الخبير الإيراني في وجه نتنيهو ، ليشل تفكيره قلقا من طبيعة الرد والموقف الإسرائيلي المتوقع ، بمعنى أنه تحرش بعش الدبابير في عز يوم قائظ ، فإيران هي التي تعطي الأوامر لحزب الله ، ومع ذلك هرب نتنياهو إلى حادثة الباص في تل أبيب ، والتي راح ضحيتها 21 إسرائيليا قيل أن فلسطينيا من الضفة ، يعمل في المصانع الإسرائيلية بدون تصريح ، هو الذي نفذها ، وبغض النظر عمن نفخوا في الكير وأيدوها وهم قاعدون مع الخوالف ، فإن هناك أسئلة كثيرة تدور حول هذه العملية . سجل نتنياهو نقطة إنتخابية مضحكة من خلال هذه الحادثة وهي أنه كال الإتهام المباشر للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ، وقال أن عباس وسلطته يحرضون على الدوام ضد إسرائيل ، ولا أدري هنا ماذا يعني التنسيق الأمني الذي تصر عليه السلطة مع أسرائيل ، لإعتقال الشباب الفلسطيني الناشط في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة. الضربة الإنتخابية الأخيرة - حتى كتابة هذا المقال - ،التي قام بها نتناهو ، في واشنطن ضد الرئيس أوباما ، جاءت بمساعدة وتدبير محسوب ومدروس ، الكونغرس الأمريكي الذي يعمل من أجل إسرائيل لا من أجل مصالح أمريكا . لقد وجه الكونغرس الأمريكي الدعوة لنتنياهو ، لزيارة واشنطن وإلقاء خطاب تحريضي ضد برنامج إيران النووي السلمي ، كل ذلك بدون موافقة أو أخذ الإذن من الرئيس الأمريكي على الأقل ، وهذه بطبيعة الحال هي المرة الثانية التي توجه فيها الدعوة لنتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس بدون علم الرئيس اوباما . هذه الخطوة تعني الكثير في الأعراف السياسية والدبلوماسية ، خاصة وأن الكونغرس ، يقع تحت سيطرة اللوبي اليهودي في أمريكا، ويريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، الأول مناكفة الرئيس أوباما الذي لا تربطه بنتياهو علاقات ود أو صداقة ، منذ توليه مقاليد الأمور في البيت الأبيض في ولايته الأولى، والثاني مخالفة الرئيس أوباما في الموقف من إيران ، حيث أعلن رفضه الموافقة على مشروع للكونغرس ، يقضي بفرض عقوبات أخرى مشددة على إيران. وفي خطوة إستباقية قام بها الرئيس أوباما ، كانت بمثابة الضربة القاصمة لكل من الكونغرس ونتنياهو ، أعلن سيد البيت الأبيض ، أنه لن يستقبل نتنياهو خلال زيارته المرتقبة لواشنطن. أختم أن الفترة الزمنية الممتدة حتى شهر آذار المقبل ، ستكون حبلى بالعديد من الضربات الإنتخابية المفاجئة التي سيقامر بها نتنياهو ، لضمان تحقيق أغراضه الإنتخابية ، ويكون هو الذي يعلن رسميا عن تحقيق يهودية الدولة في "مستعمرة "إسرائيل.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العزوني وكلانسي ..ضحايا لوبيات الضغط اليهودي في واشنطن
-
تقدير موقف صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول
...
-
الغريب للغريب ...نسيب
-
ميراكل ..أولاند..والبابا ...عندما تتحدث العقلانية
-
الخنازير البرية والأفاعي والفئران البيضاء والنار ..أسلحة -إس
...
-
الإرهاب في أوروبا... الهدف الثالث
-
الموساد فجر -إيبيدو- وإستأجر مسلمين عربا
-
مأساة -شارلي إيبيدو-الساخرة المتصهينة ...كلام يجب أن يقال
-
مأساة -شارلي إيبيدو - الساخرة تفتح ملف إعتناق الإسلام في الغ
...
-
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون يكتب مذكراته
-
مأساة -شارلي إيبيدو- الساخرة ...فتش عن يهود واليمين الفرنسي
...
-
دلالات الرفض الأميركي لمشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
-
العرب المسيحيون الأرثوذكس في الأردن وفلسطين ...ثورة متجددة
-
منتدى عمان يوصي بإعادة النظر بقانون منع الإتجار بالبشر وتشدي
...
-
إنعقاد المؤتمر الوطني الأردني الأول لإنقاذ الأقصى
-
أردني يقاضي حكومته على خلفية صفقة الغاز مع إسرائيل
-
مناقشة ساخنة لتجربة الإسلاميين في الأردن
-
الأحزاب التونسية والمغربية ... الأكثر تحضرا وإنفتاحا
-
في كلمته أمام بيت المقدس بعنوان -عروبة الكنيسة الأرثوذكسية .
...
-
وقع الرئيس
المزيد.....
-
-المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام
...
-
الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر
...
-
ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
-
-بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو
...
-
السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة
...
-
-رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
-
-Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
-
الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
-
عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور
...
-
النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|