باريس قلبي

محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 09:23
المحور: الادب والفن
    

البصيص الاول "انوار": يعيد نفسه هاته الليلة !كما تعيد انت على مسامعنا تلك الاسطوانة المشروخة ...ها انا احس ببرد شديد يزعزع مفاصلي ، فتنصحني انت بالسفر الى "مرزوكة قلبي"، لعلي اشفى من روماتيزم العشق .فاجيبك ان باريس قلبي "ثقفتني"، فصيرت ببراعة ،الدفئ يتحكم في لواعج صدري ... لينبثق الاشراق الممتع من البؤبؤ المقنع ... احس ان الضوء ،هو اخر تجلي للجمال ،جمالك الاول الذي يصاحبني في كل ثانية خائنة ،افكر فيها في قبحك الاول ! يا جميلتي لاتقلقي من غبن العبارات وشح القواميس ...فالتعبير امام بهاءك المتجدد يخون احيانا... لكن لتعلمي ان الوفاء سر دوامه ... وانه جبل على ذلك ... وانت سيدة العارفات ،بان الطبع يغلب على التطبع... لهذا ... ها انا كما ترين اسلط الاضواء الكاشفة/ المكشوفة على انوار فؤداك المعتم و المنعش مع ذلك لاحاسيس ذاك المكان المعشش في كياناتنا الباطنة /المبطنة ،و المسمى قيد حياته" العرفان "،والذي دفناه منذ غابر الازمان فرحمة الله عليه .اه ! يا باريس قلبي ،كم انت نورانية/ متنورة ،فزادك الله نورا على نور... اتساءل :من عساه سيظفر بشعلتك المتقدة ، البكرالعذراء و يقوم بذاك الفتح المبين...؟ والى ذلك الحين، دعني اردد باعتباطية: " انتهى وقت سجالك ، فما عساه صانع هو بجمالك؟" اردد ذلك بكل اسى و اسف ،احساسا مني بروعة اللحظة وجبن الصدى!!! !البصيص الثاني "الكيان": باريس قلبي... اني اشتاق الى نوستالجيا الامكنة التي يفوح منها عبق التاريخ و اريج الحضارة ... اشتاق الى " المصلى" الى "الشاطو" الى "عين الله" الى "عين الزيتون" الى "قلعة بوفول"... اليست كلها مدارس للعشق والجوى ؟ اليست هي ايضا ،تلك المشاتل التي غرسنا في احشاءها كل شيء جميل :الوطن، الام، المستقبل ...وطبعا حتى العشيقة ! في انتظار ان تصب امطارحبك الغزيرة ،مبشرة المحبين بموسم حب رائع فيه " صابا" و الصبابة... غرسنها ...وكلنا امل، بان تجود سماء قلبك بشابيب ضياءك ... وطمعا في انتهاء زمن الحب القحطي الجاف ،والظفر ب"محصول حبي جيد" كله ورود و ازهار للمتيمين و العاشقين؟!! باريس قلبي ها سحر نبضك البهي ،ينبعث من الوردة العطرة التي ظفرت بها لاشم عبقها في كل لحظة ازور فيها كل الامكنة و الفضاءات الجميلة المنغرسة في كيانك الخالد !البصيص الثالث "عصر الحب ":القلب المقدسSACRE COEUR !ها انا اردد ...على مسامع الفرنسيين كل التراتيل الحلوة لاديث بياف والكلمات الرقيقة لجاك بريل والاهازيج الرائعة ل"اعيوع" شامة الزاز و عيطة الطود الشامخ سي العروسي ... وكل الترانيم المنادية بالسلام و الاخوة و المساواة و الحرية ...اه ! يا باريس قلبي المقدسة /المفرنسة... كم هو جميل عصر الثورة ...عصر الانوار... انهما عصران لعصر و احد: عصر الحب !عصر ثورة انوارك! البصيص الرابع "الفوز على البلطجة الذكورية": قوس النصرARC DE TRIOMPHE...هنا اقف وقفة تامل وامل في نصرك البين على كل جيوش الاحقاد في موقعة العشق اللامندمل ...بانتصارك المستحق والساحق على البلطجة الذكورية، يا شهرزاد زمنك ، ايتها المتوجة ، في برجها العاجي ...دعني اشرب معك نخب الانتصار ونرشف معا حلاوة الانتظار... البصيص الخامس "الرقص الفريد" :اوبرا باستياOPERA BASTILLE هنا وعوض ان تراني ارقص... ها انا ذا ! اراقص كل الافئدة المحلقة في الاجواء العالية للحب النقي ! وادعوها من منبر باريس قلبي لتجاوز كل الخطايا و الرقص مع هذه الافئدة الراضية/ الزكية رقصة كل الثقافات : سالسا ،هيب هوب ،بالي ،رومبا ،مامبو، تانكو، سامبا ، تسونامي ! ! ! وطبعا الرقصة التي ما فتئت تشدين في تلابيبها "الشطيح فوق السلم" ! البصيص السادس" امراء": حديقة الامراءPARC DES PRINCES باريس قلبي ... دعيني اترك المجاملات و المبالغات ...و اصرح باعلى صوتي وبكل ما اوتيت من قوة:انت معلمة من معالم الدنيا ! انت العجائب السبع او العشرة او المائة ا و الالف او... برمتها ...انت الصرخة الاولى و الاخيرة المنبعثة من اهات امراء الحب المنفيين و المطاردين في شوارعك كناهبي الحب العام / الاعمى ... باريس قلبي احييك من اعماق الفؤاد المتشرذم عن قرارك الشجاع في منحي صفة العضو الدائم في "الهيئة الاممية للمحبين"... وادعوك في رفع الغبن وعدم الكيل بمكيالين في تعاملك مع طلبات التحاق باقي المحبين... و ارجوك اخيرا عدم التلويح باستعمال فصل البصيص السابع من ميثاق باريس قلبي... ! البصيص السابع "الفيتو": لاداعي لاستخدام البصيص السابع ! فهناك تعرضات ومطالب ملحة بعدم الرجوع اليه من طرف اصحاب الفيتو... اصحاب القلوب "العظمى"... !

#محمد_البكوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات