صالح برو
الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 01:12
المحور:
الادب والفن
في فصل الشتاء من إحدى الأمسيات الأدبية في المركز الثقافي الواقع في مدينتنا رويت على سمع المتواجدين القلة في الصالة وهم ملتفين بجلودهم من البرد بضع قصص قصيرة كنتُ قد كتبتها دون مبرر، وهذا ما جعل مناخ الصالة معتدلاً نوعاً ما، و وسرعانما تحرر المتواجدون من جلودهم، وهم يصيخون السمع، وكأنهم أكدوا لي تبرير كتابة تلك القصص ضمن ظروف غامضة لا أحد على علم بها إلا سواها...
وكانت المفاجأة أن أحد النقاد انهال عليّ بملاحظات أكثر من عدد سكان الأرض، و راح يتحدث عن تاريخ الفلسفة، والحضارات، ويستشهد بتشرد رامبو، وانفعالات دوتسوفسكي، وضياع كافكا وأفراح مارك توين، وتساؤلات لوركا، وعبثية بيكيت، وأحلام بودلير، ولهاث ادجار آلان بو،ومأساة غوتة، وانتحار ما ياكوفسكي، وأسلوب سليم بركات، وقضية محمود درويش،وهدوء سان جون بيرس إلى أن انقطع التيار الكهربائي، وانقطع صوته عن المايكروفون، وبعد أن عاد الهدوء إلى الصالة تقدمت منه، وقدمت له كوباً من الماء، فشربها دون أن يشكرني، ثم تابع حديثه عن عشق القباني، ومرض عدوان، والأيام الأخيرة لونوس.
فقاطعه مدير المركز مترجيًا ثم قال له: يا أستاذ كل ما تحدثت عنه والتي أسميتها بـــ ( الملاحظات الخلاقة ) ليست لها علاقة بموضوع الأمسية على الإطلاق، وأن عطسة الكاتب التي علّقت عليها ليست من صلب المادة المقروءة إنما مجرد زكام لا أكثر.
وفي اليوم التالي تعالى اسم النقاد في جميع الصحف والمجلات دون ذكر حرف من إسمي أو أي شيء متعلق بموضوع بالأمسية.
#صالح_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟