|
الحراك الفتحاوي إلى أين ؟
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 15:27
المحور:
القضية الفلسطينية
الحراك الفتحاوي إلى أين ؟ د. طلال الشريف " ما جعلني أكتب عن الحراك الفتحاوي هي هذه الروح المنتصرة التي لمستها عند من قطعت رواتبهم من هؤلاء المناضلين الفتحاويين رغم المأساة التي المت بهم .. دفعني الأمل في عيونهم لاستذكار روح الثقة الفتحاوية الأولى بالنصر وهي تتجلى في الثورة الثانية بالحراك الواثقة والساعية للانتصار من جديد" أقول لم تتمكن جماعة أو حزب جديد من كل هذه الجماعات والأحزاب الفلسطينية المتعددة من الاقلاع بفكرة التغيير خلال العقد الماضي وحتى يومنا هذا لتتصدي لحالة الجمود والبلادة الحزبية أولا وتلتقط المتغيرات الجديدة للتغيير ثانيا. أيقنت من جديد أن هذا الضمور الذي شاب عملية التحرر والاستقلال وتطور المجتمع الفلسطيني هو نتيجة لغياب الروح الفتحاوية الأصيلة والذي أدى بالحالة الوطنية كلها إلى البلادة والقنوط والارتباك والأمل كبير في تجاوز هذا الضمور وهذه البلادة بظهور هذا الحراك لتضرر الأغلبية في فتح وفي الشعب الفلسطيني من المتسلطين والحكامن ولكي لا يحدث من جديد ما ببعث عن السبات الأعمق من السبات الحالي لابد من المثابرة والتركيم لفعل هذا الحراك وما يستلزمه من الوطنيين من الدعم والتركيم والانخراط في عملية الحراك الجامعة والمؤيدة له لتوسيع أفقه الفتحاوي ليشمل الأفق الوطني بمجمله ونقل فتح والمجتمع الفلسطيني لمرحلة جديدة. إن حالة الجمود والبلادة الحزبية والمتغيرات الجديدة التي واكبت أصعب مرحلة سياسية واجتماعية مرت بالمجتمع والقضية الفلسطينية وما عصف به من أحداث جسيمة من فشل لعملية السلام وانقسام بين الفلسطينيين وثلاثة حروب مروعة على غزة وما كان من نتائج اجتماعية خطيرة حادة غيرت من حالة المجتمع وشرائحه وانحدرت به نحو العوز والفقر والبطالة وتراجع الخدمات إلى الصفر والكراهية المنفلتة في العلاقات الانسانية بين أفراد المجتمع الفلسطيني وصلت لخلخلة الخلية الاولى لهذا المجتمع وفرضت نتائجها حدوث ظواهر سلبية مدمرة مست بالنسيج المجتمعى الانساني والوطني مثل الفئوية الدموية المتعصبة واستخدام السلاح لحسم الخلافات الحزبية والاستيلاء على الحكم والسلطة والقمع الشديد للحريات وانتهاك القوانين وغياب الشفافية والمحاسبة بشكل عام في مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وانتكاس الحالة الديمقراطية والعودة للقبلية والمناطقية والعصبوية بشكل فتت المجتمع الفلسطيني وأنتج ظواهر أخطر مثل الهجرة الجماعية والإدمان والتجارة السوداء والتهريب وارتباط الغالبية الفهلوية بمصالحهم الذاتية بالأجنبي دون رقابة ومحاسبة وتعطيل الهياكل والهيئات التمثيلية وانحدار نزاهة القضاء واستغلاله من قبل المتنفذين وغياب العدالة وتفشي الظلم الطاغي في مجتمع بات أقرب لمجتمع الغاب حيث الكبير يأكل والقوي يأكل الضعيف وصاحب السلطة يفعل ما يريد دون معارضة حقيقية رادعة تنقذ المجتمع والقضية. يتفق الجميع أن حركة فتح هي حاملة المشروع الوطني ولازالت تقود التيار الوطني في فلسطين ولم يتمكن التيار الاسلامي من تقلد القيادة في فترة ازدهاره وتراجع الآن كثيرا رغم استمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وهي التي مثلت التيار المركزي الاسلامي في مقابل التيار الوطني المركزي الممثل في حركة فتح وليس في الأفق القريب إمكانية قيادة المشروع الوطني بديلا لفتح. من جهة أخرى تختلف وجهات النظر في أن في كلا التيارين الوطني والإسلامي لم تتمكن قوة جديدة صاعدة او حركة تغيير داخل التيارين يمكنها قيادة التيار الوطني أو الاسلامي لتغيير الحال المغلق في الحياة الفلسطينية. أنا لديَ قناعة شخصية يؤيدها كثيرون بأن الحراك الفتحاوي كجماعة منظمة لها حضور ولها نفوذ وعدد كبير وقادة وإمكانيات ومثابرة في نشاطها وتريد أن تجرب حظها وتحمل راية النهوض والتغيير والخروج من المآزق الحزبية والوطنية، هذا الحراك الفتحاوي الذي طرح نفسه بمؤيديه الكثر داخل الحركة والذي سيحمل الحركة والقضية والمجتمع للأمام خطوات هو أمل كبير في غياب آخرين عن حمل الراية. لقد استمد هذا الحراك ويستمد غذاءه وحيويته من معاناة الشعب وهذا المجال المعادي لكل نهوض وتغيير في الضفة الغربية وغزة والشتات، وعليه أن يصبح أكثر تنظيما وصرامة وصراحة وشمولية وغناَ بالأفكار والخطط والتحديات لطي صفحة معاناة الشعب والجهل والنفاق والتطفل المتواصل ممن تقادمت أفكارهم وخصوصياتهم وسلوكياتهم ويلزمه الشعور بالحرية والثقة والخلاص الجماعي والقدرة على سد شقوق الكوخ الحركي فالحراك مطوق بقوى معادية منظمة ولها قدرة على الاعاقة ولن تستسلم بسهولة ورماد المتسلطين مازال منتصبا أمام الناس ولكن ليس لهذا الرماد قدرة على الوقوف في وجه القانون الطبيعي والبيئة الجاهزة للفظ المستقويين على هذا الشعب بعد تراكم الشروط الثلاث للثورة والتغيير بأن الحاكم أو المتسلط لم يعد يحكم بقوته الشعبية كما الأمس وأن الناس لم يعودا راضين عن حكم السلطان كما الأمس وأن الحراك الفتحاوي قوة منظمة تريد التغيير وتجريب حظها في غياب الآخرين. هذه المجموعة الكبيرة والنوعية من الحراك التي لم تستسلم للرضوخ والجمود والبلادة هي الآن في بداية الانتصار الكبير بحيويتها واندفاع المؤيدين والمظلومين في صفوفها بشرط أن تحافظ على تنظيم نفسها وتقييم خطواتها سريعا وأولا بأول لتنتقل بثقة واقتدار لمراحل النصر الأكيد حيث المتسلطين تضعف حالتهم أمام الخسران والفشل المتواصل في سياساتهم وسلوكياتهم وقمعهم للناس وإهمال مصالحهم وارتفاع منسوب الضغط والمعاناة على الشعب وانسداد طرق الحياة لدى الجمهور وعجز المتسلطين عن حلها وعاجزين عن التصدي لتجمع هؤلاء المناضلين على رأي واحد هو تغيير الحكام بإرادة الجماهير وعبر صندوق الانتخابات وبالطرق الديمقراطية منعا للعنف وعدم تكرار المآسي الوطنية وتمكين هذا الشعب من فرض ارادته في التغيير وانقاذ الحال. 22/1/2015م
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد الحرب (9)
-
بعد الحرب (8)
-
بعد الحرب (7)
-
بعد الحرب (6)
-
بعد الحرب (5)
-
بعد الحرب (4)
-
بعد الحرب (3)
-
بعد الحرب (2)
-
بعد الحرب (1)
-
لا نحتاج مبادرات ولا مفاجآت أيها الرئيس
-
عباس أكبر الخاسرين
-
غموض بدء المصالحة هل كان اللغز الذي أطاح بأصحابها
-
اليوم بدنا نحكي بالبلدي وعالمكشوف
-
قطر تحكم فلسطين وتفصل كوادر فتح
-
المشهد القادم في غزة
-
لن يلتفت شعبنا لخزعبلات الرئيس بعد اليوم
-
أي حكومة ينتظر الشعب الفلسطيني
-
صبرا فالمصالحة التوافقية ليست فعلا ثوريا
-
الصراع على فتح وليس في فتح
-
هل يصبح الانقسام ثلاثي الأبعاد
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|