حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 15:26
المحور:
القضية الفلسطينية
حلوة زحايكة
سوالف حريم-وتقرّ عيني
البيت الذي بناه أبي في العام 1948 ولم يسكنه لأنه أصبح منطقة حدودية إلا قبل حرب حزيران 1967 بشهور، وكأن قدره ساقه اليه ليلقى فيه وجه ربّه شهيدا في تلك الحرب، وعشت ووالدتي وأشقائي ردحا من عمرنا فيه حتى فرّقنا الزواج، وكلّما نظرت ذلك البيت أو مررت من أمامه، وهو يبعد بضع مئات من الأمتار عن بيتي حاليا، يشعل فيّ نار الشوق، وأتذكر ميسون بنت بحدل الكلبية التي تزوجها الخليفة معاوية وبنى لها قصرا فاخرا يطل على غوطة دمشق وأنشدت تحن الى مضارب أهلها:
لبيـت تخفـق الأرواح فيـه==أحب إليّ من قصـر منيـف
ولبس عبـاءة وتقـرّ عينـي==أحب اليّ من لبس الشفـوف
وأكل كسيرة فـي كسر بيتـي==أحب إليّ من أكـل الرغيـف
فحنيني إلى البيت الذي نشأت فيه لا ينقطع. وهذا يذكرني بالمأساة المزدوجة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، وغالبيتهم من اللاجئين الذين تركوا بيوتهم وبياراتهم نتيجة ويلات النكبة في العام 1948 وما صاحبها من مجازر مثل دير ياسين والطنطورة والدوايمة وغيرها، وها هي آلة الدّمار والموت الصهيونية تلاحقهم في مخيمات اللجوء في قطاع غزة، فقتلت الآلاف، وأصابت الآلاف بجراح، وهدمت آلاف البيوت. فكيف ستقرّ عيونهم؟
1-8-2014
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟