محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 10:49
المحور:
الادب والفن
إنه آذار، مطر دافئ وشمس حنون، وها هي ذي ساعة صحو لذيذة. تدعي البنت أنها خارجة لجمع الفطر من تلة الربيع، فلا تعترض الأم التي لا تكف عن قراءة التعاويذ.
يأتي إلى الموعد من الجهة المقابلة فتى وسيم، تركض أمامه ثلاث عنزات وجدي رضيع، وعلى التلة يجلسان، يفرش تحتها معطفه الخَلَق، يقدم لها ضمة من زهر الحقول لعلها تكف عن الخجل.
يتلهيان بمتابعة الحلزونة التي تزحف بالقرب منهما وعلى ظهرها صدفتها الوحيدة، يتساءلان عن الجهة التي ترحل إليها، فيعروهما قلق خفيف.
تخرج من بيت بعيد، جنازة الرجل الذي عاش مائة وعشرة أعوام، يهطل المطر الدافئ من جديد، تتسارع خطى الجنازة، تختبئ الحلزونة داخل الصدفة، أما البنت التي أشعلها المطر، فقد استلقت فوق معطف الفتى مثل أرض عطشى رحيبة.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟