|
مسيحيو الشرق يحبّون الرسول محمد
يارا عويس
(Yara Owies)
الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 09:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مسيحيو الشرق يحبّون الرسول محمد بقلم : يارا عويس
إلى سكّان الأرض... إلى المسلمين الطيبين... إلى صحيفة شارلي أيبدو...
أخاطبكم، وكلّي غضب على كل من يتغافل عن الفعلة المشينة التي اقترفتها صحيفةُ «شارلي إيبدو»، ولا تزال تندد باقترافها، وسؤالي ماذا يعرف الغرب عن الاسلام والمسلمين؟ وإلى متى سيبقى الغرب جاهلا بجوهر الاسلام؟ وقبل إيضاحي أرغب بالتعريف بنفسي، فانا ابنة الأرثوذوكسية المسيحية في الأردن، والمعروف عن الأرثوذوكسية الشرقية التزمّت والإلتزام بتاريخها، وقد عشتُ الإسلام في تقاليد مجتمعي، حيث الأغلبية، وتعايشت مع المسلمين المعتدلين، وليس المتطرفين. الإسلام هذا الدين الجميل الذي يحمل في كل تعاليمه قيماً سامية لإنسانية تعلو وترحل عبر التاريخ، هذا الدين الذي شقّ الصحارى العربية وتخطّى الحدود؛ ليبقى مؤثراً إلى وقتنا الحالي، ومحمد تلك الشخصية الفذّة التي أثّرت في البشرية، ولا تزال تؤثر في منظومة الحياة وسياساتها على الأرض. وبعد كل هذا يأتي صحفيٌّ عابث، أو رسام كاريكاتير خارج تغطية الوعي البشري، ويقترف فعلته عبثاً أو حباً؛ لنيل الشهرة، أو بدافع حوافز مادية، وتصفّق له الأيادي في فرنسا وغيرها.. أتساءل، وأوجّه له ولصحيفته السؤال: كيف من الممكن اللعب بالنار، وإطلاق العنان للإساءة إلى رمز ديني بحجم محمد؟ وما هو الثأر الذي بينك وبينه، وبين إسلامه؟ وهل أنتم تدَّعون ديناً آخر؟ لا أظن أن هذا السلوك المتطرف يقوده أشخاص لهم دين، أو أنهم مختبؤون تحت اسم المسيحية، فالمسيح لن يرضى عن فعلتكم بالإساءة إلى أيٍّ كان، وليس هذا من تعاليم الدين المسيحي.. إذن دعونا نرحل إلى الشرق قليلا، حيث المسلمون المعتدلون، ولنسلط الضوء شيئاً ما على حياة المسلمين الطبيعية، بعيدا عن التعصب والتطرف، لإيضاح الأمر ، ولننظر بأكثر من منظور، وبأكثر من إدراك لحياة تلك الأغلبية من الشعوب المسلمة، ولعلنا نستمع إلى القرآن بعد ذلك، فندرك من خلال المحاكاة الصوتية ذلك الإحساس الذي خَلَت منه قلوب وعقول نقّاد هذا الدين. فلماذا أصبح اسم المسلم بُعبعاً في الغرب؟! ولماذا يُؤخذ الصالح بعروى الطالح؟ ولا تفرّقون بين الإسلام وما يطفو على السطح..؟! لعلَّ ندائي هذا، من ابنة الشرق المسيحي يؤثر؛ فينتزع منكم شيئاً من حقدكم البهيم على الإسلام ورسوله. ماذا لو وقفتُ غداً على باب صحيفتكم، ونطقت بالعربية، وقلت –حاشا لله- أنا معكم .. أنا أويدكم.. حتماً سأقتل، وهل ستتركوني بحالي لا بل سأذهب بعروى الاسلام والإرهاب عندها، بحجة أني عربية، ولم تفهموا كلامي.. إذن فلتفهموا الآن قبل فوات الأوان، والاستمرار في الإساءات والخراب.. فما لمسته شخصياً من حياة المسلمين، المتسامحة الودودة، وما يملؤها من محبة وسلام، يجعلني أقف اليوم، وأعلن وقوفي بوجه أي متهجم على الرسول محمد الذي استطاع، مِن قلب الصحراء، أن يقلب المسار الفكري والثقافي في العالم. فمن أنتم أمام هذه الشخصية الأسطورية؟! وهل ستشكلون شيئاً في تاريخ هذا العالم؟! وإلى متى ستبقى لعبة السياسة بالاختفاء وراء طائفية باهتة اللون، ولا طعم لها؟! وأنتم أيها الأخوة .. أيها الجيران أيها المسلمون الحقيقيون الطيبون الطبيعيون، إلى متى ستتركون من يستغل دينكم، ومن ينادي باسمكم ويشوّه صورتكم وصورة قدوتكم؟! هل أنتم الإرهاب؟! وهل تقبلون بهذه الصورة المسيئة لدينٍ شعارُه الإنسانية والسلام...؟! انتبهوا هنالك مَن يسرق ثقافتكم وفكركم ودينكم.. يا سكّان الأرض.. هيا لنتكاتف.. نحطّم الفروقات القارية والعرقية والطائفية.. ونلغي معالم الحدود التي جعلت ملامح الأرض مخضبّة بالدماء والشر.. قفوا على بعد مسافة من كوكبنا الجميل وانظروا كيف يموت الصغار؟ وتذبل الزهور وتحطّم البيوت وتُروى الأرض دماً ليل نهار... كونوا مع الله، وانشروا المحبة في الأرض.. ولْنُعد تشكيل كوكبنا الجميل بالخضرة والسلام والمحبّة.. وإذا اضطررنا فلْنُعد تشكيل طوائفنا بما يعمّر هذه الأرض ويخدم سلامها... قفوا عند مفترق الطريق، واختاروا إمّا أن ندمرّ هذه الأرض، وإمّا أن نعمرها.. يارا عويس - كاتبة أردنية مقيمة في الإمارات - مدربة دولية في التنمية البشرية.
#يارا_عويس (هاشتاغ)
Yara_Owies#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الكون من جديد
-
تبحث عن الحب.. وجدته لك
-
التحرر .. مَرْبَط الفرس
-
المرأة العربية جارية بلا أجر
-
أنثى الروح
-
بوح الجمال
المزيد.....
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|