سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اصبح الامر في المناطق الغربية من العراق ( العرب السنة ) يواجه تحديات خطيرة ومؤثرة جدا تهدد امن واستقرار العراق كله , فقد ولد وجود داعش في مناطقهم حالة من الانزعاج وعدم الرضى والقبول من قبل المواطنين واغلب العشائر في الانبار والموصل وصلاح الدين وباقي المناطق السنية , فضلا عن ان هذه المناطق تعيش مخاضاً سياسياً من اجل تحقيق المطالب التي ثارت من أجلها , فخرج الوضع الامني في المنطقة الغربية من يد الحكومة المركزية مما اعطى مبررا للتدخل العسكري فتقدم الجيش العراقي لمحاربة الجماعات المتطرفة الارهابية داعش الامر الذي أدى الى انتشار حالة من الذعر في نفوس الأهالي وقتل وتشريد الكثير من المدنين وتفاقمت المشاكل لتصل الأمور الى ما نحن عليه اليوم ، فضمن هذه المعطيات المتصاعدة بين الحكومة المركزية والعشائر العربية السنية من جانب والحرب على داعش من جانب آخر فضلاً عن انعدام الثقة والتفاهم بينهم , لقد اصبحت هذه المعطيات جميعا دافعاً ومبرراً لتوجه رؤساء هذه العشائر الى امريكا .
فبعد ان كانت العشائر العربية السنية تتخبط بين رفضها للتدخل الامريكي من خلال محاربتها له مما اثر سلبا على امن واستقرار العراق فضلا عن تعطيل العملية السياسية والاقتصادية , ومطالبتهم المستمرة بحق المشاركة في القرار السياسي العراقي من خلال المطالبة بمناصب سيادية ومشاركتهم في الحكومة المركزية , اصبحوا اليوم يركضون الى امريكا ليطلبوا المساعدة والتدخل السريع , وكان الأولى بهم ومنذ البداية ان يأخذوا الحل الامثل من الدستور العراقي في تشكيل الفدراليات . وهنا سؤال بفرض نفسه : من الذي سيدفع ثمن سياساتهم الخاطئة والتي أدت الى تدمير الأمن وقتل المدنيين ؟ ومع ذلك فان زيارة وفد من عرب السنة الى امريكا اليوم تعطي مردودات إيجابية كثيرة وخاصة المعنوية منها فهي بمثابة تعزيز لقوتهم وذلك من خلال دعمهم لتحرير مناطقهم من داعش فضلا عن المساندة لتشكيل الاقليم السني , وهنا سؤال اخر يطرح نفسه : هل حصل الوفد الذي ذهب الى واشنطن على قبول اغلبية عرب السنة ؟
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟