أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء عبد الواحد الحسيني - امرأة لا تعرف الانكسار ( قصة من وحي الواقع














المزيد.....

امرأة لا تعرف الانكسار ( قصة من وحي الواقع


علاء عبد الواحد الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 21:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تكن تعرف أن القدر المحتوم سوف يختارها الى مهمة صعبة تضعها في سفينة الحياة بدون رفيقها وشريك حياتها الذي لطالما رسم البسمة على وجهها ليتركها وحيدة مع ابنائها الخمسة بدون معيل وليجبرها القدر المحتوم لتقود دفة السفينة مستعينة بقوة ذاتها التي كانت تستعين بها كلما واجهتها موجة عاتية فما كان لها الا ان تكون هي القائد لابنائها و الموجه والاب الحنون المدافع والمنفق والحامي لهم وفي نفس الوقت عليها ان تكون الام الحنونة والمربية الفاضلة .بقدر مافيه من حزن بفراق رفيق حياتها فا كسبها ذلك الانكسار القوة والعزيمة لتواجه امواج الحياة العاتية منفردةً . فيضعها القدر امام اول اختبار حقيقي فكانت محاولة اهل زوجها لسلب ابنائها الخمسة منها بحجة انها من طائفة اخرى فكان موقفها حازما وقرارها ثابتاً كرمح ثابت في الارض لتنقذ ابنائها من الانفاس المسمومة والعقل الضيق المغلق في ظل ظروف صعبة يعاني منها مجتمع تمزقه الطائفية ويتهاوى نسيجه الاجتماعي في كل يوم . فانتشلت بهذا القرار ابنائها من هول هذا المرض العضال الذي اصاب المجتمع .فكان عليها ان تخطوا الخطوة الثانية لتستقل بابنائها الخمس وتتفرغ لتربيتهم وتخطط لمستقبلهم خارج نطاق الفكر الضيق المنغلق فانتقلت الى مكان اخر فاشترت داراً اجرت نصف الدار والاخر للسكن فتحقق بهذه الخطوة مصدرا للانفاق على عيالها ودارا تسكن فيها .وبذلك تبدأمرحلة مهمة لعشقها المتناهي للعلم فتفرغت تماما لتدريس ابنائها فقسمت وقتها بين عمل المنزل وتدريس الابناء فالسهر معهم لساعات طوال ومن ثم النوم سويعات قليلة وبعدها تقوم في الصباح الباكر لتراجع لهم دروسهم وتتأكد انهم هضموا الدرس فكانت لهم خيرأَم وخير مدرسة كان عليها ان تحل مشاكلهم كلاً على انفراد وتتقاسم همومهم وطموحهم وتعينهم وتوجههم لكي تحقق بهذا جواًعائلياً تملئهُ روح المحبة والسلام والتأخي والمؤاثرة .الاولاد يكبرون وباتوا في الكليات فلا بد من مصدر ثاني للانفاق فقررت ان تعمل وكان لابد ان يكون عمل يليق بها فهي لم تعتاد على العمل خارج المنزل لكن الظروف اجبرتها ووضعتها في الطريق فعملت موظفة بعقود في وزارة التربية لتحقق بذلك مورداً مالياً ثانياً . في خضم هذه المشاغل وهذه الظروف القاسية لم تنسى طموحها في الدراسة الجامعية فكان حلم الدراسة يراودها دوماً فقررت وبخطوة جريئة ان تدخل (كلية الحقوق) وتحدت كل تلك الظروف القاسية وكسرت كل الاحجارالتي تجدها في طريقها بمعاول الصبر وقوة الذات وثبات العزيمة .كان اصدقائها وزملائها فخورين جداً بها ومن بينهم كاتب هذه السطور كانت تعتبر لهم رمزاً لرقي الاخلاق ومثال للمرأة المكافحة المثابرة والام المربية الفاضلة كان من سماتها الخجل وادب الحوار ومخافة الله كان الجميع يتغنى باخلاقها وكفاحها وحسن معاملتها مع زملائها واصدقائها فكان لي معها اكثر من حديث كان كل حديث يعطيني دفعة لتحقيق طموحي الذي كنت اصبوا اليه بعد التخرج من كلية الحقوق فدار بيني وبينها حديث وفي حينها توجهت لها بسؤال وقلت لها سيدتي الفاضلة انت امرأة كافحتي كثيراً من اجل مستقبل ابنائك فما هو اجمل شيء تفتخرين فيه بهذه المسيرة الطويلة من الكفاح وكعادتها كانت تطأطىءبرأسها خجلاً عندما يتحدث معها احد من زملائها فرفعت رأسها وتوجهت لي بالكلام وقالت بكل فخر وكبرياء وشموخ يااخي اني قدمت لبلدي العراق ابني البكر طبيباً وابنتي استاذة جامعية وابني الاوسط طبيب اسنان وابنتي الاخرى صيدلانية والاخرى تنتظر دخول الجامعة فهذا فخري وهذا انجازي الذي افتخر به واعتز به كثيراً. كنت ولازلت احترم هذه المرأة واتكلم عن انجازاتها التربوية والاخلاقية وخصوصاً نحن في بلد قد تهاوت فيه اغلب القيم الاخلاقية والاجتماعية واصبح نسيجه الاجتماعي بالياً مهترىء من قساوة الحروب وتجار الدماء . عندما تجد في هكذا بلد وفي مثل هكذا ظروف مثل هكذا نساء تعطيك دفعة امل ان هذا البلد لازال فيه نساء هن حواضن الحضارة ومنبع للمعرفة والمؤاثرة يصنعن التاريخ بعلم ومعرفة لتبث رسالة للاجيال ان هذا البلد له عمق تاريخي حضاري لن يموت ولن يندثر مهما حاول اعدائه ان ينالوا منه . نعم سيدتي انا وعائلتي فخورين بك وبانجازك الانساني .



#علاء_عبد_الواحد_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار السياسي المفقود في العراق من يتحمله ؟؟؟
- (تنمية الدراسات الدينية المستدامة )
- (المشروع الكوني الامريكي بين الحقيقة والخيال )
- الفضائل وتعددها في المجتمع
- الامبريالية الاستعمارية الاعلامية الحديثة
- جدل الاصلاح في المجتمع من اين يبدأ؟؟
- خيارات الذات في ظل القفزات العلمية والموقف الاخلاقي
- السياسة الامريكية في الشرق الاوسط بعد عام 2030رؤيا مستقبلية
- العراق وخطر التقسيم


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء عبد الواحد الحسيني - امرأة لا تعرف الانكسار ( قصة من وحي الواقع