واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 17:53
المحور:
الادب والفن
مــشــ .. وار
لا تنفع الرجل ذكراه التي اقتصت منه ردحا من ذاته غير الناضجة .. فراح يبحث عن معطى آخر لبقائه حيا في ذاكرته فقط .. المشكلة اعمق من هذه الكلمات المبتسرة .. ان تكون حيا في ذاكرتك معنى ذلك موتك عند الآخرين .. قد لا استطيع ان اخرج نفسي من هذا المشوار لا يعني ان تموت ذاكرتي الآن .. بل عليّ أن انتبه واخلق ذاكرة جديدة تحفظني من التلف .. مشواري مع ذاتي ليس بالضرورة مشواري مع الآخرين .. انا وذاتي على طرفي نقيض في اكثر المرات وفي المصادفة المعدومة الحس نبقى نجايل الذات مع النفس والروح مع الجسد ونطابق ونقارن الاجيال غير المنتمية الى اشباح اجيال ضاربة في التاريخ كي نحقق نشوة اسمها النجاح .. ليس هناك من نجاح بل ما نقوم به هو فشل متكرر فلو إنا نجحنا مرة واحدة نجاحا حقيقيا ما كنا حاولنا ان ننجح مرة أخرى .. هذا يدل على الاخفاقات المتعددة والذاهبة بذاكرتنا التي ابتكرناها الى مشوار بائس لا طعم فيه ولا لون ولا رائحة .. لماذا نخفق ؟ لأننا لم ننجح ابدا .. لماذا لا ننجح ؟ لأننا نخفق دائما .. الاخفاق مشوار والنجاح كذلك لكن مشوار الاخفاق هو من اكثر المشاوير التي يسيرها الانسان رغما عن انفه في اكثر الاوقات .. كان الفشل محفزا جيدا للاخفاق لهذا الامر ظل النجاح حلما من الاحلام التي ربما تتحق .. لا يبدر الى الذهن ان الانسان نجح في الطيران بل الطير فعل ذلك .. الانسان حلق بواسطة لكن الطائر قام بذلك بجهده .. الانسان يقلد الحيوان في كل شيء وهذا ما لم يفعله الحيوان .. هل ترى ان الانسان أتم عقلا من الحيوانات ؟ لماذا لا يرغب الحيوان بتقليد الانسان ؟ المجايلة فاقدة الطعم تحيلنا الى افيون آخر من النوم القسري داخل العقل المنفي .. لم يتح للعقل ان ينفلت من عقال الامس والماضوية والسلفية والكانتونات الجاهزة .. لذا كان عليه ان يتحرر من كل هذه القيود واذا ما تحرر كما في بعض الامثلة فانه سينحرف ويصبح إلها سلطته في القسر وإذعان الآخرين .. المهم من كل ذلك أننا الى الآن نائمون في تفاصيل ومصطلحات واقاويل وتركيب جاهزة لإلغاء الطرف المقابل .. كل ذلك والعقل سيظل اما نائما أو منتفضا غير منضبط..
[email protected]
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟