أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - أربعون أبو عين وعين ..














المزيد.....

أربعون أبو عين وعين ..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



مدير العلاقات العامة والإعلام/محافظة قلقيلية
في رثاء الشهيد زياد أبو عين بعد مرور
أربعين يوماً على استشهاده
الآن .. وأنتَ هناكَ بعيداً عنا جسداً حاضرٌ فينا روحاً يؤرقنا رحيلك، ويجعلُ من فراقكَ قيداً يدمي أرواحنا وجعاً، كل المسافاتِ بيننا وبينكَ عينٌ ومقل..!! بكاءٌ على الفراق ودموعٌ للفقدِ، وما بينَ عينكَ الغائبة وعيوننا الباكية رسائلٌ لم تقرأ بعد..!! هكذا أنت يا أبو عين...
موت زاد من موتنا يا زياد
وعيون تبكي عينيك .. أبا عين
رحلتَ في غياهبِ الموتِ بعيداً، تأبى إلا أن تظللنا بظلالك الوارفة، قاهراً عدوكَ الباغي بهذا الموت..
أيقظتَ كلَ الضمائرِ الإنسانية فكنتَ فلسطينياً عتيقاً بامتياز..!! ابنُ كنعانَ القديم، لا يساومُ حتى لو فتحت عليه بوابات الجحيم .
خرجتَ من رحم هذه الأرض ثائراً وعدتَ إلى نفسِ الرحمِ الذي خرجت منه..
، شهيداً .. شهيداً..!!
كأن في موتك قصة عشقٍ أسطورية ، عشقٌ للذي ناضلتِ من أجلهِ واستشهدتَ لأجله، نعم انه عشقٌ سرمدي..!! يملأ الذاكرة الموجوعة بحنين حضوركَ الأزلي..!! فارسٌ في ميادين النضال، لا يأبه بالرياح المزمجرة ولا بصدى الأصوات التي ظنت أنها بفجورها تستطيعُ أن تنالَ من إرادتنا قيد أنملة .. تباً لها كيف أوغلت فينا الذبحَ والقتل.. ومزقت حجرات قلوبنا فأرست ظلاماً وموتاً.
أيها الموتُ .. الباقي بعد الأربعين أخذتَ منا أبا عين على عجلٍ شهيداً مضرجاً بشقائق النعمان، بزي فارسٍ .. ودعتنا أنفاسه الاخيرة عبرَ شاشات التلفاز، رحلتَ عظيماً كما يرحلُ الشهداء لا ينكسرون، نعم .. رحلت :
من موتنا الى موتكَ..
من حضورنا الى غيبكِ ..
من بكائنا الى نعيمك..
من قيدنا الى حريتكَ .. عند لقاء ربكَ..
عرفنا بعد موتكَ معنى الحضورِ والغيابِ، ومعنى الموت وقوفاً كالأشجار، قاهراً عدوكَ الحتمي.
لم تأبه بعددهم وعدتهم، ولم يكونوا بالنسبة لك إلا " عابرون في كلام عابر" أو تافهون في زمن تافه، تكاثر فيه المتخاذلون وأصروا على أن يكونوا أنذالاً.
وقفت جلموداً صارخاً في وجههم القبيح أننا في هذه البلاد العصية على الكسر ولدنا رجالاً .. وعندما نغادرُ نغادرها قديسين.. وبعد موتنا تبقى هيئتنا لحظة الموت ماثلةً كقصيدة ما تلبثُ تنقلها الريحُ كرذاذ المطر فنحفظها نشيداً وطنياً كلما حل ذكركَ..!!.
لأن في موتنا عبرة نهديه الى الآتين..!! وفيه وصيا السلف للخلف.. نعم وصايا لا نساوم بها على موتنا وحياتنا.. عبرةٌ لمن اعتبر..!! تلك وصاياك أيها العين الثاقبة معلقة على ألواح أروحنا التي غابت معك تزفكَ على عرشٍ لا يهبط الى الارض.. بل يعلو الى السماء.
والان وأنت هناكَ قديساً نبكيكَ في اربعينكَ عيون الأحبة، عين الوطن المذبوح، وعيون محبيكَ ممن جعلوا في كل زاوية عليين لكَ على الوطن .. وعينٌ أخرى تقرأ وصايا الشهداء للعابرين، فنم قرير العين أبا عين .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوريون لا يموتون أبداً
- أمَة عربية أم لمّة عربية؟
- واستشهد السلام .. في وطن السلام
- بعيداً عن السياسة قريباً من السياسة ..
- شكراً أبو الهيجاء
- ليلى ابنةُ كنعان ..!!
- حماسستان .. رقابستان
- عاشت فلسطين اللاتينية
- نورٌ قادم ..
- في الحالة الفلسطينية الإعلام أداة مقاومة ..
- كفر قدوم .. الجزء الثاتي
- كفر قدوم
- أحلام جدتي على فراش الموت
- هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير
- إعلام هابط
- أحلام أمي البسيطة ..
- أحلام الناس البسطاء
- أنشودة المطر ..
- ريشة البدوان .. وترنيمة الفنان
- اجرام منظم


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - أربعون أبو عين وعين ..