|
قراءة في كتاب أحجار على رقعة الشطرنج ( الحلقة الأولى)
مازن مريزة
الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 00:53
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لست أدعي هنا بأنني سآتي بجديد ، فكتاب أحجار على رقعة الشطرنج الذي كتبه الأدميرال وليام غاي كار( )عام (1950) ، وترجمه للعربية سعيد جزائري عن دار النفائس ببيروت بعد ذلك بعشرين عاماً ، كتاب لايمكن وصفه بأي حال من الأحوال بالكتاب الحديث ،وبما أننا أمة تستسهل الجاهز وتستمري السهل ويستهويها الكسل ، ولا تتقن سوى فن الاقتتال الداخلي والاحتراب الأخوي وتسقيط المبدع حتى يهوى وتشجيع الوضيع حتى يستقوى ، ارتأيت أن أعيد تسليط الضوء مرة أخرى على هذا الكتاب الخطير الذي يكشف ببساطة عن الأصابع الخفية التي تمسك خيوط لعبة السياسة والمال في العالم ، ويفسّر الأسباب الكامنة وراء السر الخفي الذي يمنع الجنس البشري من التمتع بالسلام العالمي والتمتع بالخيرات الوفيرة التي منحها الله لنا . يتضمن كتاب أحجار على رقعة الشطرنج إثني عشر فصلاً ، يسبقها مدخل أطلق عليه ( المؤامرة العالمية) وفيه يتحدث عن مخططات الصهيونية الحديثة ، التي تسعى إلى تدمير جميع البلدان والأديان القائمة ، من خلال تقسيم الجوييم ( وهو الأسم الذي يُطلق على الجنس البشري من غير اليهود وهو لفظ بمعني القطعان البشرية، يطلقه اليهود علي البشر من الأديان الأخرى) إلى فرق متنابذة حول عدد من المشاكل والمسائل الاقتصادية والاجتماعية والعنصرية والسياسية التي يتم طبخها في سلسلة من المطابخ السرية التي أنشأ أولها ( آدم وايزهوبت) عام (1776) والتي أُطلق عليه (محفل الشرق الأكبر) ويعد المركز الرئيس للماسونية العالمية ، والذي يتعاقب بإدارته مجموعة من الأشخاص المتميزين بالتفوق الذهني والعقلي يتم اختيارهم بعناية شديدة من قبل النورانيين ( حكماء صهيون) الذين روجوا لمبدأ الأممية أو المذهب العالمي (internationalism) مدّعين أن الهدف من ذلك هو الوصول إلى حكومة عالمية تتكون من ذوي المقدرات المالية والذهنية المتفوقة ويمتلكون الحق في قيادة جحافل الجوييم الذين يجهلون ما هو صالح لهم جسديا وعقليا وروحياً ، وهو ما يُطلق عليه اليوم العولمة ، وما تحمله بين جنباتها من اتفاقيات وقواعد ومباديء ، تسمح للفكر العالمي العابر للحدود بالتمدد غير المحدد بلا قيد او شرط . وفي نفس المقدمة هناك عنوان ثانوي آخر ، هو (الصهيونية الجديدة) ويتحدث فيه المؤلف عن مجموعة من الوثائق التي وقعت بيد الحكومة البافارية عام (1784م) ، وهي عبارة عن تعليمات وضعها (آدم وايزهوبت) للماسونية العالمية أو الفرماسونية للتوصل إلى إنشاء الحكومة العالمية ، وتتضمن هذه التعليمات التي يعود تاريخها إلى عام (1776م): 1. استخدام الرشوة ( المال والجنس) للسيطرة على نخبة من الأشخاص الذين يشغلون أماكن حساسة في مختلف مجالات النشاط الإنساني ( السياسية ، والاقتصادية ، والفكرية ، ....) ، ومن لا يمكن شراؤه يجب أن يتعرض للاستنزاف او الخراب المالي ، والتهديد بالإيذاء الجسدي والقتل. 2. على ( النورانيين) الذين يعملون في الجامعات والمعاهد العلمية ، تحديد الطلبة المتفوقين ذهنياً والمتميزين علمياً والمنتمين إلى أسر ذي مكانة مالية أو اجتماعية مرموقة ، ليولدوا فيهم الاتجاه نحو الأممية العالمية ( الذي وضعه حكماء بني صهيون) وترسيخ مبدأ أن حكم ( الجوييم) يجب أن يكون بيد هؤلاء المختارين من خلال تدريب خاص في أماكن ومعاهد خاصة ، حددت في تلك الوثائق في ثلاث أماكن هي : • بلدة (Gordonstoun) في اسكتلندا . • والثانية في بلدة (Salem) في ألمانيا . • والثالثة تقع في اليونان في بلدة (Anavryta). 3. ينص البند الثالث على إعادة استخدام الطلبة الذين اجتازوا التدريبات الخاصة والشخصيات النافذة التي تقع تحت نفوذ (النورانيين) كعملاء ، وزرعهم في الأماكن الحساسة خلف الستار في الحكومات والمنظمات العالمية ، لتوجيه الساسة في المراحل الأولية نحو اعتناق سياسات يكون من شانها على الأمد الطويل أن تخدم أهداف منظمة العالم الواحد ، عن طريق التوصل إلى التدمير النهائي لجميع أديان العالم . 4. يقتضي البند الرابع على ضرورة سيطرة (النورانيين) على جميع أجهزة الصحافة والإعلام ومنابع الإثراء الآيدلوجي والثقافي ، وخلق أجواء فكرية تهيء الرأي العام العالمي نحو الأممية . وفي الوثائق التي درستها حكومة بافاريا بعناية ، كانت هناك إشارات واضحة على أفكار المحفل الماسوني الأكبر في تدمير أكبر قوتيين عالميتين آنذاك ، وهي فرنسا وبريطانية ، وأن هناك أصابع خفية ولكن مؤثرة للكنيس اليهودي في تحريك الثورة الفرنسية عام (1789م) ، ومجموعة من المؤامرات والدسائس التي خُطط لها لتدمير بريطانيا أو السيطرة عليها ، واضطرت حكومة بافاريا إلى مداهمة أكثر من محفل ماسوني ، كان أهمها قصر البارون باسوس في مدينة (ساندرسدورف) ، حيث عثرت سلطات بافاريا على أدلة ووثائق إضافية أقنعتها بأن الوثيقة التي عُثر عليها حقيقية ، مما دقعها إلى إغلاق المحفل الأكبر في عام (1885م) واعتبار جماعة النورانيين جماعة خارجة عن القانون ، مما اضطر النورانيين إلى العمل بالخفاء ، وأصدر (آدم وايزهوبت) تعليماته إلى أتباعه للتسلل إلى صفوف الجمعيات الماسونية الكبرى ، وأهمها جمعية الفريماسونية الزرقاء (جمعية البنائين الأحرار) الإنكليزية التي تبرهن على ميلها الدائم لهجران كل فكرة دينية أو إلهية ، وتعمد إلى العلمانية الوجودية البحتة ، وحينما شرعوا في التسلل لتلك الجمعية ، وجهوا الدعوة إلى (جون روبنسون) أحد أكبر رجال الماسونية في انكلترا ، وكان يشغل منصب الأمين العام للجمعية الملكية في عاصمة اسكتلندا ، واستاذ الفلسفة في جامعة (أديمبورغ) ، استمر روبنسون في مجاراتهم فترة من الزمن ، بسبب خشيته لامتداد خطر التغيير الذي طرأ على فرنسا إلى بلده إنكلترا ، لكنه صبر وداهنهم إلى حين حصوله على نسخة أصلية من مخططات (وايزهوبت) ، فعمد إلى درء خطرهم في عام (1789م) بنشر كتاب أسماه (المؤامرة لتدمير الحكومات والأديان) ، مما دفع (وايزهوبت) إلى التحرك نحو الولايات المتحدة الأمريكية ، لا سيما أن أحد تلاميذه هو توماس جيفرسون (1743 - 1826) قد تبوأ منصب الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية ، وعن طريق جيفرسون تغلل النورانيين بقوة في المحافل الماسونية الأمريكية الحديثة في (نيوانغلاند) ، حيث لم تنفع تحذيرات روبنسون ومن بعده دافيد بابلان رئيس جامعة هارفارد من النفوذ المتزايد للنورانيين في الأوساط السياسية والدينية الأمريكية ، ومازالت رسائل الرئيس الأمريكي السادس جون كوينسي آدمز المحذرة بشدة من خطر النورانيين محفوظة في مكتبة ديتنبورغ سكوير في فلادليفيا ، وفي عام (1929م) عقد النورانيون مؤتمراً لهم في نيويورك قرروا فيه ضم جميع الحركات الإلحادية والمجتمعات الهلنسية ( الفوضوية) في منظمة عالمية يطلق عليها الشيوعية ، الهدف منها القضاء على الأديان وإثارة الحروب والهيجانات المستقبلية ، وقد عين ثلاثة أشخاص لإدارة هذا المشروع الخطير ، هم (فرانكلين روزفلت ، وهوراس غريلي ، وشاس) ، وجمعت هذه اللجنة الكثير من الأموال لتمويل كارل ماركس وانجلز عندما كتبا (رأس المال) و( البيان الشيوعي) في حي سوهو بلندن ، في نفس الوقت ونفس الأرصدة التي مُول منها الدكتور كارك ريتر الاستاذ في جامعة فرانكفورت ، الذي كتب النظرية المعاكسة للشيوعين ، في استعداد خطير من قبل النورانيين لاستخدام هاتين النظريتين المتناقضتين في التفريق بين الأمم ، لينقلب الجنس البشري إلى معسكرين متناحرين ، ولعدم استتمام القناعة القصوى لدى النورانيين في حتمية استمرار الصراع بين هذين المذهبين ، وجدوا أن من الأنسب خلق مذهب ثالث على يد الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه الشهير بمعاداته للأديان والسامية ، الذي وضع فلسفة ( النيشييزم) التي تفرعت منها فيما بعد الفاشية والنازية ، حيث ضمن النورانيون بهذه المذاهب الثلاثة ؛ إثارة أعظم الإضطرابات في العالم ، وإشعال الحربين العالميتين الأولى والثانية . وفي الحلقة الثانية سنتناول بشيء من التفصيل دور الجنرال الأمريكي (إلبرت بايك ) ، الذي عمل على وضع مخطط يصل بالنورانيين إلى إعتلاء عرش العالم وتجهيز الأرض لملكهم المنتظر ، وسنبحث رسالته التاريخية الموجهة إلى صديقه "جوسيبي مازيني" زعيم النورانيين في إيطاليا وقائد الحركة الثورية المنادية ، ومطالبه بإنشاء حركات عالمية كبيرة ومؤثرة "الشيوعية والنازية والصهيونية السياسية" تستخدم في اشعال حروب عالمية تقضي على القوى والمجتمعات الكبرى وتصل بالنورانيين لإعتلاء عرش العالم والتمهيد لملكهم "معبودهم" المنتظر ، وكيف ان هذا الجنرال قد حدد سلفا في عام (1871م) ثلاثة حروب عالمية ، وكيف أنه ذكر وحدد فيها بالتفصيل القوى المتصارعة والنتائج المتوقعة ، والحروب كالتالي: الحرب العالمية الأولى: وهدفها إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا.. وجعل تلك المنطقة معقل الحركة الشيوعية الإلحادية، واستخدام الشيوعية كمذهب لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان.
الحرب العالمية الثانية: وذلك بتمهيد الخلافات بين الفاشستيين والحركة الصهيونية السياسية ، لتنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية السياسية، حتى تتمكن أخيرا من إقامة دولة يهودية في فلسطين، كما يجب تدعيم الشيوعية حتى تصل بقوتها إلي مرحلة تعادل فيها مجموع قوى العالم المسيحي، ثم إيقافها عند هذا الحد، حتى يبدأ العمل في تنفيذ المرحلة التي تليها . والحرب العالمية الثالثة: التي يقضي مخططها بأن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي ، وبأن توجّه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام والصهيونية بتدمير بعضهما البعض ...وللقادم المثير للدهشة بقية .....
#مازن_مريزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأصول الحقيقية لسكان ميسان
-
تساؤلات نقدية
-
قانون العدالة الإنتقالية وإصلاح المؤسسات التعليمية
-
خواطر عن الدولة المدنية
-
قضية وطن - حايط نصيص
-
قضية وطن - لا للتباكي الكويتي
-
نسور الشمال
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|